فرضت العمليات العسكرية الإسرائيلية واقعاً جغرافياً جديداً في قطاع غزة، مع تهجير قسري للسكان واخذ نحو ثلث مساحته. تكشف خريطة غير رسمية استناداً إلى تحديثات عسكرية إسرائيلية عن وجود محور عسكري جديد شمالي القطاع، بجوار مناطق العمليات العسكرية في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، وهو ما يعرف بـ"محور مفلاسيم" نسبة لمستوطنة مفلاسيم الواقعة في غلاف غزة.
بدأ الجيش الإسرائيلي إنشاء هذا المحور في 5 أكتوبر 2024 مع انطلاق عملياته العسكرية في الشمال، وسط قلق من سعي إسرائيل لتهجير السكان وفصل شمال القطاع عن مدينة غزة، مما يهدد بفرض "خطة الجنرالات" التي تهدف إلى منع النازحين الفلسطينيين من العودة إلى مناطقهم. قبل 7 أكتوبر 2023، كان عدد سكان محافظات شمال القطاع يبلغ نحو 400 ألف نسمة، لكنه انخفض إلى نحو 100 ألف مع بداية العملية العسكرية.
بعد أكثر من شهر من العمليات العسكرية، تقدر التقارير الإسرائيلية وجود بين ألف وثلاثة آلاف شخص في بيت لاهيا، وألف آخرين في جباليا.
يحتوي شمال قطاع غزة على معبرين إسرائيليين، الأول هو معبر إيرز الشرقي الذي توقف العمل به منذ 7 أكتوبر 2023، بينما تم استحداث معبر إيرز الغربي في مايو 2024 لإدخال المساعدات الإنسانية.
فيما يتعلق بمحور نتساريم العسكري، الذي يفصل شمال وادي غزة عن جنوبه، فقد تحول إلى قاعدة عسكرية كبيرة بعد توسيعات شملت مسافة 8 كيلومترات طولاً و7 كيلومترات عرضاً، لتصبح مساحته 56 كيلومتراً مربعاً من أصل 365 كيلومتراً مربعاً هي مساحة القطاع بالكامل.
يضم هذا المحور حاجزاً عسكرياً متطوراً، وأجهزة تفتيش، ومعتقلات، فضلاً عن مرافق سكنية للجنود.
كما يشتمل على المعبر 96 الذي اُفتتح في مارس الماضي لأغراض إنسانية، ولكن استُخدم بشكل محدود ولا يزال يُستخدم لأغراض عسكرية.
من جهة أخرى أعاد الجيش الإسرائيلي فتح معبر كيسوفيم بعد إعادة تأهيله، ويقع هذا المعبر بين دير البلح في وسط القطاع وخان يونس في جنوبه. وعند الحدود مع مصر، شهد محور فيلادلفيا عمليات توسعة، حيث بات الجيش يسيطر على 14 كيلومتراً مربعاً في المنطقة الجنوبية من رفح.
وأصبح قطاع غزة مقسماً إلى ثلاثة محاور عسكرية: محور مفلاسيم في الشمال، ومحورا نتساريم وفيلادلفيا في الوسط والجنوب، إلى جانب خمسة معابر إسرائيلية: إيرز الشرقي والغربي، المعبر 96، معبر كيسوفيم، وكرم أبو سالم، ما يعني أن ثلث مساحة القطاع قد سقطت تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية.