كشف الخبير محمد سعد الدين رئيس جمعية مستثمري الغاز المسال، أن إسرائيل هى الخاسر الأكبر من غلق حقل "تمار" بعسقلان الواقع فى أراضى الصراع بغزة؛ خوفا من تركه مفتوحا ليسبب كارثة مدوية فى أراضى اسرائيل؛ موضحا أنها خاسرة من جهتين لان هذا الحقل مصدر تصدير الغاز لمصر وتجلب منه ملايين الدولارات حيث تصدر يوميا نحو 100 مليون وحدة يوم غاز؛ اضافة إلى أنها تستفيد بنحو 50% من انتاج الغاز الوارد من حقل تمار للمدن الإسرائيلية.
وأشار الدكتور سعد الدين نتيجة لهذه الأزمات والحروب عقب جائحة كورونا ادى الامر لانخفاض مصر وفقدها نحو 50% من صادراتها للغاز بعد غلق إسرائيل لحقلها الذى تصدير منه الغاز لمصر بجانب انخفاض كميات إنتاج حقل ظهر بنحو 50% .
ونفى سعد الدين ما تردد فى وسائل التواصل الاجتماعي من أن مصر ستفقد حلمها من جعلها مركز إقليمى لتصدير الغاز فى المنطقة؛ موضحا أن هذا العام يعتبر عام ملىء بالازمات مما جعل الدول المستوردة تخفض من استهلاكها للغاز فجعل المستثمرين فى إنتاج وكشف الآبار تقلل من إنتاجها؛ ولكن الآن بعد نشوب الحروب فى الشرق الأوسط وارتفاع أسعار البترول والغاز عالميا سيعود المستثمرين فورا لزيادات استثماراتها للكشف عن حقول البترول و زيادة الإنتاج للغاز
وردا على سؤال حول قيام مصر بمضاعفة فترات تخفيف الاحمال خاصة مع دخول فصل الشتاء.
أوضح أن تخفيف الاحمال خلال هذه الفترة ليس بسبب تسريب المياه لحقول الغاز وانما بسبب زيادة استهلاك الكهرباء والاحتياج لاستيراد الغاز لتشغيل المحطات والذى يحتاج لمزيد من العملات الصعبة
ومع انتهاء إسرائيل فى حربها مع الفلسطينيين ستقوم بفتح حقل تمار مباشرة وضح الغاز لمصر
وأوضح سعد أن إسرائيل تصدر لمصر سنويا مليار م مكعب غاز لمدة 5 سنوات اى بإجمالي 5 مليارات م. مكعب غاز .
وأوضح سعد الدين أن الظروف المحيطة بمصر الان غير مواتيه والوضع كانت حصة مصر نحو مليار ونصف وحدة غاز / يوم ؛ وكانت مصر تستفيد من تصدير الغاز الإسرائيلي بنحو 100ملبون وحدة غاز / يوم؛ بجانب 2.8 مليار متر مكعب من حقل ظهر
وحينما انخفض الإنتاج نتيجة لغلق
حقل تمار وانخفاض كميات حقل ظهر من 2.8 مليار متر مكعب يوم الى 2.2 مليار متر مكعب؛ أى انخفض أنتاج الغاز من حقل ظهر بمقدار 600 مليون وحدة فى اليوم؛ مما جعل مصر تزيد من أوقات تخفيف الاحمال؛ لان مصر فى نفس الوقت محتاجة مئات الملايين من الدولارات من العملة الأجنبية؛ مما أدى إلى تخفيض الاحمال للكهرباء خلال هذه الفترة حتى لا تلجأ للاستيراد الغاز وتكبد أموال ضخمة من العملات الصعبة.
ونفى سعد الدين ما تردد من تسريب المياه داخل حقل ظهر مؤكدا أن ما يحدث هو أن كميات استهلاك الغاز بالدول فى الخارج انخفض نتيجة لجائحة كورونا اولا والحرب الروسية الاكورانية من جانب آخر مما دعا المستثمرين يخرجون مؤقتا وإلى أن تستقر الأمور ستعود كميات الإنتاج مرة أخرى لحقل ظهر مع عودة المستثمرين الأجانب للتنقيب والإنتاج للغاز
وأشار سعد الدين أن دخل مصر من تصدير الغاز بعد تكريره فى المعامل المصرية العام الماضى بلغ نحو 8.9 مليار دولار ومع تدهور الأوضاع انخفض هذا العام إلى 4.5 مليار دولار نتيجة للأسباب المذكورة سابقا
لافتا إلى ان إسرائيل تساهم بنحو 50% من إجمالى صادرات مصر من الغاز اى أى بحوالى 4.5 مليار دولار داخلين لمصر من تصدير الغاز الإسرائيلي.
ولكن مع قلة أنتاج مصر من الغاز فحدث انخفاض بنحو 50% من الحصيلة الدولارية سنويا من تصدير الغاز؛ اى انخفاض حصيلة مصر من صادرات الغاز بنحو 400 إلى 500 مليون دولار شهريا .
لذلك مصر مستمرة فى تخفيض الاحمال للكهرباء بأكثر من ساعة فى اليوم عن المنازل لهذا السبب.
بالإضافة لتخفيض الاحمال والكهرباء عن المصانع حتى لا تزيد كميات استهلاك الغاز.
مؤكدا أن تخفيف الاحمال للكهرباء سينتهى بانتهاء الحروب بالمنطقة ومع زيادة الإنتاج من حقول أخرى مضافة داخل حقل ظهر.
مضيفا أن سبب انخفاض انتاج حقل ظهر أنه يوجد نحو 20 بئر يتم تجديد وإعادة هيكلة بعضها وآبار أخرى نضبت من الإنتاج ولكن مع اكتشاف غيرها من حقول ودخولها للخدمة الإنتاجية من الآبار الجديدة وعودة تصدير الغاز الإسرائيلي لمصر ستعود الصادرات المصرية للغاز في الزيادة لطبيعتها وسترتفع قيمة الصادرات بعد انخفاضها.
وأوضح سعد الدين أن قيام مصر بأن تصبح مركز إقليمي لتصدير الغاز الطبيعي للعالم سيتحقق وقائم وسيعود في القريب العاجل مع ارتفاع أسعار الغاز بالأسواق العالمية وشدة الطلب العالمي سيعود المستثمرين للإنتاج.