قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الاحتفال بيوم الشهيد بمثابة الاحتفال بيوم الأبطال والذين خرجوا من هذة الأرض الطيبة حاملين الأمانة برأسًا شامخة وقابلوا ربهم بنفسًا راضية.
جاء ذلك خلال الندوة التثقيفية ال 39 للقوات المسلحة والتي احتفت خلالها الدولة المصرية بيوم الشهيد و الذي يُعد يوما حاسما في تاريخ العسكرية المصرية والموافق لذكرى وفاة الفريق أركان حرب عبدالمنعم رياض عام 1969 عقب استشهاد بحرب الاستنزاف عام 69 و باعتباره أشهر العسكرين العرب ،والذي شارك في حروب النصف الثاني من القرن العشرين بدءًا من الحرب العالمية الثانية سنة 45 حتى حرب الاستنزاف عام 67 .
قال الكاتب الصحفي وليد الغمري إن الاحتفال بيوم الشهيد لا يقتصر على الاحتفال بشهداء مصر فقط ،بل يشمل الاحتفال بروح كل شهيد قدم روحه فداء لأراضينا العربية وعلى رأسهم شهداء أهالينا بغزة.
جاء ذلك خلال استضافته ببرنامج ملفات والمذاع على قناة النيل الإخبارية مساء اليوم.
وتابع الغمري أن اختيار يوم 9 مارس للاحتفال بيوم الشهيد والموافق لذكرى وفاة الفريق عبدالمنعم رياض عقب استشهاده بحرب الاستنزاف يُعد تكريما للرجل الثاني بالجيش المصري كأسطورة عسكرية يُصعب تحديد إسهاماتة في المجال العسكري منذ نهايات يونيو 67 وانهزام الدولة المصرية أمام جيش الكيان الصهيوني ،حيث أعاد ترتيب الجيش المصري باعتباره أسطورة عسكرية حربية لدراسته العلوم العسكرية بانجلترا ،فضلا عن منح روسيا له لقب الجنرال الذهبي عقب تفوقه بأهم الدورات العسكرية بدولة روسيا .
وتابع الغمري أن رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي بالاحتفال بيوم الشهيد و مشاركة أبناء الشهداء للاحتفال بالأعياد تنقل للعالم أجمع بأن الدولة المصرية أمة من المحتسبين باحتساب البيوت المصرية لآلاف أبناءها كشهداء زُفوا للسماء مُعبرين عن أجيال قادمة قادرة على تقديم الأكثر والأعظم من التضحيات التي قُدمت خلال عقود مضت ،مشيدا بعقيدة الجيش المصري وبأُمتنا التي حين تقاتل فتحرص على الموت كما يحرص العدو على الحياة
وتابع الكاتب الصحفي وليد الغمري أنه من الضروري استلهام الكثير من سير شهدائنا والذين كانت حياتهم منارة لأجيال قادمة ليعلم كل فرد جيدا كيف تكون مقاتلا في جيش بلدك.
واستطرد الغمري إن المعركة الشركة التي خالتها الدولة المصرية خلال العقد الماضي لتطهير سيناء من عناصر إرهابية باعتبار سيناء كانت المعبر الرئيسي لكل من جالت له نفسه للطمع بالدولة المصرية خلال فترة استثنائية في تاريخ مصر ، مشيدا باللحظة الفارقة والتي استئصلت فيها الدولة المصرية هذا التكتل السرطاني الإرهابي في أقل من 5 سنوات ،ومن ثم إعادة بناء أرض مصر ،وتحقيق الأمان الذي نعيشه الآن بفضل شهداء قدموا أرواحهم فداءًا لوطنهم لتحقيق الأمن والاستقرار بجميع مناحي الحياة .
وأشاد الغمري بدور الدولة المصرية في تقديم العون والأهتمام لأسر الشهداء وأبناءهم عقب نقل تبعية مجلس رعاية أسر الشهداء لوزارة التضامن الاجتماعي مما يضمن تحقيق الرعاية لذوي الشهداء واستمرارية تقديم الرعاية لهذا الكيان ،من خلال تقديم فرص تعليم وعمل وخدمات صحية وفتح المتاحف العسكرية بالمجان لأبناء الشهداء وماهي إلا ثمن بخس لما قدمه هؤلاء الشهداء الأشراف.
واستنكر الغمري فكرة المرور الهادئ لسير الشهداء نتيجة التأصُل بفكرة الشهادة مطالبا بضرورة تزويد المناهج الدراسية بسير الشهداء ،فمصر دولة تتجذر بها فكرة الثأر خاصة بعد انهزام 67 حتى واتتنا لحظة النصر في 1973.
وتابع الغمري أن مصر الآن بصدد مواجهة حرب اقتصادية في نفس وقت انتظار جني ثمار بناء البلاد في ظل مواجهة تعنت العشرات من القوى المواجهة لبناء هذة الدولة مما يستوجب الدفاع عن الدولة بمعنويات قوية وقلوب صامدة بعيدة كل البعد عن شتى أنواع المتخاذل والانهزامية ،لذا ضرورة إحياء الاحتفال بيوم الشهيد لاستعادة المعنويات المرتفعة لروح الشعب المصري ليتسنى لنا المواجهة ليست بميادين القتال فقط بل في كافة مناحي الحياة بعد تصنيف مصر لتعرضها لحروب الجيل الرابع والخامس ومن ثم إعادة شحن الروح المصرية في ظل تراخي الظروف الاقتصادية العالمية الحالية .
واستطرد الغمري بأن ما يشهده أهالي غزة حاليا من تقديم أرواح شهداءها يوميا للدفاع عن أراضيهم ماهو إلا رسالة مفادها تآزر أرواح أهالي رفح الفلسطينية باعتبارهم خط الدفاع الأول عن مواطن رفح المصرية ، فمصر وشعبها ستظل سندا ودعما لهذا الجزء العزيز من الأمة العربية
وأختتم الكاتب الصحفي أن موقف الرئيس عبدالفتاح السيسي باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة وضابط مخابرات سابق في احتضانه لأبناء الشهداء ينم عن رسالة لأبناء شعبه بأن اولاد الشهداء أمانة في قلب مصر ليتسنى لنا بناء الجمهورية الجديدة بكل مفردات الدولة الشاملة ،بأبناء شهداء قدموا أرواحهم لحماية بلادهم ،ولوضع موطأ قدم يليق بحضارة 7000 سنة لمواجهة الحروب الشرسة سواء الاقتصادية أو الثقافية التي تُخاض هذة الأمة في ظل اضطراب حدودها الجغرافية الحادثة الآن ،ولن يتم هذا إلا باحتضان أبناء شهداء ومقاتلي هذة الدولة ،مضيفا أن فكرة احتضان الأب الحنون الذي يعطف على أبناءه ليست هي المقصودة ولكن المغزى أقوى وأشمل في توجيه رسالة لأعداءنا المتربصين لأرواحنا المعنوية بصمودنا خلف بلادنا وهويتنا ومشروعنا القومي لبناء جمهورية جديدة تليق بمن ضحوا لبناءها .