في ضوء التحديات النفسية المتزايدة التي يواجهها المجتمع الإسرائيلي بعد انتهاء الحرب مع لبنان، حذر رئيس المجلس الوطني لمنع الانتحار في "إسرائيل"، غيل زلتسمان، من تزايد حالات الانتحار بشكل ملحوظ، مشيراً إلى تهديد حدوث "تسونامي صحة نفسية" في البلاد.
وفقاً للتقرير الذي قدمه، شهد العام الماضي زيادة ملحوظة بلغت 40% في التوجه إلى مراكز الأزمات والصحة النفسية، مما يعكس التأثيرات العميقة والطويلة المدى للحرب على الصحة النفسية للمواطنين الاسرائيليين.
الدعوات إلى إجراءات عاجلة لمواجهة الأزمة النفسية
في إطار جهود التصدي للأزمة، دعا زلتسمان إلى اتخاذ إجراءات عاجلة، مثل فرض قيود على الأسلحة النارية بين المستوطنين، مع إضافة سؤال جديد في استمارة طلب ترخيص الأسلحة حول ما إذا كان الشخص قد فكر في الانتحار. كما شدد على ضرورة زيادة عدد المعالجين النفسيين، ورفع رواتب المتخصصين في هذا المجال، مطالبًا بزيادة ميزانية برنامج "فاخترت الحياة" الموجه للطلاب في وزارة التربية والتعليم من 2.5 مليون شيكل إلى 5 مليون شيكل.
تأثير الحرب المستمر على الجنود والمواطنين
في جلسة للكنيست، أقر رئيس لجنة الصحة، يوني ميشراكي، بأن الأزمات النفسية التي تفجرت مع الحرب في 7 أكتوبر 2023 ما زالت تؤثر بشكل كبير على المجتمع الإسرائيلي.
وقد تزامن هذا التحذير مع تقارير صحفية في "يديعوت أحرونوت" التي تناولت زيادة عدد الجنود الإسرائيليين الذين يعانون من مشاكل نفسية جراء الحرب الطويلة في غزة ولبنان، حيث أقدم ستة جنود على الانتحار في الأشهر الأخيرة فقط.
برامج الوقاية من الانتحار بحاجة إلى دعم إضافي
وأكدت كوهِن، المسؤولة عن برامج الوقاية من الانتحار في إسرائيل، أن الميزانية المخصصة لهذه البرامج لعام 2024 (15.7 مليون شيكل) غير كافية لمواجهة الأزمة النفسية المتفاقمة.
كما أضافت تاتيانا مزارسكي، المبادرة لمنع الانتحار، أن المعاناة النفسية التي يمر بها العديد من الأشخاص بعد الأحداث الصعبة قد تتفاقم بسبب تغييرات بسيطة مثل استبدال المعالج النفسي.
الحاجة إلى موارد إضافية لمكافحة ظاهرة الانتحار
يتزايد الآن الضغط على الحكومة لتوفير المزيد من الموارد لمواجهة "تسونامي" الأزمات النفسية والانتحار المتوقع بعد الصراع المستمر.
وتواصل التقارير تأكيد أن الحرب، والهجوم الذي وقع في 7 تشرين الأول 2023، والمواجهات المستمرة مع الفلسطينيين غزة، قد أسفرت عن تدهور كبير في الصحة النفسية للمواطنين الإسرائيليين، مما دفعهم للتوجه إلى مراكز الصحة بشكل ملحوظ.