تعد محافظة كفر الشيخ من أكثر المحافظات التي عاشت سنوات طويلة تعاني من نقص الخدمات وندرة الامكانيات, خاصة مشاكل البنية التحتية, والصرف الصحي التي أثرت بشكل كبير على الانتاج الزراعي, الذي يعد وقود الحياة للمحافظة.
لكن مبادرة حياة كريمة كانت بمثابة الأكسجين الذي أحيى الأمل للمواطنين بكفر الشيخ,فعلى الرغم من أن المبادرة لم تكتمل مراحلها بعد, ولم تستفد كل مراكزها منها, لكن ما شهده مركز مطوبس الذي حظي منفردًا بأول مراحل المبادرة, من تحول شامل, بث الطمأنينة في نفوس مراكز المحافظة الأخرى.
المرحلة الأولى من مبادرة حياة كريمة بمحافظة كفر الشيخ لم تشمل سوى مركز مطوبس
حيث شهد مركز ومدينة مطوبس تحولا كبيرًا جراء المشروعات التي نفذتها "حياة كريمة" والتي بلغ عددها 603 مشروعًا بما يقدر بحوالي 6 مليار جنيه, في كافة القطاعات, كالصرف الصحي, وإنشاء مدارس وإحلال وتجديد عدد كبير, والتطوير الكبير لمستشفى مطوبس المركزي والتي كان لها نصيب الأسد من الاهتمام بعد أن أصدر اللواء جمال الدين, محافظ كفر الشيخ السابق, قرارًا العام الماضي, بإحلالها وتجديدها ضمن المبادرة, حرصا على صحة وسلامة المواطنين.
كما شملت مبادرة حياة كريمة 18 قرية و187 عزبة, تابعة لمركز مطوبس, وذلك ضمن المشروع القومي لتطوير الريف المصري الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي, والتي انتهت المبادرة من تنفيذ ما يقرب من 100 مشروع خاص بالكهرباء والإنارة, و90 مشروع خاص بالتربية والتعليم, ومئات المشاريع التي لم يتم الانتهاء منها حتى الآن, وفي مقدمتها مستشقى مطوبس المركزي, الذي خصص لها مليار ونص الميار جنيه لإحلالها وتجديدها بأعلى الإمكانيات والتقنيات, وكذلك محطات الصرف الصحي بالقرى التي تم الانتهاء من جزء كبير منها, وجاري العمل لإنهاء ما تبقى, وتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل لأول مرة في مطوبس.
وقال النائب عمرو درويش, أمين السر بلجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب, لـ"بلدنا اليوم" إن حياة كريمة أحدثت نقلة غير مسبوقة في المجتمع المصري, حيث أصبحت منهج حياة ومتطلع لكل المواطنين.
وأكد على أن المبادرة تهدف لخدمة البلاد الأكثر احتياجًا بالمحافظات, وأن حلم القرى والمراكز الآن هو الإدراج ضمن خطة المبادرة, الأمر الذي يعكس دور وأهمية ما تقوم به لتوفير ما اعتبره مجرد الحد الأدنى من الخدمات التي يحتاج إليها المواطن.
المشاريع التي تم تنفيذها بالمرحلة الأولى
حسب البيانات الواردة من محافظة كفر الشيخ فقد تم تبطين 16 ترعة بمعدل ما يقرب من 70% من إجمالي الترع المستهدف تبطينها، وإنشاء وإحلال وتجديد 11 كوبري, وقرب الانتهاء من 11 آخرين، كما أنه تم إنشاء مجمعات خدمية بقرية الجزيرة الخضراء, وقرية البطراط, وبرنبال, وبني بكار, ومنية المرشد, بنسبة تنفيذ 100%، والانتهاء من مشاريع إنشاء وإحلال وتجديد وترميم المدارس والأبنية التعليمية بنسبة تنفيذ كاملة 100%.
كذلك أيضًا إنشاء 30 محطة ومشروعًا للصرف الصحي إضافة للعدد من الوصلات للبيوت والمنازل, و23 مشروعًا لمياه الشرب، كما أنه تم توصيل 15 خطًا للغاز الطبيعي بالمركز وجاري العمل على توصيل 15 آخرين، وإقامة 5 مواقف للسيارات بعدد من قرى المركز.
وقد تم بناء 18 عمارة سكنية, منهم 9 عمارات بقرية الجزيرة الخضراء و5 عمارات بقرية منية المرشد و3 عمارات بقرية برنبال وعمارة واحدة بقرية القلي، وإنشاء 5 أسواق نموذجية كبرى بـ5 قرى هم ابيانة والبصراط وبرنبال وبني بكار والجزيرة الخضراء.
إضافة إلى الانتهاء من 23 مشروع خاص بالصحة بنسبة تنفيذ 100%, من بينهم 6 نقاط للإسعاف، وإنشاء 15 مشروعا رياضيًا, يشمل مراكز للشباب, وملاعب كرة قدم, ومقرات إدارية, بنسبة تنفيذ كاملة، وأكثر من 20 مشروع للشبكات الكهربائية وإنشاء لوح توزيع.
هذا ما تم حصره فقط عبر البيانات الرسمية الواردة من محافظة كفر الشيخ, ومؤسسة حياة كريمة بالمحافظة.
ومن جانبه قال الدكتور عمرو البشبيشي, نائب محافظ كفر الشيخ, إن المبادرة الرئاسية " حياة كريمة" أحدثت نقلة نوعية لمركز مطوبس, في البنية التحتية والمرافق وجميع الخدمات العامة, كما أنه جاري العمل على الانتهاء من عدد كبير من المشاريع التي لم تكتمل, وهناك عدد آخر تم الانتهاء الفعلي منه ويتم الترتيب لافتتاحه في الأيام المقبلة.
وأضاف البشبيشي أن هناك مشروعات لرصف طرق المدينة والقرى التابعة لها, لكن تم تأجيله لحين الانتهاء من مشروعات الصرف الصحي العملاقة التي يتم استكمالها حتى الآن, لأنها تتطلب حفر بعض الطرق أثناء العمل فيها.
وأشار نائب المحافظ إلى أن المحافظة تسابق الزمن من أجل الانتهاء من تجهيز مستشفى مطوبس المركزي بأحدث الأجهزة والتقنيات الطبية بعد الانتهاء من أعمال التجديد التي أوشكت على الانتهاء, حتى يتم توفير الرعاية الصحية الكاملة للمواطنين.
المرحلة الثانية لحياة كريمة بكفر الشيخ
من المفترض أن تبدأ المرحلة الثانية من مبادرة " حياة كريمة" في الفترى القادمة بعد اعتماد ميزانيتها من مجلس النواب بمبلغ 150 مليار جنيه, لتنفيذ مشروعات ب20 محافظة, و52 مركزًا, و1667 قرية, إضافة إلى العزب والمناطق التابعة للوحدات المحلية, بما يخدم أكثر من 21 مليون مواطن.
وفي تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" قال إسلام جبر, المنسق العام للمؤسسة بمحافظة كفر الشيخ, إن المرحلة الثانية للمبادرة ستكون أكبر اتساعًا، وأكثر دعمًا من حيث عدد المشاريع، فهي تشمل 4 مراكز بالمحافظة, هم سيدي سالم, وكفر الشيخ, ودسوق, والحامول, بتكلفة تبلغ 20 مليار جنيه, لتنفيذ المشروعات والخدمات, بما يخدم أكثر من 2 مليون مواطن, في 4 مدن و1590 قرية وتابع, في قطاعات المياة, والصرف الصحي. والغاز الطبيعي, والتعليم, والصحة, والزراعة, وتبطين الترع, وقطاع الطرق, والشباب والرياضة, والاتصالات.
وأردف " جبر" قائلا إن مركز سيدي سالم يشمل المدينة و29 قرية و415 تابعا للوحدات المحلية بالقرى, ويشمل مركز كفر الشيخ المدينة و 47 قرية و334 تابعا, كما يشمل أيضا مركز دسوق المدينة و34 قرية و260 تابعا لهم, ومركز الحامول يتضمن المدينة و14 قرية و448 تابعا.
وفي سياق متصل قال النائب محمد عبد الحميد هاشم، عضو مجلس النواب عن محافظة كفر الشيخ، إن المرحلة الثانية من المبادرة مقرر البدء فيها مطلع شهر يونيو من العام القادم ٢٠٢٥، مع نهاية تسليم باقي مشاريع المرحلة الأولى، التي كان من المفترض تسليمها، قبل أكثر من سنتين، لكن بسبب ما تشهده مصر من التضخم، ادى إلى عجز الموازنة عن تغطية الاحتياجات، وتوقف العمل أكثر من مرة.
وأوضح هاشم " لبلدنا اليوم" أنه إذا تم تنفيذ ما يرجو من " حياة كريمة" فإن هذا سيحدث تغيرًا كبيرًا في أساس البنية التحتية التي تعاني منها محافظة كفر الشيخ، وفي أول أولوياتها الصرف الصحي.
كما شدد على ضرورة التنسيق بين المؤسسات قبل البدء في تنفيذ المشروعات، حتى لا نقع في أخطاء المرحلة الأولى، فبعض الطرق تم رصفها، ثم أعادوا حفرها لتوصيل مشروعات الصرف الصحي والغاز الطبيعي.