أكدت علا شحود، خبيرة في الشؤون الروسية، أن روسيا لن تتخلى عن دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، مشيرة إلى أن موسكو اتخذت خطوات لتعزيز موقف دمشق عسكريًا وسياسيًا في مواجهة الزلزال العسكري والسياسي الذي تشهده البلاد بعد التطورات الأخيرة.
دعم عسكري متواصل
تقول شحود، إن روسيا كثفت من عملياتها الجوية، حيث حلّقت الدفاعات الجوية الروسية فوق المناطق الشمالية لسوريا، ونفذت غارات مكثفة استهدفت مواقع فصائل المعارضة المسلحة التي وصلت إلى قلب حلب ومشارف مدينة حماة. وأضافت أن هذه العمليات نجحت في القضاء على هذه المواقع بشكل كامل.
وأشارت إلى أن روسيا ستواصل تقديم مساعدات عسكرية متطورة للجيش السوري، مؤكدة أن موسكو ليست في وضع يسمح لها بالتخلي عن حليفها الاستراتيجي. فمنذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، لعبت روسيا دورًا حاسمًا في دعم النظام السوري على جميع المستويات، سواء عسكريًا أو سياسيًا، وحتى في المحافل الدولية.
دعم سياسي واستراتيجي
ترى شحود أن روسيا كانت دائمًا المدافع الشرس عن سوريا بقيادة الأسد في المحافل الدولية، بما في ذلك محادثات أستانا. وأوضحت أن روسيا، رغم العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب حربها في أوكرانيا، تواصل دعم سوريا اقتصاديًا وسياسيًا.
وأضافت: "اليوم، نلاحظ أن وضع سوريا في المحافل الدولية بات أقوى من ذي قبل. الدول العربية، التي تخلت عن دمشق عام 2011 ووصفت ما يجري حينها بحرب أهلية، تغيرت مواقفها. اليوم، هناك إجماع عربي على دعم سوريا في مواجهة الإرهاب".
إجماع عربي ودولي
أشارت شحود إلى بيانات صادرة من الدول العربية وجامعة الدول العربية التي أعربت عن دعمها لسوريا في مواجهة التحديات الحالية. وذكرت أن هذه البيانات تأتي في إطار الاعتراف بأن ما تعانيه سوريا اليوم هو إرهاب يستهدف مؤسسات الدولة وبنيتها.
واختتمت شحود حديثها بالتأكيد على أن روسيا ترى في دعم الأسد ضرورة استراتيجية للحفاظ على استقرار سوريا ودورها الإقليمي. وأضافت: "روسيا ستستمر في دعم دمشق، سواء عسكريًا أو سياسيًا، لأن أي تراجع في هذا الدعم سيؤثر على نفوذها في المنطقة وعلى توازن القوى الإقليمي".