عانى أنور وجدي في بداية مشواره الذي لم يكن مفروشا بالورود، طرده والده عندما ترك دراسته ووقف أمام مسرح رمسيس ينتظر بالساعات يوسف وهبي ليعمل معه في فرقته، وعندما عمل في تسليم الأوردرات للفنانين بوساطة من ريجيسير ىالفرقة قاسم وجدي لم يكن راتبه يكفيه ويسد جوعه وكان يتوارى خلف المسرح ويشتري رغيف خبز وأقراص الطعمية ويأكلها على رائحة الكباب القادمة من محل الحاتي.
في مقال له في مجلة "الكواكب" 1953 روى أنور وجدي حكايات عن أيام الفقر والجوع عندما كان يتحسس طريقه وقال أنه كان هاويا يريد الظهور على الشاشة وعلم أن أحد المنتجين ينتج فيلما من بطولة محمود المليجي وعلوية جميل، وكان منتج الفيلم مغمور منحه دور ولم يتقاضى أي أجر إذ كان الأجر من وجهة نظر المنتج هو أن يحصل على وجبة الغداء والعشاء.
سنوات من الكفاح عاشها أنور وجدي حتى بات أحد أشهر الفنانين في تاريخ السينما وأبرز روادها، وعندما وصل إلي قمة المجد وامتلك المال كان لايستطيع أن يأكل أي شىء كما فعل أيام الفقر، بعد أن عرف المرض طريقه وأصيب بالكلى التي قضت على والده وشقيقاته البنات، وكانت النهاية في السويد عندما ذهب برفقة زوجته الفنانة ليلى فوزي لإجراء غسيل كلى ولكن الموت كان أقرب له من النجاة وتوفي هناك ليعود في تابوت.