"قيثارة الغناء العربي" وصلت بها الفنانة المصرية كوكب الشرق، إلي قلوب الجماهير، إذ تمتلك قاعدة جماهيرية من المحبين والعاشقين لصوتها المميز ولونها الطرب الأصيل، ومازالت "أغانيها" محتفظة بمكانها إلي وقتنا هذا، وهي أسطورة لن تتكرر، وتعد الهرم الرابع من أهرامات مصر.
وكانت "أم كلثوم" تحرص دائما على الإمساك بمنديل طويل في يديها بجميع حفلاتها، وكان سببه حالة التعرق الشديد في كفيها والتي كانت تسبب لها الإحراج.
نشأتها
أم كلثوم اسمها الحقيقى فاطمة إبراهيم السيد البلتاجى، كانت حياتها الفنية مليئة بالأعمال المميزة سواء أغانى أو أفلام.ولدت فاطمة لأسرة متواضعة في قرية ريفية تسمى طماي الزهايرة، في مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية، الخديوية المصرية، كان والدها الشيخ إبراهيم إماماً ومؤذناً لمسجد في القرية، ووالدتها فاطمة المليجي تعمل كربة منزل، ولها أخت متزوجة إسمها رقية وأخ إسمه خالد أكبر منها. تضاربت مصادر تاريخ ميلادها الدقيق.
كوكب الشرق أم كلثوم
خطت أم كلثوم أولي خطواتها بالغناء منذ نعومة أظافرها ثم ذهبت مع والدها في الأفراح والموالد وفى عام 1922 انتقلت إلى القاهرة، وشكلت أول فرقة موسيقية لها عام 1926، كانت نقطة انطلاقها عندما تعرفت على الشاعر أحمد رامى ثم الملحن محمد القصبجى، وعام 1928 أصدرت مونولوج "إن كنت أسامح وأنسى الأسية" مما جلب لها شهرة كبيرة، لتشارك بصوتها فى فيلم "أولاد الذوات" عام 1932.
حرص والدها على تعليمها في الكتاب وحفظت القرآن الكريم وكان والدها مؤذن القرية، وأخوها الذي له الدور الأكبر في تحفيزها وغنائها للقصائد والتواشيح الدينية حتى بلغت العاشرة من عمرها، فأصبحت تغنى للجمهور في بيت شيخ البلد بقريتها.
لم تكن أم كلثوم كمجرد مغنية، بل كانت رمزا ثقافيا وحضاريا، مثّلت صوت مصر والعالم العربي، وغنّت للقضايا الوطنية والقومية، تاركةً بصمةً لا تُمحى في تاريخ الفن والموسيقى.
أشهر أغانى كوكب الشرق أم كلثوم
أبدعت كوكب الشرق أكثر من 1000 أغنية لا مجال بالطبع لذكرها ولكننا نتوقف عند بعض الأغنيات الرائعة التى عكست محطات مهمة فى تاريخ كوكب الشرق وبالطبع تمثل علامات مضيئة للغاية فى تاريخ الأغنية العربية، أغنية «رق الحبيب»، تأليف أحمد رامى ألحان محمد القصبجى، غنتها كوكب الشرق أوائل الأربعينيات، معانى فى قمة الرقى، «رق الحبيب وواعدنى يوم وكان له مدة غايب عنى، حرمت عينى النوم». لمن لا يعرف نقول: إن هذه الأغنية بالذات كانت أم كلثوم تعشقها وتعتبرها من أحلى أغانيها، كانت تسمعها وتقول «الله يا ست».
أشتهرت أم كلثوم بأداء القصائد الطويلة والأغانى الرومانسية، وتنوعت أغانيها بين الحب والفراق، وأداء الأغانى الوطنية والدينية أيضا.
أم كلثوم
وتعاونت مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب فى أغنية أخرى هى "ليلة حب" آخر الأغانى التى قامت بغنائها أم كلثوم قبل أن تتوفى فى آخر حفلة لها، وذلك فى عام 1973، وهى من تأليف أحمد شفيق كامل.
كما أدت أغانيها على أكثر مسارح العالم، وكانت لها جماهيرية كبيرة في مصر والوطن العربي.
أم كلثوم قدمت مجموعة من الأغانى المميزة من ألحان رياض السنباطى، ومنها "لسه فاكر" عام 1963، "على بلد المحبوب" عام 1935 من كلمات أحمد رامى، "أراك عصى الدمع" عام 1965، "يا ليلة العيد" عام 1939.
وتعاونت أم كلثوم مع عدد كبير من الشعراء و الملحنين خلال مسيرتها الفنية مثل: بليغ حمدي، ومحمد عبدالوهاب، وزكريا أحمد، ورياض القصبجي، ومأمون الشناوي، والهادي آدم، وقدمت معهم أعمال أشبه بالجواهر الخالدة.
حصلت كوكب الشرق أم كلثوم، علي العديد من الجوائز من عدة دول عربية وأجنبية خلال مسيرتها الفنية، منها وسام نجمة الاستحقاق الباكستاني، وسام الكمال في مصر من الملك فاروق، وجائزة الدولة التقديرية في الستينيات، ووسام الأرز اللبناني، ووسام النهضة الأردني، ونيشان الرافدين العراقي، ووسام الاستحقاق السوري.
وفاة أم كلثوم بعد معاناة مع المرض
تعد جنازة أم كلثوم من أعظم ثمان جنازات في العالم، حيث عانت أم كلثوم قبل وفاتها من بعض المشكلات الصحية خاصة في القلب، لكن فجأة استيقظ المصريون على خبر نقلها لمستشفى المعادي العسكري، وتزاحمت الجماهير من أجل التبرع لها بالدم، إذ حرص الملايين علي توديعها، وكان رحيل أم كلثوم بمثابة خبر صاعق لجمهور الوطن العربي، ورحل جسدها عن الحياة إلا أن صوتها لا يزال يملأ الدنيا بهجة.