ارتفعت أسعار الذهب اليوم الخميس، من أدنى مستوياته في أسبوعين وذلك بعد محضر اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي الذي تسبب في المزيد من الحيرة في الأسواق بشأن موعد بدء البنك في خفض أسعار الفائدة خلال عام 2024.
وسجل سعر أونصة الذهب اليوم ارتفاع بنسبة 0.5% ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند 2051 دولار للأونصة وكان قد افتتح جلسة اليوم عند المستوى 2041 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد أن انخفضت أسعار الذهب لأربعة جلسات متتالية ليسجل يوم أمس أدنى مستوى في أسبوعين عند 2030 دولار للأونصة.
محضر اجتماع البنك الفيدرالي أمس أظهر اعتراف البنك بنجاحه في السيطرة على معدلات التضخم، وأنه ينوي البدء في خفض الفائدة هذا العام، إلا أن أعضاء البنك ركزوا على استمرار سياسة التشديد النقدية وأسعار الفائدة المرتفعة حالياً حتى ضمان تراجع التضخم بشكل مستدام يضمن تسجيل مستهدف البنك عند 2%.
تسبب محضر الاجتماع في توقف الدولار الأمريكي عن الارتفاع الذي استمر لأربع جلسات متتالية وكان السبب الرئيسي في تراجع الذهب خلال الأيام الأخيرة، وقد ساعد هذا على تعافي مستويات الذهب منذ بداية جلسة اليوم.
من جهة أخرى يبقى الحذر قائم في الأسواق مع انتظار المستثمرين صدور المزيد من بيانات قطاع العمالة الأمريكي اليوم، بالإضافة إلى تقرير الوظائف الحكمي الأهم الذي يصدر يوم غد.
اليوم تصدر بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية عن الأسبوع الماضي ومن المتوقع أن تسجل 217 ألف بعد أن كانت القراءة السابقة بقيمة 218 ألف، كما ينتظر صدور مؤشر ADP لوظائف القطاع الخاص الأمريكي مع توقعات بتسجيل 120 ألف وظيفة مقارنة مع القراءة السابقة 103 ألف.
الأسواق تبقى حذرة بشأن التخلي عن الدولار وذلك حتى تصدر بيانات تقرير الوظائف الأمريكي يوم غد الجمعة والذي من المتوقع أن يشهد تسجيل وظائف جديدة خلال شهر ديسمبر بقيمة 168 ألف بعد أن كانت القراءة السابقة بقيمة 199 ألف.
الجدير بالذكر أن تدهور أداء قطاع العمالة الأمريكي من شأنه أن يزيد التوقعات أن البنك الفيدرالي سيلجأ إلى خفض الفائدة في وقت مبكر من العام، وذلك بعد أن أظهر محضر اجتماع البنك حذر كبير بشأن تأثير سياسة التشديد الحالية ومعدلات الفائدة المرتفعة على معدلات النمو.
هذا وقد انخفض الدولار الأمريكي خلال جلسة اليوم بنسبة 0.3% بعد أن ارتفع أمس إلى أعلى مستوياته في 3 أسابيع وفقاً لمؤشر الدولار، بينما ارتفع العائد على السندات الحكومية منذ بداية الأسبوع بنسبة 2% وشهدت تسجيل أعلى مستوى في 3 أسابيع عند 4.024%.
بشكل عام تبقى التوقعات خلال عام 2024 في صالح الذهب وذلك بعد أن ارتفع بأكثر من 13% خلال عام 2023، ويجد الذهب الدعم في العام الجديد من تغير سياسة البنك الفيدرالي وتوقعات أعضاء البنك بخفض الفائدة 75 نقطة أساس خلال العام. ولكن قد يصيب الذهب بعض التذبذب والتصحيح خاصة بعد عدم اليقين بشأن موعد بدء البنك لرفع الفائدة الذي أظهره الفيدرالي خلال محضر اجتماعه يوم أمس.
على أرض الواقع تبقى أسعار الفائدة الأمريكية عند أعلى مستوياتها منذ 22 عام، ويبقى العائد على السندات الحكومية الأمريكية طويلة الأجل مرتفعة وهي البيئة الغير مناسبة لانتعاش أداء الذهب.
من جهة أخرى يتوقع مجلس الذهب العالمي أن تستمر مشتريات البنوك المركزية من الذهب في دعم الأسعار بشكل كبير خلال عام 2024 وذلك بعد أن سجلت مستويات قياسية في 2023 وصلت إلى 800 طن خلال أول 9 أشهر من العام.
وأشار مجلس الذهب العالمي أن التوترات الجيوسياسية في عام 2023 ساعدت على دعم أسعار الذهب بما يصل إلى 10% خلال العام، وأن عام 2024 ينتظره العديد من التوترات الجيوسياسية مثل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والحرب في غزة، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة وعدد من الدول، الأمر الذي يبقي الطلب على الذهب كملاذ آمن مستمر في الأسواق بشكل عام.
أسعار الذهب في مصر
عادت أسعار الذهب في مصر إلى الارتفاع بشكل محدود اليوم وذلك بعد التراجع الذي شهدته يوم أمس بسبب تراجع سعر الأونصة العالمية، ليستمر التذبذب في السيطرة على تحركات الذهب المحلي خلال الفترة الحالية في ظل انتظار الأسواق أية تطورات قد تحدث خلال الفترة الحالية.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً جلسة اليوم الخميس عند المستوى 3185 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3205 جنيه للجرام، بينما قد انخفض سعر الذهب يوم أمس بمقدار 5 جنيهات ليغلق عند المستوى 2185 جنيه للجرام.
التحركات الحالية في سعر الذهب المحلي تدخل ضمن التذبذب وعدم وضوح اتجاه في السوق المحلي حالياً، وذلك بسبب ترقب الأسواق لأية متغيرات قد تطرأ خلال الفترة الحالية.
بداية العام شهدت ارتفاع أسعار العديد من السلع والخدمات وهو ما زاد من التوقعات أن هذه الارتفاعات بسبب الاستعداد لحدوث تعويم جديد في سعر الصرف بشكل يتوافق مع متطلبات صندوق النقد الدولي.
بينما قد تبدأ اليوم عمليات استحقاق شهادات الـ 25% والتي ستضخ سيولة نقدية كبيرة في الأسواق قد ينتقل جزء كبير منها إلى الذهب باعتباره ملاذ آمن ومخزن للقيمة في ظل ضبابية المشهد الاقتصادي بالإضافة إلى استمرار معدلات التضخم والأسعار في الارتفاع.
تراقب الأسواق حالياً أية تغيرات في حجم الطلب على الذهب لدى الشركات وذلك لمعرفة حجم تأثير السيولة النقدية التي ستضخ في الأسواق على أسعار الذهب المحلي وعلى سعر صرف الدولار في السوق الموازي.
الجدير بالذكر أن سعر صرف الدولار في السوق الموازي مستقر حالياً بالقرب من أعلى مستوياته وهو ما يمنع سعر الذهب من التراجع بهدف التصحيح السلبي، لأن الذهب المحلي يتم تسعيره بالدولار في السوق الموازي.
من جهة أخرى تشير التوقعات إلي أن برنامج صندوق النقدي الدولي لإقراض مصر 3 مليار دولار قد عاد إلى التفعيل وأن الشهور القليلة القادمة ستشهد المراجعة الأولى والثانية المؤجلة منذ العام الماضي، وذلك بهدف حصول مصر على الشريحة الثانية والثالثة من القرض.