«رأى وتكلم».. عبد الرحمن مقلد في رحلة لتاريخ مصر بديوان شعر جديد

السبت 30 سبتمبر 2023 | 05:42 مساءً
كتب : نور الدين نادر

يصدر قريبا، للشاعر «عبد الرحمن مقلد»، الفائز بجائزة الدولة التشجيعية، ديوان« رأى وتكلم» عن دار المحرر للنشر والتوزيع، وهو الإصدار الخامس له، بعد « نشيد للحفاظ على البطء» «مساكين يعملون في البحر» «عواء مصحح لغة» « بوينج سي 17 جلوب ماستر ليست شجرة».

ويضم الديوان ثلاث قصائد شعرية، بعنوان: (السفينة- مولد للأمومة- نهضة مصر).

رأى وتكلم

يصف الشاعر «عبدالرحمن مقلد» ديوانه الجديد في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» بالـ "مغامرة"، إذ إنه يفارق الصورة الشعرية الرائجة الآن، على حد تعبيره؛ ويبعد عن أشكال الشعر الموضوع في قوالب، بشكل يستنسخ روح كل قصيدة من الأخرى، في حلقة مفرغة من تكرار الضعف والرخاوة، والتي تصوغ الشاعر في صورة من الضعف والهشاشة.

ويحاول «مقلد» في هذا الديوان العودة إلى القضايا الكبرى، وقوة القصيدة وشموخها على مستويات عديدة ومختلفة.

وكان «مقلد» أعلن عبر صفحته الشخصية على فيسبوك اقتراب صدور ديوانه، قائلًا: "الأصدقاء والرفاق، أحب أن أشارككم خبر قرب صدور ديواني الأحدث، رأى وتكلم،  وكما تعرفون أو أحب أن تعرفوا وأنا أقدم لكم ديواني الخامس، فإني لم أهذل مرة بالشعر يوماً، لم أضع هذا الفن الأعظم في موضع لا يليق به، أو أخجل أنا منه، لم أداهن به، أو أشتري به بخساً، بل صنته وحفظت شرفه، ورفعت شأنه، خسرت ربما أشياء، لكني ربحت جسارة قصيدتي وجسارة نفسي".

وتابع: "يقينًا مني بعظمة الشعر هذه، بجلاله، وشموخه، إيمانا بأن هذه القيثارة الهائلة لا تزال تنشد في يد الدهر، على مقولتي هوميروس والمتنبي الخالدتين.. عرفانًا بقدرة الشعر على الصدح بصوت الإنسان، أقدم لكم هذا الديوان المغامرة، الذي أحببت أن يفارق صورة الشعر التي يروج لها الآن، عبر مقولات مثل شعر الهامش، ونصوص المعتاد واليومي وقصيدة الضعف والهشاشة والرخاوة والقضايا العابرة والذاتية المفرطة، وأيضا صورة الشاعر المسكين الهزيل الضعيف الهش، كل هذه المقولات ألفظها لفظا، وأترجى أن أعود للقضايا الكبرى لقوة القصيدة لشموخها، أعود للمتن، للبنايات الكبيرة، للمعمار الهائل، لضراوة الكلام والصدح به، لصورة الشاعر المحارب الجسور، لطبقات فحول الشعراء"

وأوضح: "خضت هذه المغامرة، نعم هي مغامرة، أن تصدر ديواناً بهذه الضخامة، يحتوي 3 قصائد طويلة تتجاوز الواحدة منها 3000 كلمة، في زمن يمل الناس من سطرين أو من صفحة، زمن التدوينات والفيس بوك والصور والشعر السهل والخواطر التى دخلت عنوة في الشعر، هذه هي المغامرة الأولى، المغامرة الثانية أن تشتبك من لحظة آنية مربكة وجوديا وروحيا في زمن مربك باستحضار رمزيات شامخة ولغة معينة ومواضيع وأجواء لم يعتد الشعر العربي على التعامل معها كثيراً، هي غريبة وغير مطروقة، أن تذهب باللغة العربية إلى مصر الفرعونية مثلا، أن تعيد كتابة أسفار التكوين المصرية ضمن القصيدة، أن تتبع رحلة رأس الحسين في الزمن والمكان، أن تهرب مع إيزيس في البراري وتخوض مع حورس حربه، ورحلة تيهه، كذا فإن المغامرة الثالثة هي أن تكون "مصر" محور هذه النصوص"

كما أعرب «مقلد» عما تمثله مصر بالنسبة إليه، وإلى كل مدرك لقيمة هذا البلد، قائلا: "ومصر عندي، ليس البلد الذي نعيش به فقط، ولكنها هي محور الكون، صورة السماء، البلد الذي علم البشر الروحانية، وقدم لهم الحكمة، وبالتالي فنهضة مصر، هي نهضة للكون كله والإنسانية جمعا، وركونها أو خروجها من ركاب الحضارة -لا سمح الله- نكسة للبشرية عموما. رمزية مصر عند كل البشر، معروفة بالطبع، وكل الفاهمين يعرفون أهمية هذا البلد وضرورته، لذا رأيت أن الشعر هو الصوت، هو النشيد القادر على الصدح بالخطر المحدق بمعنى مصر، وبغياب معنى مصر وحيثياتها، بل وتدمر هذا المعنى؛ فإن البشرية تتردى وتسقط، وفي القصائد متسع للتفكيك، وإعادة البناء والتذكر، والترحال في الزمان والمكان"

وأشار إلى قصائده الثلاث، بداية من قصيدة «السفينة» إذ قال: "ديوان «رأى وتكلم» يتكون من 3 قصائد طويلة، أولاها قصيدة «السفينة» وهي عن رحلة رأس سيدنا الحسين الشريف، من عسقلان إلى مصر، تتقاطع فيها 3 مسيرات لسيدنا الحسين، أولاها هنا مسيرة رأسه من مدينة عسقلان المحتلة، إلى القاهرة الزاهية في زمن الفاطميين، مع حملات الصليبيين على المشرق، ثاني هذه المسيرات، مسيرته المعروفة من مكة إلى الكوفة، عبر نينوى، ومقتله في كربلاء، والمسيرة الثالثة هي رحلة السفينة الحسينية المعروفة، التي تحمل الروح العظمى، وترحل في اللجج الغامرة، ترجو الوصول لشطوط النجاة"

واستطرد "أما القصيدة الثانية، هي قصيدة «مولد للأمومة»، وهي توسلات، واستحضار لدور الأم، يقف الناس على أعتاب السيدة زينب، سليلة آل البيت، ويبدأون في مدائحهم حتى تقوم الأم إيزيس، وتنقذ وليدها حورس بعد مقتل أيزوريس، حتى تقوم الأم مريم، وتنظر فيما فعلوا بمسيحها، حتى تقوم أم موسى لترضع ابنها، حتى تقوم مصر الأم، حتى تنبض الأرض الجامحة مرة أخرى، وتقبل الماء، وتنبت وتعود الطبيعة أمنا الأولى، وهي تحية لجدتي الراحلة، ولكل أم مصرية مات زوجها، فحملت هي العبء، وربت وعملت وأخرجت رجالًا ونساء".

واستكمل "القصيدة الثالثة هي قصيدة «نهضة مصر»، وهنا يعود الحكيم المصري هرمس مثلث العظمة، ويعود سيدنا الخضر، معا حاملين إرث تحوت العظيم، الممثل بالطائر أبو منجل، رب الحكمة والمعرفة، أول من علم القراءة والكتابة والحساب، هؤلاء يعودون لمصر الحالية في رعاية الرب الكامل «آتوم» في مهمة عظمية لاستعادة معنى وجوهر روح مصر، ليرى حال البلاد، ويبكون عليها، ويصرخون لما وصلت إليه، وبالاستعانة بالنبواءات الهرمسية المعروفة، التي تحذر من انهيار مصر، وبالمتون التي أخفاها هرمس لقرون، يمكن أن تعيد الحكمة بناء ما تهدم، وتستعيد روح مصر المهدورة على الطرقات".

و«مقلد» شاعر، وصحفي مصري بجريدة «الشرق الأوسط» ولد عام ١٩٨٦، وصدر له أربعة دواوين شعرية وهم (نشيد للحفاظ على البطء- مساكين يعملون في البحر- عواء مصحح لغوي- بيونج سي 17 ليست شجرة) كما تمت ترجمة مختارات من قصائده للغات (الفرنسية- الأمازيغية) وفاز بجوائز عدة، من بينها:

- جائزة الدولة التشجيعية عام 2018، عن ديوان «مساكين يعملون في البحر».

- جائزة هيئة قصور الثقافة عام 2011، عن ديوانه «نشيد للحفاظ على البطء».

- جائزة المركز الثقافي المصري بباريس، عن قصيدته «من الحرب».

- جائزة المجلس الأعلى للثقافة.

- مشاركة في معرض الكتاب، الدورة الـ51، بديوان «عواء مصحح اللغة».

اقرأ أيضا