نجحت الدولة المصرية في انتهاج خطط لتنويع أدوات الدين والاعتماد على مصادر تمويل متنوعة .
وقال الدكتور أشرف غراب، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، لموقع" بلدنا اليوم " إن دراسة مصر إصدار سندات بالروبية الهندية العام القادم بقيمة قد تصل إلى 500 مليون دولار، يأتي ضمن خطط الدولة لتنويع أدوات الدين والاعتماد على مصادر تمويل متنوعة دون التقيد بمصادر تمويلية معينة، موضحا أن إصدار سندات بالروبية الهندية الهدف منه توفير العملة الصعبة اللازمة لاستيراد السلع الاستراتيجية وخامات الإنتاج، إضافة لتغطية الالتزامات الأجنبية للقطاع المصرفي ما يحافظ على استقرار سعر العملة .
وأوضح غراب، أن التنوع في إصدار سندات بعملات مختلفة يخفف الضغط على الدولار، موضحا أن إصدار سندات بالروبية الهندية يمكن سدادها بنفس العملة خاصة بعد أن أصبحت مصر عضوا بمجموعة البريكس المنضم لها الهند، مضيفا أن هناك اتجاه لأن تصبح المعاملات التجارية مع الهند بالعملات المحلية وبالتالي لسنا في حاجة للاعتماد على الدولار، مضيفا أن السوق الهندية والصينية لديها القدرة على استيعاب السندات المصرية، إضافة إلى أن إصدار السندات بعملات متنوعة من خطط وزارة المالية لتنويع أدوات الدين وخفض تكلفته وإطالة عمره وخفض تكلفة التمويل.
وأشار غراب، إلى أن مصر أصدرت خلال الفترة الماضية سندات الباندا باليوان الصيني بقيمة 500 مليون دولار وسندات الساموراي مقومة بالين الياباني بقيمة 500 مليون دولار وقد لاقت نجاحا كبيرا، إضافة لنجاح الحكومة في طرح الصكوك السيادية الاسلامية بقيمة 1.5 مليار دولار لأول مرة، مضيفا أن إصدار سندات بالروبية الهندية، تعد خطوة إيجابية لتنويع الأسواق وتنويع مصادر النقد الأجنبي من أجل تحويل الاستحقاقات القصيرة الأجل إلى طويلة الأجل، مضيفا أن إصدار السندات يقلل الضغط على الدولار في عمليات التبادل التجاري مع الدول ويدعم العملة المصرية، إضافة إلى أن التوسع في إصدار السندات بالدول الآسيوية يؤكد قوة الاقتصاد المصري واستقراره .
وتابع غراب، أن إصدار سندات بالروبية الهندية يهدف لجذب سيولة لسوق الأوراق المالية لتنويع سلة العملات الرئيسية ومصادرها، مؤكدا أن الاحتياطي النقدي الأجنبي متنوع بعملات مختلفة مع الذهب وليس بعملة الدولار فقط، مضيفا أن هذا يقلل المخاطر في العملات الأجنبية حتى لا يكون هناك خطرا مركزا على عملة واحدة، كما أن تنويع مصادر التمويل يجنبنا تركيز المديونية على الدولار فقط، إضافة إلى أن أجال السداد للسندات بالروبية تعد أفضل من إصدارها بالعملات الأخرى .