تعتبر الخضروات المتمثلة في البصل والطماطم والبطاطس من السلع الاستراتيجية التي لا غنى عنها في أي منزل أو مطعم أو فندق، فهي مُدخل أساسي في أي وجبة طعام أو مائدة غذائية توضعها الأسرة المصرية البسيطة، وتشهد أسعار تلك السلع تذبذبات متكررة من فترة لأخرى، والتي يغلب عليها الارتفاع الدائم.
حيث وصل سعر البصل إلى أكثر من 30 جنيها وتراوحت أسعار البطاطس بين 18 و20 جنيهاً في بعض الأسواق، وفي هذه الأيام نشهد حصاد العروة الزراعية الجديدة لمحصول البصل والذي من المفترض أن ينخفض سعره في ظل زيادة المعروض من الكميات داخل الأسواق، لكن حتى الآن لم يلمس المواطن أي انخفاض في الأسعار.
وكانت قررت الدولة في وقت سابق منع تصدير البصل لحين سد احتياجات السوق المحلي منه، وعادت لتصديره مرة أخرى لإلتزامها بعقود واتفاقيات لا يمكن الحياد عنها أو عدم تنفيذها، فكان القرار العودة للتصدير لكن بكميات لا تؤثر على احتياجات السوق المحلي.
وأرجع المختصون سبب ارتفاع أسعار البصل والخضروات فى مصر إلى عدة أشياء أهمها العوامل الجوية التى يتاثر بها المحصول فالمناخ يؤثر بالسلب على الإنتاج وهناك عوامل أخرى تتعلق بالتسعيرة الجبرية حيث ان البصل لا يخضع للتسعيرة الجبرية التى تطبق من خلال الدولة حال دعمها لهذه المنتجات.
النجيب: الأسعار ستنخفض الأيام القادمة والسلع في مصر أرخص من باقي الدول
وفي هذا الإطار يقول حاتم النجيب نائب رئيس شعبة الخضروات والفواكه، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أن الأسعار في ظل الموسم الجديد تشهد ثباتاً ثم بعد ذلك انخفاضاً تدريجياً ثم بعد ذلك انخفاضاً يشعر به المواطن ويلاقي استحسانا لديه، وحالياً لدينا ثبات في الأسعار وهناك مؤشرات انخفاض تدريجي ولا يوجد أزمة في توفر سلعة بالرغم من أن العالم برمته يعاني من أزمات غذائية بسبب التوترات العالمية الحادثة.
ولفت النجيب إلى أنه هناك توجه لزيادة الصادرات الزراعية والتي وصلت لحوالي 7 مليون طن وهذا لم يكن في الأوقات السابقة، ويجب الأخذ في الاعتبار عند النظر إلى أسعار السلع إلى مدخلات وتكاليف الإنتاج التي زادت بنسبة 500% بالتالي زادت أسعار السلع، بجانب التغيرات السياسية والاقتصادية والمناخية التي تشهدها البلاد.
وأشار نائب رئيس شعبة الخضروات والفواكه إلى أن الدولة في الوقت الحالي تتوسع رأسيا من خلال الصوب الزراعية والمشاريع التنموية الأخرى مثل توشكى الخير وهذا سيؤدي إلى زيادة المعروض من تلك السلع ما يجعل أسعارها تصبح في المتناول، ويزيد من الصادرات إلى كافة الدول.
ونوه النجيب إلى أنه تم إرجاء عمليات التصدير للسلع حتى يصبح بها زيادة في المعروض بالاسواق المحلية والتي تؤدي إلى خفض الأسعار، وذلك جاء بناءً على طلب مقدم من الشعبة للحكومة، ومصر الآن متجهة لناحية زيادة الإنتاجية من البصل والطماطم والبطاطس والثوم الذي لا يمكن الغنى عنهم.
وأضاف النجيب إلى أن الدولة تتجه إلى تصدير المنتجات الزراعية لتوفير العملة الصعبة واستخدامها في استيراد القمح الذي يعتبر من أهم السلع على الاطلاق، وهناك توجه إلى تقليل حجم الزراعات الاستفزازية مثل الافوكادو والاناناس الشجر، ولابد من الوصول إلى أن تكون كافة مدخلات الإنتاج مصرية، وأن تنشط المراكز البحثية حتى توفر التقاوي بالشكل الكامل ما يقلل الواردات ويجعل أسعار تلك السلع الهامة.
وأكمل النجيب حديثه قائلاً إن البصل في الإمارات وصل إلى 12 درهم وفي السعودية وصل إلى 18 ريال سعودي، والطماطم 8 ريال، والبطاطس 28 ريال.
كشف الدكتور عبد اللطيف دياب، وكيل وزارة الزراعة استصلاح الأراضي بمحافظة سوهاج، في تصريحات خاصة ل "بلدنا اليوم" أسباب استمرار ارتفاع أسعار الخضراوات مثل الطماطم والبطاطس وعلى رأسهم البصل في الأسواق، قائلا إن إنتاج المساحات المنزرعة من هذه المحاصيل لم تنزل في الأسواق بعد، ومن الطبيعي استمرار ارتفاع أسعارها في الوقت الحالي.
وأضاف وكيل وزارة الزراعة استصلاح الأراضي بمحافظة سوهاج، أنه بحلول شهري فبراير ومارس المقبلين سوف تنخفض أسعار الخضراوات، إذ إنه سوف يجرى جمع المحاصيل المنزرعة من الخضراوات، سواءً كانت البصل أو البطاطس أو الطماطم، وسوف تتداول في الأسواق، وعلى أثرها ستنخفض أسعارها.
وأشار دياب، إلى أن المساحة المنزرعة من محصول البصل هذا العام نحو ١٠ آلاف فدان، ذاكرا أن الموجود في الأسواق من البصل لا يكفي احتياجات المواطنين، لأن المساحة المنزرعة منه أقل من العام الماضي، فأصبح المعروض أقل من الطلب، مما أنعكس على سعره في الأسواق فارتفع.
وأشار الدكتور عبد اللطيف دياب إلي أنه لابد للفلاح أن يفرز البصل بشكل تصديري في موسم تصدير البصل كالسنة الماضية من ناحية، وحصول الفلاح على عائد مرضي يشجعه على استكمال زراعة البصل للسنة القادمة وبالتالي توفير كمية مرضية من البصل في السوق بسعر متوسط للمواطنين وخلق توازن لإرضاء كل من احتياجات المواطن وعائد للفلاح المزارع.
هريدي: وتيرة البيع والشراء أصبحت بطيئة
وقال الحاج حسين هريدي صاحب شادر لبيع الخضروات أن وتيرة البيع والشراء أصبحت بطيئة والمستهلك أصبح أسلوبه الشرائي ضعيف عما سبق حيث يعتبر الآن ما يشترية نصف أو ربع عما كان يشتريه سابقاً، بسبب الأسعار، لافتاً إلى أن عروة البصل الجديدة بدأت بشايرها في الأسواق، بأسعار متوسطة ومن المنتظر أن تنخفض الأسعار خلال الأيام المقبلة للبصل والطماطم.
وأضاف هريدي أن تكلفة نقل الخضروات زادت ما يحمل السعر أعباء أخرى وأيضاً مع قلة البيع يضطر صاحب المحل لرفع السعر لتغطية مصاريفه وتحقيق هامش ربح، مشيراً إلى أن الدولة نجحت في جعل السلع كلها متوفرة ولا يوجد سلعة ناقصة حتى وإن ارتفع سعرها.