انطلقت جلسات المؤتمر السابع والأربعين لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بالمملكة المغربية صباح اليوم الأربعاء، بحضور كل من عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية في المملكة المغربية، وعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني في المملكة المغربية، واللواء الدكتور أحمد الريسي رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية.
خلال فعاليات المؤتمر ألقى الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة، أكد خلالها على أهمية اختيار رئاسةُ المؤتمر موضوع "استعمال التكنولوجيا الحديثة في الجرائم الإرهابية والجريمة المنظمة" محورا رئيساً لمناقشات المؤتمر.
وقد جاءت كلمته على النحو التالي:
يشرفني ونحن نجتمع اليوم على أرض المغرب المعطاء في كنف الضيافة العربية الأصيلة، أن أرفع الى الملك محمد السادس مشاعر المودة والتبجيل والاحترام، وأخلص معاني الشكر والعرفان لسعيه المحمود في خدمة القضايا العربية وتدعيم الأمن والسلم الدوليين، مقدرا أيما تقدير العناية الموصولة التي يوليها للعمل الأمني العربي المشترك، والرعاية الكريمة التي يحيط بها مجلس وزراء الداخلية العرب.
ويسعدني أن أتوجه بالشكر والامتنان للسيد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية في المملكة المغربية على دعمه للأمانة العامة، ومكتبها المختص بالحماية المدنية وشؤون البيئة.
ويسرني كذلك أن أعبر عن شكرنا الجزيل لعبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني في المملكة المغربية، على استضافة المديرية لهذا المؤتمر، وعلى ما سخرته له من إمكانيات كبيرة سيكون لها دون شك أثر حاسم في بلوغ الأهداف المأمولة.
كما وجه الشكر والعرفان إلى وزراء الداخلية العرب، لدعمهم السخي والمستمر للعمل الأمني العربي المشترك.
لا يسعنا هنا إلا أن نجدد تعازينا للمغرب ملكا وحكومة وشعبا في ضحايا الزلزال الذي ضرب إقليم الحوز، في سبتمبر الماضي، مقدرين كل التقدير التعامل المتميز الذي واجهت به السلطات والأجهزة المغربية المختصة هذه الكارثة في تلاحم كبير مع المواطنين وفعاليات المجتمع المدني.
ولا يفوتني هنا أن أعرب عن تعازينا كذلك للأخوة في ليبيا في كارثة درنة ولأهلنا في فلسطين في ضحايا العدوان الصهيوني الغاشم على غزة الأبية، معربين عن إدانتنا الحازمة لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل بشكل ممنهج ضد الشعب الفلسطيني في غزة والقطاع، سعيا الى تهجيره من أرضه وحرمانه من حقه المشروع في إقامة دولته على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
يسعدني أن أتوجه بخالص التهاني إلى المملكة المغربية على فوزها باحتضان الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية الإنتربول عام 2025م، الذي يأتي تقديرًا للمستوى المرموق الذي يحتله المغرب اليوم ووجود كل التجهيزات والبنى التحتية التي تضمن نجاح مثل هذه الأحداث الكبيرة.
ولا شك أن فوز المغرب بتنظيم هذه الفعالية الشرطية الكبرى سيعزز مكانة الوطن العربي في التعاون الشرطي الدولي بعد فوز اللواء أحمد الريسي برئاسة هذه المنظمة كأول مسؤول عربي يضطلع بهذا المنصب منذ إنشاء الإنتربول.
واسمحوا لي أن أجدد تهانينا الخالصة للمملكة المغربية على فوزها بتنظيم نهائيات كأس العالم لعام 2030م، بالتشارك مع إسبانيا والبرتغال، واثقين - انطلاقا من إيماننا بكفاءة الأجهزة المغربية المعنية – من أن هذا التنظيم سيعزز الصورة المشرقة لدولنا العربية بعد الانطباع المتميز الذي تركه تنظيم نهائيات كأس العالم الدوحة 2022م، والتألق الذي ظهر به الفريق المغربي في تلك النهائيات.
ونأمل أن يتوج هذا الحضور الكروي العربي بفوز المملكة العربية السعودية باستضافة نهائيات كأس العالم لعام 2034م، الذي سيشكل علامة فارقة في التلاقي بين الشعوب والحضارات ومحطة بارزة للإشعاع العربي والإسلامي.
يسعدني بهذه المناسبة أن أشيد بالنجاح الكبير الذي حققته المملكة بفوزها بتنظيم أكسبو 2030م، الذي يترجم ثقة المجتمع الدولي في الإمكانيات الهائلة التي تزخر بها المملكة، وتقديره للإنجازات الرائدة التي تتحقق فيها يوما بعد يوم بتوجيه من الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئيس مجلس الوزراء.
لقد اختارت رئاسةُ المؤتمر موضوع "استعمال التكنولوجيا الحديثة في الجرائم الإرهابية والجريمة المنظمة" محورا رئيساً لمناقشات هذا المؤتمر، وهو اختيار وجيه جدا نظرا للتحديات التي يطرحها هذا الاستخدام على أجهزة الشرطة والأمن.
فالأمر لا يتعلق فقط بالجريمة السيبرانية على خطورتها وصعوبة مواجهتها، ولكن يتعلق كذلك باستخدام سائر أدوات التكنولوجيات المستجدة مثل الطائرات والغواصات المسيرة في ارتكاب الأعمال الإرهابية وتهريب المخدرات وغيرها من أنماط الجريمة المنظمة.
وأشدد على ضرورة إعداد العدة لمواجهة التحديات الأمنية التي يطرحها الذكاء الاصطناعي والتي ستشكل دون شك تحديات الغد بالنسبة إلى أجهزة الأمن في جميع العالم.
وإلى جانب هذا الموضوع المحوري ستناقشون عدداً من المواضيع الهامة يأتي في مقدمتها تقاسم الممارسات الفضلى بين الدول الأعضاء من خلال استعراض عدد من التجارب الأمنية العربية المتميزة.