تشهد أسعار الذهب العالمي تداولات محدودة خلال جلسة اليوم، الثلاثاء، وذلك بعد الانخفاض الكبير الذي عانت منه خلال الجلستين الماضيتين.
يأتي هذا في ظل قوة الدولار الأمريكي وتغير توقعات الأسواق بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية.
ويتداول السعر الفوري لأونصة الذهب العالمي عند المستوى 2024 دولارا للأونصة بعد أن حاولت الارتفاع اليوم وسجلت أعلى مستوى عند 2029 دولارا للأونصة.
يأتي هذا بعد أن سجل الذهب أمس، الاثنين، أدنى مستوى منذ أكثر من أسبوع عند 2014 دولارا للأونصة منخفضاً بنسبة 0.7%.
تظل التوقعات للذهب على المدى القريب مليئة بالمخاوف المستمرة بشأن بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول، خاصة مع بدء الأسواق في تسعير احتمالية إبقاء البنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة ثابتة حتى يونيو القادم، وفق “جولد بيليون”.
البيانات الاقتصادية القوية عن الاقتصاد الأمريكي وتصريحات رئيس البنك الفيدرالي جيروم باول كانت المحرك الرئيسي للأسواق لتغيير توقعاتها بشأن مستقبل أسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما تسبب في انخفاض الذهب بشكل حاد خلال الجلستين الماضيتين.
وصرح رئيس البنك الفيدرالي في مقابلة أمس الأول، الأحد، إن البنك سيظل حذرًا في النظر في أي تخفيف نقدي هذا العام، وإن مرونة الاقتصاد الأمريكي تمنحه مساحة أكبر لإبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول.
بينما صرح اثنان من مسئولي البنك الاحتياطي الفيدرالي بأن البنك ليس بحاجة إلى القلق المفرط بشأن أرقام النمو الاقتصادي والتوظيف التي جاءت أعلى من المتوقع في الآونة الأخيرة، وقد يستغرق البنك بعض الوقت قبل أن يقرر خفض أسعار الفائدة، مما يتوافق مع نظرة باول في تحديد موعد خفض أسعار الفائدة.
وتسعر الأسواق الآن نسبة 83% أن يقوم البنك الفيدرالي بتثبيت الفائدة في اجتماعه القادم في مارس، بينما تتوقع بنسبة 55% أن يقوم البنك بخفض الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماعه في مايو القادم.
يوم أمس، صدرت بيانات أداء قطاع الخدمات في الولايات المتحدة الأمريكية عن شهر يناير ليسجل نموا بقيمة 53.4 بأعلى من القراءة السابقة بقيمة 52.9، وقد ساعدت هذه البيانات على زيادة مكاسب الدولار خلال جلسة الأمس.
وارتفعت مستويات الدولار الأمريكي ليسجل أمس أعلى مستوى منذ قرابة 3 أشهر مقابل سلة من العملات الرئيسية، وذلك بدعم من تقرير الوظائف الأمريكي القوي الذي صدر يوم الجمعة الماضي إلى جانب تصريحات رئيس الفيدرالي.
وسجل مؤشر الدولار يوم أمس ارتفاعا بنسبة 0.5%، هذا بالإضافة إلى ارتفاع آخر في العائد على السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات، والتي سجلت أعلى مستوى في أسبوع خلال تداولات الأمس عند 4.177% لتشهد ارتفاعا بنسبة 3.4%.
قوة الدولار وعوائد السندات الأمريكية تزيد من الضغط السلبي على الذهب منذ كون المعدن النفيس لا يقدم عائدا لحائزيه مقارنة مع عوائد السندات الأمريكية، ومن جهة أخرى نجد أن الذهب يسعر بالدولار وبالتالي ارتفاع قيمة الدولار يقلل من أسعار الذهب
ويقترب العام القمري الجديد في الصين، والمقرر أن يبدأ في 10 فبراير القادم، لتبدأ عطلة طويلة في الأسواق الصينية تصل إلى 8 أيام، ومن المعتاد أن ترتفع مشتريات الذهب في الصين خلال هذه العطلة.
واستمرت مشتريات الذهب في الزيادة العام الماضي حتى مع وصول سعر الذهب إلى أعلى مستوياته على الإطلاق، فالأسعار المرتفعة للذهب لم تحبط المشترين في الفترة التي سبقت عطلة هذا العام.
جميع الدلائل تشير إلى أن مبيعات الذهب للمستهلكين في الصين التي تعد أكبر مستهلك للذهب في العالم ستكون قوية للغاية هذا العام، حيث إن ارتفاع أسعار الذهب يخلق في الواقع حافزًا إضافيًا للناس للشراء، حيث يرون المعدن النفيس أصل تتزايد قيمته مع الوقت.
وأشار مجلس الذهب العالمي إلى أن سعر الذهب في الصين بعملة اليوان قد ارتفع خلال العام الماضي بنسبة 16.8%، وهو عائد جذاب للغاية مقارنة بالأصول المالية الرئيسية الأخرى.
وفقًا لجمعية الذهب الصينية، تجاوز استهلاك الذهب في الصين 1000 طن في عام 2023، وهو ما يمثل زيادة سنوية تبلغ حوالي 9% بشكل عام، مع ارتفاع مبيعات المشغولات الذهبية بنسبة 8%، بينما ارتفعت مبيعات السبائك والعملات الذهبية بأكثر من 15% خلال السنة الماضية.