يُعدّ الفقر ظاهرةً اجتماعيةً مُتعدّدة الأبعاد، إذ إنّ الفقر يتضمّن آثاراً تزيد عن النقص في الدخل والموارد الإنتاجية الضرورية لتأمين سُبل العيش المستدامة إلى مظاهر أخرى في المجتمعات، منها: الجوع، وسوء التغذية، ومحدودية الوصول إلى التعليم، وعدم الحصول على كافّة الخدمات الأساسية، والتمييز الاجتماعي، والاستبعاد.
وإن التعاسة الحقيقية ليست فى الفقر بحد ذاته ، بل فى الأزمات التابعة لظاهرة الفقر, فنجد بعض الناس مهما اشتد بهم الفقر ، ومهما أثقل عليهم البؤس، وضاقت بهم الحياة ، فما بفطرتهم من كرامة يدفعهم للجد والكدح ليأكلوا مما كسبت أيديهم لذة لا يجدونها حين يأكلون مما يساق إليهم دون أن يكسبوه أو يحتالوا فيه.
ويعرف الفقر بأنه :
حالة اجتماعية تنعدم فيها الموارد الأساسية اللازمة للعيش والبقاء، أو الموارد الضرورية للوصول إلى أدنى مستوى ممكن من مستويات المعيشة المتوقعة للمكان الذي يعيش فيه الشخص، كما يُمكن تعريفه بأنّه عدم إمكانية الحصول على المأكل، والملبس، والمأوى، بحيث يُعاني فيه الأشخاص من الجوع المستمر، وغياب التعليم، والرعاية الصحية، أو عدم كفايتهما، وللفقر عدّة أنواع منها: الفقر المطلق، والفقر النسبي، وفقر الدخل، والفقر الدوري، والفقر الجماعي، وفقر الحالة، وفقر الأصول.
ويرجع تاريخ الاحتفال باليوم الدولي للقضاء على الفقر إلى يوم 17أكتوبر من عام 1987. ففي ذلك اليوم اجتمع ما يزيد على مائة ألف شخص تكريمًا لضحايا الفقر المدقع والعنف والجوع، وذلك في ساحة تروكاديرو بباريس، التي وقِّع بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان عام 1948. وقد أعلنوا أن الفقر يُشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان وأكدوا الحاجة إلى التضافر بغية كفالة احترام تلك الحقوق. وقد نُقشت تلك الآراء على النصب التذكاري الذي رُفع عنه الستار ذلك اليوم. ومنذئذ، يتجمع كل عام في 17أكتوبر أفراد من شتى المشارب والمعتقدات والأصول الاجتماعية لإعلان التزامهم من جديد إزاء الفقراء والإعراب عن تضامنهم معهم. وقد رفع الستار عن نماذج للنصب التذكاري في شتى أرجاء العالم، حيث تمثل تلك النماذج نقطة تجمع للاحتفال بذلك اليوم. وهناك واحد من تلك النماذج في حديقة مقر الأمم المتحدة وهو موقع الاحتفال السنوي بهذه الذكرى الذي تنظمه الأمانة العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
آثار الفقر :
هناك العديد من الآثار السلبية والخطيرة لظاهرة الفقر على المجتمع والأشخاص، ومنها ما يأتي:
ـ إصابة الأطفال الناشئين بالفقر بمشاكل صحية مستمرة ومتكررة أكثر من الأطفال الذين يكبرون في ظل ظروف مالية أفضل.
ـ ولادة أطفال بأوزان منخفضة ممّا يُعرّضهم للإعاقات الجسدية والعقلية، بالإضافة إلى أنّهم أكثر عرضةً للموت قبل إتمام عامهم الأول.
ـ عدم القدرة على التعليم، بسبب ضعف وظيفة الدماغ الناتجة عن نقص الحديد المسبب لفقر الدم، ووجود مستويات أعلى من الرصاص في الدم، كما أنّ احتمالية إصابتهم بضعف حاستي البصر والسمع تكون مضاعفة.
ـ ارتفاع مستويات التوتر داخل الأسرة، نظراً للضغوط الكبيرة التي تواجهها الأسر الفقيرة، فقد أشارت الدراسات المجراة خلال فترة الركود الاقتصادي إلى أنّ فقدان الوظائف وما ينتج عنها من حالات الفقر ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالعنف الأسري وما يتضمنه من إساءة معاملة الأطفال والمسنّين.
ـ ارتفاع معدلات الإجهاض، ووفيات الرضع، وولادة رضع منخفضي الوزن؛ نظراً لعدم حصول الأمهات الحوامل على الرعاية الكافية قبل الولادة.
منظمات تدعم الفقر:
منظمة الفاو :
منظمة الأغذية والزراعة (بالإنجليزية: Food and Agriculture Organization) كما تعرف باسم فاو نسبة إلى الاختصار بالانجليزية ,هي منظمة متخصصة تابعة للأم المتحدة ،تقود الجهود الدولية للقضاء على الجوع في العالم.
وتقوم الفاو بخدمة الدول المتقدمة والدول النامية على حد سواء. تعمل منظمة الأغذية والزراعة منتدى محايداً حيث تتقابل الأمم كلها على أساس الند للند لمفاوضة الاتفاقيات وسياسات المناقشة. وتعتبر الفاو أيضًا مصدرًا للمعرفة والمعلومات الدقيقة وتقوم بمساعدة البلدان النامية والبلدان في مرحلة التطور على تطوير وتحسين ممارسات الزراعة والغابات ومصايد الأسماك، كافلة بذلك التغذية الجيدة والأمن الغذائي للجميع .
منظمة اليونيسيف :
منظمة الأمم المتحدة للطفولة. تأسست في 11 كانون الأول / ديسمبر 1946 بفضل تصويت بالإجماع في الدورة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة. وتقرر وقتئذ أن يقدم صندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة، كما كان يعرف آنذاك بتقديم إغاثة قصيرة الأجل للأطفال في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية في أوروبا.
وكانت اليونيسف، كما هي الآن، تموَّل بالكامل من التبرعات، وعندما لُبيت احتياجات أطفال أوروبا فور انتهاء الحرب، واستمرت اليونيسف في عملها بعد الحرب بوصفها منظمة تابعة للأمم المتحدة هي الوكالة الحكومية الوحيدة المكرسة للأطفال على وجه الحصر، والمفوضة من قبل حكومات العالم لتعزيز وحماية حقوق الأطفال ورفاهيتهم. وتشترك منظمات المجتمع المدني، بما فيها الشركاء من المنظمات الدولية غير الحكومية، بشكل كبير في أعمال اليونيسف في 158 دولة تمارس فيها اليونيسف نشاطها. كما يتم التشاور مع المنظمات غير الحكومية في المقر الرئيسي حول صياغة السياسة. وحالياً توظف اليونيسف أكثر من سبعة آلاف شخص يعملون في 155 بلد في سائر أنحاء العالم.