قامت وزارة البترول بوضع خطط مستدامة لتحقيق الطلب المتزايد على مصادر الطاقة المنخفضة، وهذا ما صرح به وزير البترول في حوار له مع إيتنا ترينور - خبيرة التواصل الدولي.
وتحدث المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عن ضرورة تحقيق التوازن بين أمن الطاقة والانتقال الطاقة، موضحًا أن قطاعات البترول والغاز حول العالم تلعب دور كبير تجاه الطلب المتسارع على الطاقة والتصدي للتغيرات المناخية، وهذا يستلزم اتخاذ إجراءات حازمة نحو الانتقال إلى مصادر طاقة نظيفة وأكثر استدامة.
ودار خلال الحوار الذي أجرته معه إيتنا ترينور - خبيرة التواصل الدولي تحت عنوان "التوسع في قطاع الطاقة في مصر" تقديم خطة مستدامة لتلبية الطلب المتزايد على مصادر الطاقة منخفضة الانبعاثات" ضمن فعاليات المؤتمر الاستراتيجي لمعرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول أديبك 2023.
وأضاف الملا أن توفير موارد البترول والغاز يجب أن يتم بطرق مستدامة وصديقة للبيئة وذات تأثيرات مخفضة على المناخ، من خلال التقنيات التكنولوجية الحديثة التقاط وتخزين الكربون وتقليل انبعاثات الميثان وتطبيق الاقتصاد الدائري الكربون، بجانب دعم استمرارية الاستثمار في مشروعات تنمية وتطوير البترول والغاز بالتوازي مع جهود خفض الانبعاثات.
وأشار الوزير إلى ضرورة الإسراع في مشروعات تنمية وإنتاج الغاز الطبيعي للاستمرار في تلبية الطلب المحلي على الطاقة، مؤكدًا على الدور المحوري الذى يلعبه الغاز الطبيعي كأفضل اختيار لمصادر الطاقة التقليدية منخفضة الانبعاثات خلال المرحلة الانتقالية وأن مصر اتخذت خطوات كبيرة لتوسيع وتطوير البنية التحتية لتصبح قادرة على تلبية وتأمين الطلب على الطاقة محلياً وللدول الأخرى.
كما عرض الملا الجهود التي قام بها قطاع البترول والغاز في مصر بالتعاون مع شركائه الأجانب لتنفيذ العديد من المبادرات في مجال خفض الانبعاثات وإعطاء الأولوية للحد من الانبعاثات من الإنتاج لتأمين مصادر الطاقة النظيفة محليًا وعالميًا.
وأشار إلى أن هذه الجهود تعزز استراتيجية مصر ليس فقط كمحور إقليمي للطاقة، ولكن أيضًا لتصبح مركزًا إقليميًا لمصادر الطاقة النظيفة ومنخفضة الكربون.
وأكد الوزير على أهمية التعاون والتكامل الإقليمي والعالمي لتعزيز أمن الطاقة، لافتًا إلى أن مصر مستمرة في التعاون مع شركائها الإقليميين لتعزيز الاستفادة من البنية التحتية المتميزة التي تتمتع بها مصر، وخاصة محطات وتسهيلات إسالة الغاز في دمياط وإدكو، والتي توفر حلًا سريعًا ومتميزًا لاستغلال موارد منطقة شرق المتوسط وتصديرها إلى دول الاتحاد الأوروبي والعالم.
كما أوضح أهمية الدور الذي تلعبه منطقة شرق المتوسط على الساحة العالمية للطاقة ، وأشار إلى دور مصر والمنطقة في تأمين جانب من إمدادات الغاز الطبيعي إلى دول الاتحاد الأوروبي، ولاسيما خلال الأزمة الروسية الأوكرانية، وهو الأمر الذى توج من خلال مذكرة التفاهم الثلاثية التي تم توقيعها في القاهرة بين مصر والاتحاد الأوروبي وإسرائيل للتعاون في تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية.
وأشار الوزير إلى الدور الرائد الذي قامت به مصر لتنظيم يوم لخفض الكربون للمرة الأولى في تاريخ قمم المناخ كجزء من الأيام الموضوعية الرسمية في مؤتمر COP 27 الذى استضافته مصر بنجاح في العام الماضي بمدينة شرم الشيخ، معربًا عن سعادته بالنتائج التي تحققت خلال مؤتمر COP 27 ، والتي مهدت الطريق أمام قمة المناخ COP 28 التي تستضيفها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة لاستكمال العمل المناخي بالتوازي مع تأمين إمدادات الطاقة.