تتميز الفنانة أسمهان بخامة الصوت الذهبي العذب والرقيق وتركت بصماتها الفنية، بصوتها الساحر وادائها المتميز بعالم السينما المصرية، وذاع صيتها بسبب حلاوة صوتها وجمالها، التي يوافق اليوم ذكرى ميلادها حيث إنها من مواليد 25 نوفمبر.
ميلاد أسمهان ونشأتها
ولدت علي متن باخرة كانت تقل عائلتها من تركيا بعد خلاف وقع بين والدها والسلطات التركية ليغادروا الأراضي التركية متجهين الي سوريا وتحديدا الي جبل الدورز بلد (آل) الأطرش وهناك عاشت الأسرة حياة سعيدة حتي وفاة الأمير فهد؛ لتقرر الزوجة الهروب الي مصر بعد قيام الثورة السورية الكبرى.
كانت أسمهان من عائلة سورية لبنانية، واسمها الحقيقي أمال الأطرش، ووالدها كان سوري الأصل وكان مسئول كبير في تركيا، أما والدتها علياء كانت لبنانية، فكانت عائلة أسمهان درزية كريمة يعود نسبها إلى آل الأطرش في سورية الذين كان فيهم رجال لعبوا دورًا بارزًا في الحياة السياسية في سوريا والمنطقة، أبرزهم سلطان الأطرش قائد الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي.
انطلاقتها الفنية
أحيت أسمهان الفن والغناء منذ نعومة أظافرها، وبدأت حياتها الفنية عن طريق أخيها؛ إذ أنه في إحدى المرات ذهب الملحن داود حسني، أحد كبار الموسيقيين في مصر، مع الفنان فريد الأطرش إلى بيتهما ليستمع إليها وهي تغني فأعجب بصوتها، وأخبرها أنه كان يتعهد تدريب فتاة تشبها جمالا وصوتا، لكنها توفيت قبل أن تشتهر لذلك طلب منها أن يدعوها باسمها «أسمهان».
وذاع صيتها بسبب حلاوة صوتها وجمالها، عرفت عن إنها لم تحصر تعاملها مع ملحن واحد بل تعاملت كثير مع كبار الملحنين ومن بينهم: زكريا أحمد، محمد القصبجي، رياض السنباطي، واعتبرها البعض "منافسة" لـ"كوكب الشرق" أم كلثوم في عام 1941، شاركت في أول أعمالها السينمائية وهو فيلم "انتصار الشباب"، وكانت البطولة أمام شقيقها الفنان فريد الأطرش، كما مثلت فيلما آخر وهو "غرام وانتقام".
مشاركات أسمهان في السينما
كما جذبت أضواء السينما وعلي رغم من رصيدها الفني من الأغنيات، إلا أنها لم تشارك في أعمال سينمائية سوى فيلمين فقط، الأول «انتصار الشباب» 1941، وقدمته أسمهان برفقة أخيها فريد الأطرش في أولى تجاربهما التمثيلية، وشاركهما البطولة أنور وجدي، وبشارة واكيم، وفؤاد شفيق، وعباس فارس، وعبدالسلام النابلسي، حوار بديع خيري، ومن إخراج أحمد بدرخان، وسجلت فيه مجموعة من أحلى أغانيها، ولكن يبدو أن الحظ خالفها وكتب القدر نهايتها مع نهاية الفيلم، وهي في سن الـ32 عاما.
وثاني مشاركتها السينمائية كان في فيلم «غرام وانتقام» عام 1944، بطولة الفنان يوسف وهبي الذي تولى عملية الكتابة والإخراج، وشاركهما البطولة أنور وجدي، بشارة واكيم، زوزو ماضي، محمود المليجي.
أبرز أغنيات أسمهان
ورغم رحلتها الفنية القصيرة إلا إنها قدمت من أبرز أغانيها ومن بينها "، «أنا أهوى، ليالي الأنس، بدع الورد، الشمس غابت أنوراها، يا ديرتي، عليك صلاة الله وسلامه، يا نار فؤادي، أين الليالي»، وغيرها من الأغنيات التي أمتعت جمهورها.زيجات اسمهان
تزوجت أسمهان من ابن عمها الأمير حسن الأطرش، بعدما قدمت وقتها عددا من الأغاني، واستقرت للعيش معه في جبل الدروز، وأنجبت منه ابنتها "كاميليا"، وبعد نشوب الخلافات بينهما، انفصلت عنه وعادت لمصر وقررت المضي في مشوارها الفني.
رحيل الفنانة أسمهان
مضت أيام وتعاقبت سنوات، ولا يزال الغموض يكتنف حادث وفاة المطربة السورية أسمهان في 14 يوليو عام 1944، وذلك إثر سقوط سيارتها في ترعة بمدينة طلخا، وهي في طريقها إلى رأس البر، حيث ظل الفاعل مجهولاً وظل الكثيرون يسألون هل كان هذا الحادث مدبراً أم قضاء وقدراً.