أزمة أطفال اللاجئين تضرب اليونان

الاثنين 23 ديسمبر 2024 | 10:43 صباحاً
أزمة أطفال اللاجئين تضرب اليونان
أزمة أطفال اللاجئين تضرب اليونان
كتب : محمود أمين فرحان

وفقًا لتقرير (الجارديان ) تواجه اليونان أزمة إنسانية متزايدة مع ارتفاع عدد القاصرين غير المصحوبين الذين يصلون إلى البلاد، وسط قلق متزايد بشأن نقص “المناطق الآمنة” لاستيعابهم وحمايتهم. ووفقًا لمنظمات غير حكومية، تزايدت حالات العنف وظروف المعيشة المروعة داخل مراكز الإيواء، مما دفعها إلى مطالبة السلطات باتخاذ إجراءات عاجلة.

ارتفاع حاد في أعداد الوافدين

شهد عام 2024 تدفقًا كبيرًا للأطفال اللاجئين عبر مسار تهريب جديد يمتد من ليبيا إلى جزيرة كريت، حيث دعت المنظمات الحقوقية الحكومة اليونانية إلى توفير ملاجئ محمية أو نقل هؤلاء الأطفال إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي. وأفادت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) أن عدد القاصرين الذين وصلوا إلى اليونان تضاعف مقارنة بالعام الماضي، مع وصول 13,000 طفل في شهر نوفمبر وحده. كما ارتفعت أعداد الأطفال غير المصحوبين من 1,490 في عام 2023 إلى ما يقرب من 3,000 حتى الآن هذا العام.

نقص الموارد وازدحام المخيمات

قال نيكوس باناجيوتوبولوس، وزير الهجرة اليوناني، إن الضغط على مسارات الهجرة في شرق البحر المتوسط من المتوقع أن يستمر خلال عام 2025، مشيرًا إلى أن الأزمات الجيوسياسية وأزمة المناخ دفعت المزيد من الناس إلى مغادرة أوطانهم. ومع وصول 60,000 شخص بحلول نهاية العام، بلغت المخيمات في جزر بحر إيجة طاقتها الاستيعابية القصوى. 

وتفاقمت الأوضاع، مع وجود مئات الأطفال في الجزر مثل ساموس وكوس بدون ملابس مناسبة أو خدمات أساسية.

تزايد العنف ونقص الحماية

نتيجة لتقليص الدعم الحكومي للملاجئ، أُجبر نحو 1,500 قاصر على العيش دون رعاية. وفي المخيمات المكتظة، تزايدت حوادث العنف والإساءة بشكل مقلق. وفي حادثة أثارت غضبًا واسعًا، تعرض مراهق مصري في مخيم مالاكاسا للاغتصاب الجماعي والاعتداء، مما دفع السلطات للإعلان عن خطط لإنشاء 500 مكان إضافي للأطفال بمجرد توفر التمويل.

مطالبات عاجلة بإصلاح النظام

حذرت المنظمات الإنسانية، بما في ذلك “أنقذوا الأطفال”، من فشل النظام الحالي في تلبية احتياجات الأطفال اللاجئين. وأشارت التقارير إلى نقص في المترجمين والخدمات الأساسية، مما زاد من تعقيد عملية طلب اللجوء.

وقال ويلي بيرجون، مدير أوروبا في منظمة “أنقذوا الأطفال”: “الأطفال الذين يهربون من الأزمات الإنسانية يصلون إلى اليونان بحثًا عن الأمان، لكنهم يجدون أنفسهم في أزمة جديدة.” ودعا الاتحاد الأوروبي والسلطات اليونانية إلى التحرك الفوري لتحسين أوضاع الأطفال في المخيمات وضمان حمايتهم.

مستقبل مجهول

في الوقت الذي تستعد فيه اليونان لمواجهة تدفقات جديدة من اللاجئين في عام 2025، يبقى مصير آلاف الأطفال معلقًا وسط تفاقم الأزمات الإنسانية والإدارية. وتظل الدعوات إلى توفير حلول مستدامة لهذه الأزمة ملحة أكثر من أي وقت مضى.

اقرأ أيضا