التدخل الأجنبي في الحرب الأهلية السورية يشير إلى الدعم السياسي والعسكري الذي تقدمه دول وكيانات خارجية للأطراف المتنازعة في الصراع السوري، بالإضافة إلى العمليات التي تقوم بها هذه الأطراف على الأراضي السورية. منذ بداية الصراع في عام 2011، كان التدخل الأجنبي عاملاً مهماً في تشكيل مجريات الحرب وتعقيداتها.
الدعم للنظام السوري
إيران: قدمت إيران دعماً كبيراً للنظام السوري على مدار السنوات، سواء عبر الدعم العسكري المباشر أو عبر جماعات موالية لها مثل حزب الله اللبناني، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، بالإضافة إلى ميليشيات شيعية أخرى.
الدعم للمعارضة السورية
تركيا، قطر، والسعودية: تعتبر الدول السنية الكبرى في الشرق الأوسط من أبرز الداعمين للمعارضة السورية. تقدم هذه الدول الدعم اللوجستي والسياسي للمعارضة من خلال توفير الأسلحة، التدريب، والتمويل، بالإضافة إلى التأثير في الساحة السياسية.
الدعم للأكراد
إقليم كردستان العراق: قدم إقليم كردستان دعماً عسكرياً ولوجستياً للأكراد السوريين، خصوصاً وحدات حماية الشعب الكردية (YPG)، التي كانت جزءًا من التحالف الدولي ضد داعش.
التحالف الدولي: حصل الأكراد على دعم جوي من دول مثل الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، وفرنسا، وذلك في إطار الحرب ضد داعش وتأمين مناطقهم.
دعم التنظيمات الإرهابية
تنظيم (داعش): حصل داعش على دعم غير مباشر من بعض المنظمات والجماعات غير الحكومية عبر أنحاء مختلفة من العالم، رغم الحملة العسكرية الكبرى التي تم شنها ضده من قبل التحالف الدولي وحلفاء النظام السوري.
وصف الباحث في الشؤن الخارجية أسامة حمدي للتخطيط الاستراتيجي، في حديث خاص لـ "بلدنا اليوم"،في تحليلٍ شامل للمشهد لوجود الدول الاخري في سوريا.
أوضح الباحث المتخصص في الشؤون الخارجية أن كل دولة متواجدة في سوريا تسعى لتحقيق مصالح وأطماع خاصة بها، ولها مناطق نفوذ وجماعات تدعمها.
وهذه المصالح تتداخل وتتناقض مع بعضها البعض، مما يفاقم الوضع ويزيد من تعقيد الصراع في البلاد.
الولايات المتحدة: تتواجد الولايات المتحدة في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسعى إلى الحكم الذاتي وتأسيس دولة كردية على غرار إقليم كردستان العراق، هذا الطموح الكردي قديم ويشمل الأكراد في دول متعددة
و أضاف حمدي إلى أن هذه ، تتواجد القوات الأمريكية في سوريا بحجة محاربة تنظيم داعش ومنع عودته إلى المنطقة.
كما أن الولايات المتحدة تحافظ على قواعد عسكرية في سوريا كجزء من التوازن الاستراتيجي مع روسيا، التي تملك قواعد في سوريا والبحر المتوسط.
وقال أن الولايات المتحدةتتواجد في سوريا لدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تسعى إلى الحكم الذاتي وتأسيس دولة كردية على غرار إقليم كردستان العراق. هذا الطموح الكردي قديم ويشمل الأكراد في دول متعددة.
بالإضافة إلى ذلك، تتواجد القوات الأمريكية في سوريا بحجة محاربة تنظيم داعش ومنع عودته إلى المنطقة. كما أن الولايات المتحدة تحافظ على قواعد عسكرية في سوريا كجزء من التوازن الاستراتيجي مع روسيا، التي تملك قواعد في سوريا والبحر المتوسط.
إسرائيل: توجد إسرائيل في سوريا من منطلق استعماري توسعي واحتلال أراضٍ عربية، تحت مسمى حماية أمنها القومي. تدعي إسرائيل أنها موجودة في سوريا لقطع خطوط إمداد الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله اللبناني، خاصة في المناطق القريبة من حدودها.
وأكد حمدي أن وجود روسيا في سوريا منذ عقود، حيث تحالفت مع النظام السوري منذ عهد حافظ الأسد وابنه بشار الأسد وتسعى روسيا إلى الحفاظ على نفوذها في منطقة البحر المتوسط، ولديها قاعدة بحرية في طرطوس وقاعدة جوية في حميميم
وجودها في سوريا يعد جزءًا من توازن القوى مع النفوذ الأمريكي في المنطقة، كما أن روسيا تعتبر سوريا حجر الزاوية في استراتيجياتها الإقليمية والدولية.
وفيما يخص تركيا اشار حمدي إلي أن تتواجد في الشمال السوري، وهو مطمع قديم لها منذ فترة الدولة العثمانية
و تزعم تركيا أنها تتدخل في سوريا لدعم الجماعات الجهادية وتمكين حكم المسلمين السنة ضد الحكم العلوي الذي تمثله أسرة الأسد. علاوة على ذلك، تسعى تركيا لمنع قيام دولة كردية في سوريا، خاصة بالنظر إلى وجود أكراد في تركيا يسعون إلى الانفصال وإقامة حكم ذاتي لهم، هذا التهديد يضر بالأمن القومي التركي.
وفيما يتعلق بوجود ايران قال حمدي على الرغم من أن إيران كانت إحدى القوى الكبرى الداعمة للنظام السوري، فقد خرجت بشكل كبير من المشهد السوري في الآونة الأخيرة. تعتبر إيران الخاسر الأكبر في التداخلات الدولية في سوريا، حيث سحبت قواتها ومستشاريها العسكريين وطاقمها الدبلوماسي في انتظار تقييم الوضع ومراقبة سلوك الحكومة السورية الجديدة.
ولفت حمدي تهديدات الفوضى والتقسيم التدخلات المتعددة في سوريا تهدد بتحويل البلاد إلى فوضى شاملة، حيث قد تؤدي هذه التداخلات إلى اندلاع حرب أهلية بين الجماعات ذات الطوائف المختلفة، بالإضافة إلى الجماعات ذات الولاءات السياسية والدينية المتباينة. هناك مخاوف من تكرار سيناريو ليبيا، بتقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ تحت سيطرة جماعات متعددة، أو تكرار سيناريو أفغانستان حيث تسيطر الجماعات الدينية على الحكم، كما هو الحال مع حركة طالبان في أفغانستان
وقال حمدي إن التداخلات الأجنبية في سوريا تلعب دورًا مهمًا في تعقيد الوضع الداخلي في البلاد، وتؤدي إلى استمرار الصراع وتزايد التوترات بين القوى الإقليمية والدولية. في ظل هذه المصالح المتعارضة، فإن مستقبل سوريا يبقى غامضًا ويعتمد على تطورات المنطقة والتوازنات الدولية.