رغم تجاوز «يوسف علي» سن الـ 60 عامًا، إلا أنه ما زال غير قادر على الارتداع عن جلسات الكيف المصحوبة بلقاءات مُحرمة مع فتيات ليل داخل شقة صغيرة بأحد شوارع منطقة بولاق الدكرور، وذلك دون اعتراض من الجيران خوفًا من المذكور وأقاربه لما يمارسونه من أعمال بلطجة على الأهالي، بالإضافة إلى المتاجرة بالمخدرات.
عتاب الموت
لكن تلك اللقاءات تسببت في مضايقة الشاب «يوسف مُعجزة» الأبن الأصغر لمُستأجر الشقة المجاورة للشقة المنبوذة، لذلك قرر معاتبة جاره ورفاقه عما يحدث بشكل شبه يومي نظرًا لوجود والدته وشقيقاته بالمنزل، خلال المعاتبة لم يبد الجار ندمًا على ما فعل، بل تبجح ووجه ليوسف سيل من الشتائم والسباب، ليتحول الأمر إلى مشاجرة بالأيدي لكن تدخل الحاضرين وتمكنوا من فض النزاع وذهب كل منهما في طريق.
خطة الانتقام
وبعد مرور أيام على هذه الواقعة، كان المُسن يوسف أعد خطته للانتقام بالاستعانة بـ نجلي شقيقته، التي جاءت تفاصيلها بتربص المتهمين إلى «يوسف معجزة» أثناء عودته من العمل كشيف بأحد المطاعم، وفور رؤيته أسرعوا نحوه وقاموا بالتعدي عليه بالضرب، وخلالها سدد المتهم يوسف عدة طعنات متفرقة باستخدام سلاح "كزلك" والآخرين مستمرين في توجيه ضربات "المطرقة" حتى سقط قتيلًا بعد تمزّيق جسده.
حديث أسرة القتيل
هكذا كان المشهد المؤلم لواقعة تركت مظاهر الحزن والبكاء على أهالي منطقة بولاق الدكرور بأكملها، وانتقل محرر «بلدنا اليوم» إلى موقع الحادث للوقوف على حقيقة ما جرى.
يقول محمد إبراهيم والد الضحية: «المتهم تربص لابني وكان جايب ولاد أخته، غير كدا كان قبل ارتكاب الجريمة بساعات بيتأكد من وجود زمايل يوسف فالمنطقة أو لأ عشان يعرف يعمل اللي ناوي ليه».
ويلتقط كريم محمد شقيق الضحية طرف الحديث: «المتهم أكبر من أخويا بـ 40 سنة بالظبط، عني مكنش فيه أي نوع من الاحتكاك يخليهم يتخانقوا، لكن أخويا رفض مرافقتهم لبنات جوا البيت غير تعاطي المخدرات والاجرام اللي المتهم وكل عيلته مشهورين بيه».
القصاص ثم القصاص
ويعود والد الضحية لإكمال الحديث: «ابني معملش حاجة غير العتاب .. هل جزاء العتاب القتل وبالطريقة البشعة دي، أنا مش طالب أي حاجة غير القصاص ورجوع حق ابني اللي اتقتل غدر لحظة رجوعه من الشغل، حسبي الله ونعم الوكيل».
وكانت كشفت التحريات الأولية لرجال المباحث، أن المجني عليه «يوسف محمد» لقي مصرعه خلال مشاجرة مع 3 أشخاص بمنطقة بولاق الدكرور في الجيزة، نتيجة إصابته بطعنات بالصدر والبطن أدت إلى وفاته في الحال.
كاميرات المراقبة تفك اللغز
وتم التحفظ على كاميرات مراقبة رصدت الجريمة، بالإضافة إلى الاستماع لأقوال عدد من شهود العيان لكشف ملابسات الحادث.
كما استمع رجال المباحث لأقوال أفراد أسرة المجني عليهما، ووجهوا اتهامًا للمتهمين المذكورين بارتكاب الجريمة، وعقب الانتهاء من مناظرة الجثة، تم نقلها إلى المشرحة تنفيذًا لقرار النيابة العامة، التي قررت تشريحها والتصريح بدفنها، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة وتولت التحقيق.
ضحية جريمة بولاق الدكرور