بينما يجلس أحمد فرحات بجوار والده وهو يقرأ الصحف بصوت مرتفع حتى سمعه يقرأ إعلانا لإحدى مكاتب السينما تطلب وجوه جديدة، وما إن سمع كلمة السينما حتى قفز من مكانه وبات يتوسل غلى والده أن يذهب به لمكان المكتب وسط رفض والده فى أن يمتهن التمثيل.
رضخ والده لرغبته وأصطحبه إلى المكتب وهناك قابل فليق بهجت وضمه إلى فرقته التمثيلية، كانت موهبة "فرحات" تلوح فى الأوفق وتعلن عن ميلاد ممثل موهوب وكوميديان كبير رغن سنه الذى لم يتجاوز الثمانى سنوات ويدرس فى الصف الثالث الإبتدائى، وكانت من لبين أمنياته أن يصبح دكتور.
دخل أحمد فرحات السينما وأول فيلم ظهر به هو "مجرم فى أجازة" الذى أخرجه صلاح أبو سيف وجسد دور فريد شوقى وهو طفل، ومن شدة إعجابه بفريد شوقى أطلق على نفسه بعد الفيلم "فريد شوقى الصغير" وتقاضى 10 جنيهات عن دوره، وبعد نجاحه فى الفيلم فتحت له السينما ذراعيها وشارك فى عدة أفلام "كهرمان، شارع الحب، سلطان" حتى صنع نجوميته مع عبد المنعم إبراهيم فى فيلم "سر طاقية الإخفاء" عندما جسد دور شقيقه الأصغر "فصيح".
كانت السينما تتعامل مع أحمد فرحات بأنه ممثل كبير حتى أنه ظهر بشخصيته الحقيقية فى فيلم "إشاعة حب" وجسد واحد من أجمل مشاهد الفيلم بين هند رستم وعمر الشريف، وبعده شارك فى نحو 4 أفلام هى "أنا وبناتى، إسماعيل ياسين فى السجن، بياعة الجرايد، أخر شقاوة" ثم توقف عن العمل فى الوقت الذى تنبأ له الجميع بمستقبل فنى كبير.
على الرغم من موهبته الكبيرة التى لم يستغلها المخرجين إلا أنه صنع لنفسه فى سنوات قليلة أسم بات معروفا للجميع، ولكن فرحات كان "قليل البخت" فى السينما التى لم تفرد له مساحة فى أفلامها تبرز قدراته التمثيلة وهو طفل.
ظل سوء الحظ يلازمه حتى بعد أن تقدم فى السن ولم يشارك سوى فى مسلسلات "سيت كوم" ومسرحية وحيدة وفيلم، وكأن الفن أعطاه ظهره فى الصغر ولم يمنحه نظرة رضا عندما كبر، ولم يتردد اسم أحمد فرحات إلا الأيام القليلة الماضية عندما تعرض إلى جلطة فى المخ جعلته يعانى من صعوبة فى الكلام، ولكنه سيبقى "فصيح السينما" رغم تأثير المرض الذى لا يمحيه سوى أن يعود إلى المهنة التى تعلق بها قلبه وهو فى طفولته، فهل يرضى عنه المخرجين ويظهر قريبا فى عمل فنى كبير يعيده إلى جمهوره ويمنحه فرصة العودة؟.