مبادرة إحلال السيارات المتقادمة انطلقت مطلع يناير 2021 بهدف التخلص من القديم المتهالك من المركبات التي مر على تصنيعها 20 سنة أو أكثر ودعم التحول للعمل بالغاز الطبيعي كبديل أقل تلويثا للبيئة وسهلت لمالكيها الحصول على بدائل أخرى جديدة عبر حزمة حوافز وتسهيلات، خلقت إقبال على المبادرة من المواطنين.
تسببت الظروف الاقتصادية المحلية والإقليمية التي آثرت على قطاع السيارات في تعطيل مسيرة المبادرة وتأخير التسليمات وحجب الموقع الرسمي للمبادرة أسعار السيارات بعد ارتفاعات متتالية خلال العام الماضي، ولا يزال المواطنين بانتظار استلام السيارات بعد أن توقفت البيانات وتقلصت المعلومات خلال العام الحالي 2024.
المتحدث الرسمي.. مبادرة إحلال السيارات تأثرت ولكنها ما زالت تتلقى الطلبات
يؤكد تامر عبد الظاهر المتحدث الرسمي الحالي لمبادرة إحلال السيارات المتقادمة أن خطة الإحلال تأثرت بعد الحرب الأوكرانية الروسية وزاد التأثر لأقصاه خلال 2023 مع النقص الحاد في السيارات، موضحا أن المبادرة ليست استثمارية بل لها هدفان رئيسيان المظهر الحضاري أولا ويمكن ملاحظته في تراجع أعدادها على الطرق مقارنة بما قبل الإحلال بعد تسليم 28 ألف سيارة إلى الآن من ضمن 38 ألف طلب مقدم عبر الموقع الإلكتروني للمبادرة، والثاني الحفاظ على البيئة من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية عبر الاعتماد على الغاز الطبيعي، والفوائد الاقتصادية الأكبر للمواطن من خلال سعر فائدة 3% والحافز الأخضر ومقابل التخريد وامتداد مدة التقسيط إلى 10 سنوات، وبخصوص إدراج السيارات الكهربائية ضمن المبادرة فإن الدراسات تعمل على التوصل لأفضل طريقة لإدراجها.
المتحدث السابق.. تسليم السيارات متوقف على الشركات المشاركة في مبادرة الإحلال
يعتمد تسليم السيارات للمستفيدين من المبادرة بشكل أساسي على استيفاء الشروط العامة للمتقدم ثم تأتي الموافقة النهائية من جانب شركات السيارات المحلية المشاركة في المبادرة والتي تحدد موعد الاستلام وفق الطاقة الإنتاجية لها، إلا أن الدكتور طارق عوض المتحدث باسم مبادرة إحلال السيارات سابقا، يوضح لـ«بلدنا اليوم» أن المبادرة مستمرة في تلقي طلبات الراغبين في الاستفادة عبر الموقع الإلكتروني المخصص للتسجيل إلا أن تسليم السيارات معطل منذ ما يقرب من العام بسبب توقف وكلاء السيارات المشاركين في المبادرة عن التسليم بعد ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة خلال العام الماضي ونقص الكميات المتاحة لديهم؛ لذا لن تجد تعديل للأسعار على الموقع الرسمي للمبادرة منذ منتصف العام الماضي، وربما مع الانخفاض الحالي تُستأنف التسليمات من جديد.
سيارات المبادرة تواجه مشكلة تأمينية
لأن السيارات التابعة للمبادرة جميعها خاضعة للتأمين لحين انتهاء فترة التقسيط، فإن أصحاب السيارات يواجهون مأزقا فرضته عليهم الأحوال الاقتصادية يلخصه المهندس خالد عامر خبير تقدير الحوادث والأضرار بقطاع التأمين على السيارات في أن أصحاب السيارات ممن تسلموا سياراتهم خاضعون للتأمين طوال فترة القسط المتراوحة من 7 إلى 10 سنوات، وبسبب الزيادات الكبيرة في أسعار السيارات وقطع الغيار تسببت لهم في أزمة فبعد أن كان سعر السيارة وقت بداية المبادرة يتراوح من 250 ألف جنيه إلى 350 ألف جنيه أصبح حاليا ضعف الثمن، لذا فعند الحوادث لا تقوم شركة التأمين بتغطية كامل الإصلاح إلا لو وافق العميل على رفع قيمة القسط التأميني وتتراوح حاليا من 6 إلى 7 آلاف جنيه، كما أن الحافز المقرر لأصحاب السيارات المتقادمة يمثل نسبة من 10% إلى 15% من سعر السيارة بحد أقصى 65 ألف جنيه عام 2022 والآن لا يمثل سوى 3% أو 4% على أقصى تقدير، وبالتالي فمن المتوقع أن يقل الإقبال على المبادرة خاصة وأن المرحلة الحالية لم تشهد تسليمات جديدة منذ منتصف العام الماضي 2023 وبنسب قليلة للغاية.
جمال عسكر.. الغاز الطبيعي لسيارات الإحلال له آثار جانبية
وعن مدى كفاءة سيارات المبادرة العاملة بالغاز الطبيعي يقول المهندس جمال عسكر وكيل لجنة الصناعة بنقابة المهندسين وخبير صناعة السيارات إن تهيئة السيارات العاملة بالبنزين للتحول بالغاز ستؤثر على العمر الافتراضي للمحرك والأفضل جلب سيارات ذات محركات تطابق الغاز.
وأشار عسكر في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن كفاءة الغاز أقل من البنزين وينعكس ذلك على القدرة الحصانية للمركبة، مشيرا أن الضمان الذي يعطى للسيارات عند تحويلها بالغاز لا يمتد إلا لسنوات قليلة، وأن الأضرار الناتجة عن التحويل ستظهر بعد انتهاءه أو ربما خلاله حسب استخدام قائد المركبة، مشيرا أن إدراج السيارات الكهربائية أهم للمبادرة.
ووفقا لآخر بيانات صادرة عن المبادرة الرئاسية لإحلال السيارات في أكتوبر من العام الماضي، فإن قائمة الانتظار لدى شركات السيارات تبلغ لفئات الملاكي فقط 7444 سيارة موزعة على طرازات شيري أريزو5 وتيجو3، وهيونداي أكسنت وBYD F3، ولكن لم يعلن عن الأسعار التي سيتكلفها المستفيدين مؤخرا من المبادرة في ظل استمرار وقف العمل التسليم.
نقص الغاز ينتهي بتشغيل الحقول الجديدة
وعن مدى توافر الغاز الطبيعي للسيارات المحولة فإن النقص الحالي لا يتوقع أن يستمر في 2025 لأن وزارة البترول تسعى لمزيد من الاكتشافات البترولية في البحر المتوسط والبحر الأحمر والصحراء الغربية لتلبية الطلب المتزايد كما أن شركة شيرون بتروليم العالمية تسعى لزيادة إنتاج حقولها داخل البلاد بمعدل 25% مطلع العام المقبل ضمن خطتها لتشغيل عددا من الحقول الجديدة بمنطقة غرب البرلس في البحر المتوسط.