الصلاة هي أحد أركان الإسلام الخمسة وعمود الدين، ولها مكانة عظيمة في حياة المسلم. فهي صلة مباشرة بين العبد وربه، وهي وسيلة للتقرب من الله وطلب رحمته ومغفرته. ومع ذلك، قد يحدث أحيانًا أن يترك المسلم الصلاة أو تفوته لعذر أو تقصير، ويجب عليه حينها أن يقضي هذه الصلوات الفائتة.
حكم الصلاة الفائتة عند الإفتاء
وعلى ضوء ذلك، أكدت دار الإفتاء أنه يجب قضاء الصلوات الفائتة وذلك باتفاق الأئمة الأربعة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «اقْضُوا اللهَ الذي لَهُ، فَإِنَّ اللهَ أَحَقُّ بِالْوَفَاءِ» رواه البخاري، وأيضًا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إِذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إِلا ذَلِكَ» متفق عليه، وإذا وجب القضاء على الناسي -مع سقوط الإثم ورفع الحرج عنه- فالعامد أَوْلَى، ويعتبر هذا من باب التنبيه بالأدنى على الأعلى؛ قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في "شرح صحيح مسلم": [وشذَّ بعض أهل الظاهر فقال: لا يجب قضاء الفائتة بغير عذر، وزعم أنها أعظم من أن يخرج من وبال معصيتها بالقضاء، ويعد هذا خطأ من قائله وجهالة.
وأضافت: فعلى من فاتته الصلاة مدة من الزمن سواء أكانت قليلة أو كثيرة أن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى ويشرع في قضاء ما فاته من الصلوات، كما ليجعل مع كل صلاة يؤديها صلاةً من جنسها يقضيها، وله أن يكتفي بذلك عن السنن الرواتب؛ فإن ثواب الفريضة أعظم من ثواب النافلة، موضحة أنه صلى الله عليه وسلم أشار إلى أفضلية قضاء الفائتة مع مثيلتها المؤداة من جنسها في قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدٍ صَالِحًا فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا» رواه أبو داود، كما قال الإمام الخطَّابي: [ويُشْبِهُ أن يكون الأمر فيه للاستحباب؛ ليحوز فضيلة الوقت في القضاء] اهـ، وأيضًا ليستمر الإنسان على ذلك مدة من الوقت توازي المدة التي ترك فيها الصلاة حتى يغلب على ظنه أنه قضى ما فاته، فإن عاجلته المنية قبل أن يستوفي قضاء ما عليه فإن الله يعفو عنه بمنه وكرمه إن شاء الله سبحانه وتعالى.
حكم الصلاة الفائتة عند الدكتور محمود الصاوي
ومن ناحيته، أوضح الدكتور محمود الصاوي، أستاذ الثقافة الإسلامية والوكيل السابق لكليتي الدعوة والإعلام، في تصريحات خاصة لموقع "بلدنا اليوم"، حكم الصلاة الفائتة، مؤكدًا على أن دين الله أحق أن يقضي في الحوار النبوي الذي سألت فيه امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفاحج عن أبي يا رسول الله قال: لها أن كان علي أبيك دين أكنت قاضيته ؟ قالت: نعم قال: فدين الله أحق أن يقضي".
وأشار إلى كيفية قضاء الصلوات الفائتة، منوهًا أنه لابد من القضاء بحسب مافاته من صلوات يمكن مع كل فرض يصلي بعده فرضين أو ثلاثة بحسب ما تيسر له.