ألقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خطابًا للأمة مساء الخميس، وسط واحدة من أكبر الأزمات السياسية التي تواجه فرنسا منذ عقود، بعد سقوط حكومة رئيس الوزراء ميشيل بارنييه نتيجة تصويت تاريخي بحجب الثقة.
قدم بارنييه استقالته رسميًا لماكرون في اجتماع لم يتجاوز ساعة، في أعقاب تصويت برلماني أطاح بحكومته بعد ثلاثة أشهر فقط من توليه المنصب. وفيما يبقى بارنييه لتصريف الأعمال حتى تعيين خليفة له، يتصاعد الضغط على ماكرون لتسمية رئيس وزراء جديد يقود حكومة أقلية في برلمان شديد الانقسام.
البرلمان المجزأ ومعركة الميزانية
ونقلًا عن صحيفة «الجارديان» البريطانية، جاءت الإطاحة بالحكومة عقب مواجهة برلمانية حول ميزانية العام المقبل، حيث لجأت الحكومة لتمرير قانون تمويل الضمان الاجتماعي دون تصويت، ما أثار غضب المعارضة. دعم حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان تصويت حجب الثقة، الذي حصل على 331 صوتًا من أصل 577 نائبًا.
وقالت لوبان، في تصريحات بعد التصويت، إن دعمها لحجب الثقة جاء "لحماية الفرنسيين من ميزانية سامة". لكنها أكدت استعداد حزبها للتعاون مع الحكومة المقبلة.
تحديات أمام ماكرون وتوقعات بتعيين سريع
في ظل تصاعد الاحتقان السياسي والدعوات لاستقالته، أكد ماكرون استمراره في منصبه حتى نهاية ولايته في 2027، مشددًا على ضرورة تجاوز الأزمة. ووسط تكهنات حول خليفة بارنييه، تبرز أسماء مثل وزير الدفاع سيباستيان ليكورنو والسياسي الوسطي فرانسوا بايرو، بينما يُثار الحديث عن خيارات يسارية مثل برنار كازنوف.
اضطرابات اقتصادية واجتماعية واحتجاجات مرتقبة
يتزامن هذا المشهد السياسي مع تصاعد التوترات الاقتصادية، حيث دعت النقابات إلى إضرابات واسعة تشمل قطاعات النقل والتعليم احتجاجًا على سياسات التقشف.
في ظل هذه الأزمة، يسعى ماكرون لاستعادة السيطرة السياسية، فيما تترقب فرنسا تعيين رئيس وزراء جديد قادر على تحقيق الاستقرار في واحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخ الجمهورية الخامسة.