جرد جيش الاحتلال الإسرائيلى عددًا من المواطنيين الفلسطينيين من ملابسهم، بينهم أطفال وشيوخ، وجمعتهم فى ملعب بقطاع غزة، جاء ذلك فى مقاطع مصورة نشرها جنود جيش الاحتلال عبر منصة "إكس".
وأظهرت المقاطع العديد من المدنيين الفلسطينيين وهم محتجزون من قبل الجنود الإسرائيليين ومتجمعون نصف عراة فى ملعب فى قطاع غزة، وأبرزت الصور توجيه فوهات الدبابات باتجاه الفلسطينيين، وبينهم أطفال وشيوخ.
بدورها، أكدت حركة حماس فى بيان لها أن قيام جنود جيش الاحتلال الإسرائيلى بتصوير العشرات من المدنيين الفلسطينيين فى غزة بعد اعتقالهم وتجريدهم من ملابسهم فى ظل حالة الطقس البارد، هى جريمة حرب، وانعكاس للانحطاط القيمى والأخلاقى لهذا الجيش الفاشى الذى يقوم بهكذا فعل ضد مدنيين عزل من ضمنهم أطفال ومسنين.
دعت حماس فى بيانها المؤسسات الحقوقية إلى توثيق هذه الجريمة النكراء والمنافية لأبسط حقوق الإنسان، وإلى متابعة أوضاع أولئك المدنيين الذى يحتجز جيش الاحتلال أغلبهم فى أماكن غير معلنة ولا يُعرف مصيرهم أو أوضاعهم الصحية.
ويصعد الجيش الإسرائيلي حربه على غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، مخلفا حتى الاثنين، 20 ألفا و674 شهيدا، و54 ألفا و536 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا للسلطات الرسمية في غزة.
فيما قالت جيما كونيل رئيس فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن الآف الفلسطينيين فى قطاع غزة اتبعوا أوامر الإخلاء التى أصدرها الجيش الإسرائيلى وبحثوا عن الأمان فى مناطق محددة ليجدوا أنه لم يتبق أمامهم سوى مساحة صغيرة فى القطاع المكتظ بالسكان.
وتحدثت كونيل، وفقا لقناة (الحرة) الفضائية الأمريكية، اليوم الثلاثاء، والتى تقود فريقا إنسانيا تابعا للأمم المتحدة فى قطاع "غزة" وتعمل منذ عدة أسابيع هناك، أنها زارت حى دير البلح، وسط قطاع غزة، وكان الناس يتجهون جنوبا ومعهم كل ممتلكاتهم فى شاحنات صغيرة وسيارات فى محاولة للعثور على"مكان آمن".
وأشارت إلى أنها "تحدثت إلى العديد من الأشخاص. هناك مساحة صغيرة متبقية هنا فى رفح لدرجة أن الناس لا يعرفون إلى أين سيذهبون، ويبدو الأمر وكأن الناس يتم نقلهم حول رقعة شطرنج بشرية لأن هناك أمر إخلاء فى مكان ما".
ووصفت المسئولة الأممية، أنها "رقعة شطرنج بشرية" يفر بداخلها آلاف الأشخاص الذين نزحوا عدة مرات بالفعل، لافتة إلى أنه ليس هناك ما يضمن أن وجهتهم القادمة ستكون آمنة، حيث أن "الناس يفرون من تلك المنطقة إلى منطقة أخرى. لكنهم ليسوا آمنين هناك".
وتحدثت كونيل عن وفاة طفل يبلغ من العمر تسعة أعوام اسمه أحمد فى مستشفى الأقصى فى دير البلح، حيث تم نقل العديد من جرحى الغارات الجوية الإسرائيلية، الأحد الماضى وقضت هى "كونيل" حوالى ساعة ونصف الساعة فى هذا المستشفى.
وأضافت أنه "لم يكن فى منطقة صدرت بشأنها أوامر إخلاء، بل كان فى منطقة كان من المفترض أن تكون آمنة. لا يوجد مكان آمن فى غزة"، كاشفة عن غارات جوية جديدة وقعت عندما كانت فى المستشفى وأنها شاهدت بنفسها إحضار مصابين جدد".
وكان المدير العام لمنظمة الصحة، تيدروس أدهانوم جبرييسوس، قال فى منشور على منصة "إكس" فى وقت سابق أن فريق منظمة الصحة العالمية سمع من الطواقم الطبية شهادات "مروعة" عن قصف مخيم المغازى للاجئين الفلسطينيين فى وسط غزة، مضيفا أن هذه الروايات جمعتها طواقمها من "مستشفى الأقصى" الذى نقل إليه ضحايا هذا القصف الإسرائيلى الذى أوقع عشرات القتلى والجرحى.
وشدد تيدروس على أن "عدد المرضى الذين يعالجهم المستشفى يفوق بكثير طاقته من حيث الأسرة والطواقم الطبية"، منبها بأن هذا القصف "يظهر بوضوح لماذا يجب وقف إطلاق النار على الفور".