ختان الإناث، والذي يُعد جريمة كبرى في حق الفتاة، لما ينتج عنه من أذى نفسي وجسدي لها، هو أيضًا أمر طبيعي وحتمي في الصعيد، نظراً لأن عنوان طهارة الفتاة وعفتها تكمن في ختانها كما يزعمون، ولكن لفتيات الصعيد المختانات كان لهن رأيًا في هذا الشأن واتخذن قرارًا جماعيًا سنكشفه في السطور التالية.
" بلدنا اليوم" رصدت الموضوع في التقرير التالي:
ففي البداية يقول "خالد محمد" دكتور نساء وتوليد ، إنه تختلف طريقة ممارسة هذه العملية حسب المكان وحسب التقاليد لكنها تجري في بعض الأماكن دون أي تخدير موضعي وقد يُستخدم موس أو سكين بدون أي تعقيم أو تطهير لتلك الأدوات المُستخدمة في هذه العملية، ويختلف العمر الذي تجري فيه هذه العملية من أُسبوع بعد الولادة وحتى سن البلوغ.
وحسب تقرير اليونيسف، أغلب الإناث التي تجري عليهن عملية الختان لم يتعدين الخامسة من العمر، وقدر صندوق سكان الأُمم المتحدة سنة 2010 أن 20% من الإناث اللواتي ختن تمت إزالة الجزء الخارجي من أعضائهن التناسلية وخياطة فرجهن، وهي العملية المعروفة بـالختان الفرعوني أو التَبْتِيْك، الشائعة في شمال شرق أفريقيا.
ويذكر محمد علي شيخ أزهر، أنه ينظر إلى هذه العادة حالياً في العديد من المجمتعات حول العالم على أنها إحدى أبرز أشكال التمييز الجنسي، أو أنها محاولة للتحكم بالحياة الجنسية للمرأة، فيما تنظر إليها مجتمعات أو جماعات أخرى على أنها علامة من علامات الطهارة والعفة والتواضع، غالباً ما تقدم النساء البالغات على ختن بناتهن، اللواتي يعتبرن هذا الفعل مدعاة للشرف، وإن عدم الإتيان به يعرض بناتهن إلى العار أو الإقصاء الإجتماعي، وتختلف الآثار الصحية لختان البنات بإختلاف طبيعية العملية، فقد تُعاني المختونة من التهابات متكررة، وصعوبة في التبول وفي تدفق الطمث، وبروز خراجات، وصعوبة في حمل الجنين، ومضاعفات عند الولادة، ونزفٌ مُهلك، ولا تعرف فوائد صحية لهذه العملية، والرسول صلى الله عليه وسلم لم يختن بناته أبداً، لذلك لا بد أن نقتدي برسولنا الكريم.
وتضيف" م ، ك" إحدى الفتيات المختانات، أن الختان يعد كارثة حقيقية للفتاة، وأنها غير سعيدة في حياتها الزوجية، وكثيراً ما يشتكي زوجها من ذلك، وهناك حالات كثيرة قام زوجها بتطليقها، نظراً لعدم إستمرار الحياة بينهم، فكل ذلك يؤثر على نفسية الفتاة، ويجعلها عرضه للإكتئاب.
وتقول "ح. ر" أنها تم إجراء تلك العملية لها، وتسببت في الكثير من المتاعب النفسية والجسدية لها، وأن أخلاق الفتاة وعفتها تنبع من عقلها وليس من العضو التناسلي، لذلك لن تقوم بفعل تلك العملية المشينة مع بناتها في المستقبل من أجل حفاظاً على حياتهم، فكثيراً ما نسمع ونرى العديد من الفتيات تتوفي بسبب ذلك.