كيف أصبح جيمي كارتر رمزًا للبساطة وداعيةً للسلام العالمي؟

الاثنين 30 ديسمبر 2024 | 01:06 مساءً
كتب : بسمة هاني

جاء الإعلان عن وفاة الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر عن عمر 100 عام ليختتم حياة حافلة بالأحداث الكبرى والمساهمات السياسية والإنسانية. فترتبط فترة رئاسته (1976-1980) بأزمات داخلية وخارجية كبرى، أبرزها أزمة الرهائن في إيران التي ألقت بظلالها على مسيرته السياسية ومنعته من الفوز بولاية ثانية.

ورغم هذه الأزمات، حقق كارتر إنجازات بارزة، من بينها اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 التي جمعت بين مصر وإسرائيل، لتشكل علامة فارقة في تاريخ السلام بالشرق الأوسط.

رئيس ذو رؤية إنسانية

وُلد كارتر عام 1924 في ولاية جورجيا، وتخرج من الكلية البحرية قبل أن يعود لإدارة مزرعة عائلته. قادته قيمه النابعة من إيمانه المسيحي ونشأته المتواضعة إلى الساحة السياسية، حيث تولى منصب حاكم جورجيا قبل ترشحه للرئاسة عام 1976.

اشتهر كارتر بشخصيته غير التقليدية وأسلوبه المتواضع، حيث كان يميل لارتداء الجينز وممارسة الرياضة في دول العالم الثالث.

إرث ممتد من الإنسانية

حصل كارتر على جائزة نوبل للسلام عام 2002 تقديراً لجهوده في حل النزاعات وتعزيز حقوق الإنسان. عاش حياة متواضعة بعد الرئاسة، في منزله المتواضع بولاية جورجيا، متجنباً الاستفادة المادية من منصبه السابق.

برحيله، يفقد العالم شخصية استثنائية قدمت نموذجاً في النزاهة السياسية والسعي لتحقيق السلام.

رؤية تقدمية ومواقف إنسانية

كان الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر رمزًا للسلام والتقدمية، عُرف بمواقفه الداعية إلى الحد من حيازة الأسلحة، دعمه لزواج المثليين، ومطالبته بإلغاء عقوبة الإعدام. كما كان من أشد المعارضين لإساءة معاملة المعتقلين في سجن غوانتانامو، وعبّر عن رفضه الواضح للغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

انتقادات حادة لترامب

لم يتردد كارتر في التعبير عن آرائه السياسية الصريحة، حيث وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" عام 2018 بأنه "كارثة" و"جاهل". مواقفه هذه جسدت التزامه بمبادئه حتى بعد خروجه من البيت الأبيض.

حياة متواضعة بعد الرئاسة

على عكس العديد من الرؤساء السابقين، اختار كارتر أن يعيش حياة بسيطة بعد انتهاء ولايته. فقد عانى من أزمات مالية خلال وجوده في البيت الأبيض، حيث تراكمت ديون مزرعته للفستق السوداني إلى 1.5 مليون دولار. لكنه أصر على التمسك بمبادئه، ورفض الاستفادة المادية من منصبه، بما في ذلك العروض المربحة لإلقاء خطابات أو العمل في شركات.

رمز الأسرة والمثابرة

كارتر احتفل مع زوجته روزالين بعيد زواجهما الـ72 عام 2018، في منزلهما المتواضع بولاية جورجيا. اللافت أنه كان الرئيس الوحيد الذي عاد إلى نفس المنزل الذي عاش فيه قبل دخوله السياسة، وهو منزل صغير يضم غرفتين فقط، قدرت قيمته بنحو 167 ألف دولار، أي أقل من تكلفة سيارات الأمن التي تحرسه.

اقرأ أيضا