تجري الكتابة مجرى النهر بلا توقف حتى بات أحد أشهر كتاب السيناريو في مصر والعالم العربي، حارب بقلمه "طيور الظلام" وناقش في أعماله القضايا الشائكة والجريئة، زينت أفلامه شاشة السينما بينما في التليفزيون كان الجميع يلتف حول الشاشة لمتابعة مسلسلاته، هو صاحب "البشاير" وحمل على عاتقه "أحلام الفتى الطائر" وصانع نظرية "أضحك الصورة تطلع حلوة" ولأنه لم يكن أبدا "المنسي" نحيي ذكرى وفاته الثالثة، هو العبقري وحيد حامد.
ولد وحيد حامد في 1 يوليو 1944 بقرية بني قريش مركز منيا القمح بالشرقية، وسافر إلى القاهرة في 1963 لدراسة الآداب قسم اجتماع، وبعد تخرجه في 1967، بدأ مشواره مع كتابة القصة القصيرة وكانت أول إصداراته المجموعة القصصية "القمر يقتل عاشقه"، وبنصيحة من الكاتب يوسف إدريس غير مساره لكتابة السيناريو.
كانت أولى أعماله للدراما من خلال "أحلام الفتي الطائر" 1978، وهو وثيقة التعارف مع جمهور الشاشة الصغيرة الذي استقبل عمله الأول بكل ترحاب وحقق المسلسل نجاحا مدوي، ثم بدأ "حامد" مشواره مع السينما بفيلم "طائر الليل الحزين" وبعده "فتوات بولاق" إخراج يحيى العلمي.
فتحت له السينما ذراعيها وحفر اسمه بحروف من نور في أفلام مع كبار مخرجي السينما المصرية، فقدم عدة ثنائيات مع سمير سيف في 9 أفلام، بدأت بفيلم "غريب في بيتي" بطولة نور الشريف وسعاد حسني، وبعده "الغول" و"الهلفوت" بطولة عادل إمام، و"الراقصة والسياسي" بطولة نبيلة عبيد و"آخر الرجال المحترمين" بطولة نور الشريف و"معالي الوزير" بطولة أحمد زكي.
وقدم "حامد" مع المخرج عاطف الطيب 5 أفلام أبرزها "البريء" بطولة أحمد زكي، و"التخشيبة"، و"الدنيا على جناح يمامة"، بطولة محمود عبد العزيز وميرفت أمين.
بات الضلع الأبرز في الثلاثي عادل إمام والمخرج شريف عرفة، وقدموا معا، مجموعة من الأفلام الجماهيرية الناجحة التي ناقشت قضايا اجتماعية وسياسية، وهي "اللعب مع الكبار، الإرهاب والكباب، المنسي، طيور الظلام، النوم في العسل".
وتعاون مع المخرج حسين كمال في "كل هذا الحب"، و"المساطيل" و"نور العيون"، وكتب "حد السيف" للمخرج عاطف سالم، بينما تعاون مع المخرج يسري نصر الله في فيلم "احكي يا شهرزاد" بطولة مني زكي" وتعاون مع نجله مروان حامد في فيلم "عمارة يعقوبيان" ومع المخرج تامر محسن في فيلم "قط وفار".
وتعاون مع المخرج محمد ياسين 3 أفلام هي؛ "محامي خلع"، بطولة هاني رمزي و"دم الغزال"، بطولة نور الشريف ومني زكي و"الوعد"، بطولة محمود ياسين وآسر ياسين.
ألقى وحيد حامد في جعبة الدراما العديد من المسلسلات أبرزها "البشاير، العائلة، الدم والنار، كل هذا الحب،، آوان الورد، الجماعة، بدون ذكر أسماء" كان آخر ما كتب له السيناريو، هو "مسلسل الجماعة"، وكتب منه جزأين، الأول من إخراج محمد ياسين، والثاني من إخراج شريف عرفة.
برع وحيد جامد، في كتابة المقال الاجتماعي والسياسي في عدد من الصحف، كما أشرف على ورشة السيناريو بالمعهد العالي للسينما لمدة 4 سنوات متتالية وتخرج منها عدد من أفضل كتاب السيناريو الحاليين.
حصل وحيد حامد علي التقدير في حياته كما تمنى وحصل علي جائزة "النيل" وجائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون، وجائزة فاتن حمامة للتميز وتسلمها من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، في افتتاح الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة، والتي بكي عند استلامها وأبكى جميع الحضور بعد جملة "الحمد لله إني عشت لحد ما اتكرمت في مهرجان القاهرة".
عانى في أيامه الأخيرة من متاعب بالرئة، وفي 2 يناير 2021 توفي عن عمر يناهز 77 عاما بعد أزمة قلبية نقل على إثرها لأحد مستشفيات القاهرة، رحل أعظم من كتب السيناريو وترك خلفه ميراث فني باق لا يغيب.