محمد خان هو واحد من أبرز مخرجي سينما الواقعية الجديدة الذي حمل على عاتقه معاناة البسطاء والمهمشين وظهر عشق "خان" للسينما والذي يصادف اليوم ذكرى ميلاده في أول أفلامه "ضربة شمس".
بعد عودة محمد خان من لندن كان ينوي إنتاج فيلم، ولكن الصدفة لعبت دورها إذ قدم له فايز غالي سيناريو "ضربة شمس" 1987 وعندما عرض السيناريو على الفنان نور الشريف تحمس له وقرر إنتاجه.
كان "خان" يبحث عن التجديد وقرر أن يقدم سينما غير تقليدية ويبتعد عن جو الاستوديوهات المغلقة الخانق، ويخرج بفيلمه إلى الشوارع التي باتت بمثابة البطل الثاني في الفيلم، طاف "خان" مع بطله "شمس" المصور الصحفي الذي يرتبط بقصة حب مع "سلوى" التي جسدت دورها نورا.
بجانب عمله الصحفي كان "شمس" يقوم بتصوير الأفراح والمناسبات، ويطوف بدراجته البخارية شوارع القاهرة ممسك بكاميرا يحاول من خلال عدستها رصد الحقيقة، وفي إحدى الأفراح يلتقط صورة لورقة مدون عليها كلمات غامضة قبل أن تحترق ومنها يبدأ الصراع بينه وبين قوى الشر.
صورة الورقة التي التقطها بحرفية شديدة قبل أن تحترق تقوده إلي عصابة كبيرة تهرب الآثار، ليجد "شمس" نفسه في مغامرة يحاول منها كشف لغز العصابة، نجح "خان" في مشاهد المطاردة التي تم تصويرها في الشارع ولم يعتاد عليها صناع الأفلام.
كان "شمس" يطوف شوارع القاهرة بدارجته بحثا عن لغز العصابة التي تتزعمها تلك المرأة التي تتشح بالسواد وتظل طوال الفيلم صامتة لا تنطق بكلمة واحدة والتي جسدت دورها الفنانة ليلى فوزي، ومن درجة غموضها في الفيلم ظهرت بدون اسم للشخصية.
بدأت زعيمة العصابة في مطاردة "شمس" بسيارتها الفارهة في شوارع القاهرة لينتقل "خان" من مشاهد المطاردات بالشوارع إلي المترو وفي النهاية انتصر عليها "شمس" لأن "خان" يريد أن ينتصر لأبطاله على الشاشة حتى لو فشلوا في الواقع.
فتح "خان" بفيلمه الأول الذي حقق نجاح كبير الباب أمام صناع أفلام السينما للنزول إلي الشارع والتصوير بين الناس بعيد عن الاستديوهات المغلقة وإظهار حياة المشهمشين اليومية.
"كادرات خان" كانت خير دليل على أن السينما على موعد مع مخرج كبير له رؤية سينمائية وعلى دراية بحركة الكاميرا وزواياها التي رصدت مشاهد طبيعية وأماكن حية ليبقى "المكان" هو تيمة أفلام "خان" فيما بعد وهي المحرك الأساسي للأحداث.
حقق "ضربة شمس" بعد عرضه نجاح جماهيري ونقدي وكأنه الحجر الذى ألقاه محمد خان ليحرك به المياه الراكدة في السينما ويجعل أبطاله من عاديين في الشارع إلي أبطال على شاشة السينما.