ولدت فكرة فيلم "صراع في النيل" عندما كان يجلس الكاتب والسناريست علي الزرقاني والمخرج عاطف سالم والمنتج جمال الليثي على كورنيش الإسكندرية، وفجأة أخبرهم عاطف سالم برغبته في عمل فيلم تدور كل أحداثه في النيل.
ونالت الفكرة استحسان جمال الليثي وتحمس لها وقرر أن يفرد لها ميزانية إنتاجية ضخمة، ينما علي الزرقاني كان يرسم في الخطوط الأولى للقصة التي إنتهى من كتابتها في أسبوعين، وذهب "سالم والزرقاني والليثي إلي الأقصر لاختيار أماكن التصوير على الطبيعة بعيدا عن جدران الاستديو وقيود البلاتوه والديكورات.
كان جمال الليثي يتشوق إلي إنتاج فيلم مغامرات على أن يعطيه حقه من الإنفاق على طريقة ما يراه في الأفلام الأمريكية، وكان يدرك أن نقل الاستديو بمعداته علرى ظهر المركب التي تجري عليه أحداث الفيلم سوف تكلفه نفقات طائلة أضعاف نفقات الديكورات.
وفي الأقصر بدأ المخرج عاطف سالم يساعدون لتصوير المشاهد على الطبيعة، ورصدت مجلة "الكواكب" كواليس الفيلم وقالت أن رشدي أباظة كان يتلقى دروسا في التحطيب من أحد الصعايدة، وللمرة الأولى يستعمل "البلاص" كسلاح في المعارك التي جرت ضمن أحداث الفيلم، وأعيد هذا المشهد عدة مرات وفي كل مرة كان يتحطم عدد غير قليل من "البلاليص"، بينما وقف عدد من أهالي الصعيد وعلى وجهوهم الدهشة مع كل "بلاص" يتم كسره.
وشوهد أحدهم وهو يضرب كفا على كف وهو يقول "يا خسارة مال الناس" ثم التفت إلي الواقفين حوله وصاح بهم بلهجته الصعيدية وقال "ما تحوشوا المجانيين دول اللي حيكسروا بلاليص البلد" وداعبه المخرج عاطف سالم قائلا "انت لازم من كفر البلاص".
وكان من الضروري أن يتعلم رشدي أباظة التحطيب لأنه سوف يؤديه في مشاهد الفيلم، واشترك في استعراض "تحطيب" بينه وبين من يجيدون هذا اللون والتحطيب يشبه مبارزات السيف مع استبدال السيف بالنبوت، وتولى أحد أبناء الصعيد تعليم رشدي أباظة وداعبه بضربه عدة مرات على رأسه ضربات خفيفة وعندما زادت احتج "أباظة" فقال له مدربه الصعيدي "ما هو لو ماكنتش تاخد في دماغك مش هتتعلم التحطيب".
ومن المواقف الطريفة في الفيلم أن درجة الحرارة ارتفعت فدعا المخرج عاطف سالم الممثلين لخلع ملابسهم وألقوا نفسهم في النيل بينما رشدي أباظة قام بتوزيع عصير الطماطم المثلج على العاملين في الفيلم وزملائه، ورشدي مدمن هذا المشروب.