السفير حاتم رسلان في حوار خاص لـ«بلدنا اليوم» بنجول مستعدة لاستضافة قمة التعاون الإسلامي في ديسمبر المقبل

الاثنين 04 سبتمبر 2023 | 06:46 مساءً
حاتم رسلان السفير المتجول لدولة جامبيا
حاتم رسلان السفير المتجول لدولة جامبيا
كتب : أحمد عبد الرحمن_ تصوير محمد صلاح

أكد السفير حاتم رسلان السفير المتجول لدولة جامبيا، أن موعد انعقاد قمة التعاون الإسلامي في منتصف ديسمبر المقبل بالعاصمة الجامبية بنجول، بمشاركة جميع دول العالم الإسلامي لمناقشة أهم الملفات والقضايا الإسلامية.

وأشار السفير حاتم رسلان على هامش حواره مع جريدة «بلدنا اليوم» إلى أن العلاقات بين القاهرة وبنجول تاريخية أخوية منذ استقلال جامبيا، وشهدت تطورًا ملحوظَا خلال الفترة الماضية على جميع المستويات.

وقال إنه لا بديل عن الحل الدبلوماسي لإنهاء الصراع في النيجر، مضيفًا أن تدخل قوات فاجنر الروسية مرهون برد الإيكواس أو القوات الفرنسية على الانقلاب.

وشدد على ضرورة حصول النيجر على عائد كاف مقابل اليورانيوم، الذي تقدمه لفرنسا قبل الجلوس على طاولة الحوار والتفكير في حل دبلوماسي للأزمة، لافتًا أن أكثر من 60% من شعب النيجر يعيش تحت خط الفقر، ويتعرض لمصائب الهجرة غير الشرعية.

وأجرت جريدة «بلدنا اليوم» حورًا مع حاتم رسلان سفير دولة جامبيا المتجول.

وإلى نص الحوار...

-كيف تقيم العلاقة بين مصر وجامبيا في الوقت الحالي؟

إن العلاقات بين مصر وجامبيا تاريخية أخوية منذ استقلال بنجول، وشهدت خلال الفترة الماضية تطورًا ملحوظًا، حيث حققت الاستثمارات والصادرات المصرية لدولة جامبيا ارتفاعًا في الـــ 10 سنوات الأخيرة.

-ما هو معدل الارتفاع في الصادرات المصرية لدولة جامبيا؟

الأرقام غير محددة حاليًا؛ لأننا لم ننهي فترة زمنية حتى الآن، ولكن بشكل عام صادرات مصر لأفريقيا ارتفعت من مليار دولار في 2017 و 2018 إلى ما يتراوح بين 6 لـ 7 مليارات دولار خلال العام الماضي، بمعدل ارتفاع قدره 500%، وجامبيا تستحوذ على نسبة من هذه الزيادة وإن كانت قليلة.

-ما حجم التبادل التجاري بين البلدين؟

التبادل التجاري بين الطرفين كان منذ فترة قليلة لا يتجاوز مليون دولار، ولكن الأهم من هذا خلال الوقت الحالي هو الاستثمارات المصرية الموجود على أرض الواقع، فهناك مستشفى مصرية بجامبيا تم بناؤها بأيد مصرية، واُفتتحت منذ شهور قليلة بأطباء وكوادر بشرية مصرية، بإجمالي استثمار مصري يتجاوز 35 مليون دولار، وأتوقع أن تكون أفضل مستشفى في دولة جامبيا خلال الفترة المقبلة.

أما بالنسبة لحركة التجارة فهناك منتجات مصرية زراعية ومنتجات في الصناعات الهندسية تزداد تدريجيًا وبشكل سنوي في دولة جامبيا.

-ما هى أهم مجالات التعاون بين البلدين؟ وهل هناك اتفاقيات ستوقع قريبًا؟

جامبيا من دول الإيكواس بغرب أفريقيا، واتفاقاتهم تكون أكثر مع بعضهم البعض، ولكن بين جامبيا ومصر العديد من الاتفاقيات في مجالات عدة مثل الاقتصاد والرياضة والإعلام بجانب التعاون والتنسيق المستمر، ولا سيما بعد تأكيد موعد انعقاد قمة التعاون الإسلامي في منتصف ديسمبر المقبل فمصر ساعدت جامبيا كثيرًا في تنظيم القمة، وهو الحدث الأكثر أهمية خلال الفترة الحالية.

-في ضوء تنفيذ مصر لبرنامج الإصلاح الاقتصادي... كيف ترى المناخ الاستثماري بمصر؟

برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي بدأه الرئيس عبد الفتاح السيسي في 20214 له مردود كبير على الشعب المصري، ولولا برنامج الإصلاح الاقتصادي لكان الوضع أسوأ كثير بعد أزمة كوفيد 19 والصراع الروسي الأوكراني؛ لأن التأثير على الأمن الغذائي الذي يحدث في العالم بأكمله مباشرًا وتعاني منه لسوء الحظ الطبقات الفقيرة.

ولذلك فالإصلاح الاقتصادي كان له أهمية كبرى في استمرار صلابة الاقتصاد المصري المتماسك على الرغم من كل الظروف المحيطة والأحداث السياسية الدولية.

-كيف تأثرت دولة جامبيا بالانقلاب العسكري في النيجر؟

هناك تأثير ليس فقط على جامبيا ولكن على جميع الدول، وجامبيا عضو في الإيكواس، ومبدأ الانقلاب مرفوض قلبًا وقالبًا وهذا أول بيان رسمي خرج من الإيكواس برفض الانقلاب.

ولكن أنا أعتبر فرنسا لا تزال تستعمر النيجر، وتأخذ كل خيراتها، وعلى الرغم أن أكثر من 60% من الشعب يعيش تحت خط الفقر، ويتعرض لمصائب الهجرة غير الشرعية لعدم وجود عمل، فليس هناك ما يسد احتياجاته الأساسية فالغضب الشعبي والتأييد الذي نراه الآن بسبب سياسات خاطئة متوارثة، وأتوقع أنه لا بد من وضع حد لها.

وقبل النيجر كانت بوركينا فاسو، ومالي وكل هذه الانقلابات حدثت لنفس الأسباب، ونتيجة للوجه القبيح لفرنسا في دول غرب أفريقيا، وأعتقد أنه لا بد أن ينتهي، لأنهم يأخذون خيرات هذه الدول ويتركون لهم الفتات أو لا يتركون شئ، وهذا ليس معناه أننا مع الانقلاب العسكري، ولكننا نوضح أسباب الانقلاب، ونتمنى أن تنتهي الأزمة بشكل سلمي، لأنه في النهاية لا بديل عن الدبلوماسية لحل الصراع.

ولكن لا تزال الأزمة غامضة والرئيس محتجز ويطالبون بمحاكمته، كما أن برلمان النيجر رفض الحل العسكري وهذا أفضل.

-هناك تقارير دولية إعلامية تشير إلى أن روسيا هى الأصابع الخفية وراء انقلاب النيجر؟

أيضًا ذكروا ذلك في انقلاب مالي، وهذا وارد بشدة أن يكون لقادة الانقلاب بالنيجر حليف؛ لأن المنطقة تشهد تغيرًا، وأشارنا منذ بداية حرب روسيا وأوكرانيا إلى ضرورة أن يفهم الاتحاد الأوروبي وأمريكا أننا على أعتاب عالم متعدد الأقطاب، وظهور قوى أخرى تسمى الصين وروسيا، فلا بد من تقبل الوضع وتغير السياسات.

-كيف تقيم النظرة الروسية إلى أفريقيا بعد الحرب الأوكرانية.. وهل هناك مجالات تعاون بين جامبيا وروسيا؟

النظرة الروسية إلى أفريقيا وتحديدًا نظرة بوتين تغيرت من قبل الحرب الأوكرانية الروسية بفترة كبيرة، وبدليل وجود القمة الروسية الأفريقية، فبوتين يعلم أهمية أفريقيا في المواد الخام والاستثمار والتقارب الاقتصادي، وذلك من قبل الحرب، ولذلك كان هناك اهتمام روسي صيني بالقارة السمراء من قبل.

-هل هناك تعاون بين روسيا وجامبيا؟

هناك سفارات موجودة وتعاون مثل أي دولة أخرى.

-من نتائج قمة الإيكواس الأخيرة تفعيل قوة الاحتياط... تفعيل قوة الاحتياط.. ماذا تعني؟

في ظل 4 الانقلاب المتتالية التي شهدتها غرب أفريقيا خلال فترة وجيزة، والتي كانت تمثل كارثة للإيكواس، ولدى المجموعة قوانين خاصة بها ولا سيما للانقلابات العسكرية، لذلك قوة الاحتياط بمثابة ظهير في حال تدخل الإيكواس عسكريًا، لمواجهة الانقلابات، ومنعها من الانتشار في دول غرب أفريقيا، فالشعوب تميل إلى الاستقرار ولا تريد الانقلابات والاضطرابات، فقوة الاحتياط تمثل سلاح ردع لما يحدث.

-هل هناك قوات أجنبية في قوة الاحتياط في الإيكواس؟

بالطبع لا، فالإيكواس لديه قوات خاصة به، وتعد نيجريا وغنانا من أكبر الجيوش الموجودة فيه، وفرنسا لها قوات عسكرية في غرب أفريقيا موجودة بمفردها.

-ما هى رويئتك المستقبلة لأزمة النيجر؟

لا بديل عن الحل الدبلوماسي لإنهاء الصراع بالنيجر، ومن المتوقع جلوس قادة الانقلاب مع الإيكواس خلال الفترة المقبلة للتوصل لحل سياسي لخروج الدولة من هذه الأزمة منتصرة، لذلك يجب الإجابة على سؤال ما المقابل الذي يعود على شعب النيجر في سبيل حصول فرنسا على ثروات وموارد طبيعية ومعادن وخاصة اليورانيوم الذي يمد فرنسا بأكملها بالكهرباء؟ ولا بد من إجابة قبل التفكر في حلول دبلوماسية.

-كيف تنظر إلى الرد الفرنسي على انقلاب النيجر؟

ماكرون يهدد بالتدخل العسكري، وأنا لا أتوقع تدخلًا عسكريًا فرنسيًا في هذا التوقيت، فهو يريد استعادة النظام السابق من أجل مصالحه.

-في حال تدخل قوات فاجنر الروسي بالنيجر... كيف ستكون المعادلة؟

قوات فاجنر لا يمكن أن تتدخل إلا إذ مجموعة الإيكواس أو القوات الفرنسية تحديدًا تدخلت عسكريًا، وهذا هو التوقيت الوحيد الذي يمكن أن نتوقع تدخل قوات فاجنر وتم التلويح لها، فهناك أصابع روسية في الصراع لم تعد خفية.

ولذلك تدخل قوات فاجنر مرهون بتدخل الإيكواس أو القوات الفرنسية عسكريًا.

-كيف تنظر إلى جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة؟

كان انضمامي لجمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة في 2020 منذ بدايتها، ولكن مشاركتي معها قليلة نظرًا لعامل الوقت، فالجمعية واعدة وهو سبب وجودي بها، وترؤسي للعام الثالث على التوالي للجنة التجارة الدولية والعلاقات الخارجية.

وأًصبحت الجمعية الآن تمتلك 22 ممثل بأفريقيا في فترة وجيزة، والعديد من رجال الأعمال المصريين والأفرقة المتميزون، حيث نفذت الكثير من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون، وأقامت المنتديات بين الدول الأفريقية المختلفة مثل نيجيريا وجامبيا غانا، فهى ولدت عملاقة ومستقبلها سيكون بلا حدود في أفريقيا.

-ما هو أبرز أعمال الجمعية خلال الفترة الماضية؟

توقيع اتفاقيات ساهمت في خروج الأسمنت المصري لغرب أفريقيا، بالإضافة إلى الاجتماع الذي عقد وشارك فيه أكثر من 140 رجل أعمال نيجيري، وهناك زيارة حاليًا للمقالون العرب موجودة في دولة جامبيا، وأيضًا الشهر المقبل هناك زيارة أكبر لعمل مشاريع في البنية التحتية.

-ما حجم استثمارات المقاولون العرب بجامبيا؟

المقاولون العرب كانت موجود وخرجت، لكن حاليًا ذهبت لجامبيا لمعرفة المشروعات المتاحة، وهناك مشاريع موجودة في جامبيا بأكثر من نصف مليار دولار بتمويلات ذاتية وخارجية، وأتمنى أن يكون لشركة المقاولون العرب نصيب من هذه المشاريع الخاصة بالبنية التحتية.

- من المعروف أن دولة جامبيا تعتمد بشكل كبير على السياحة.. كم بلغت عائدات السياحة خلال العام الماضي لدولة جامبيا.. وبنسبة كام تساهم في الناتج المحلي الإجمالي... وهل هناك سياح مصريين يقصدون جامبيا وكم يبلغ عددهم؟

عائدات السياحة تمثل أكثر من 40% للاقتصاد الجامبي، لأنها دولة سياحية ولديها موقع استراتيجي على المحيط الأطلنطي، وتسمى المكان المبتسم في أفريقيا، فلديها شعب ودود مبتسم دائمًا.

وقطاع السياحة بالدولة لا يزال يحتاج إلى أعمال تطوير أكبر، وزيادة عدد الفنادق السياحية والمطارات وخطوط الطيران، لكن حاليًا تشكل نسبة تتراوح بين 40% إلى 50% من حجم العائدات، والزراعة تمثل النسبة الباقية.

أما بالنسبة للسياح المصريين بدأوا في التواجد ولكن ليس بأعداد كبيرة، لأن الموقع الجغرافي لجامبيا بعيد نسبيًا عن مصر وعدم وجود طيران مباشر يجعلها الوجة السياحية الأقرب للأوروبيين، و90% من السياحة اتحاد أوروبي والـ10% الباقية موزعة على الدول العربية والأفريقية والآسيوية.

-برأيك ما هى أهم المشروعات التي تحتاجها دولة جامبيا؟

حاليًا كل التركيز على البنية التحتية التي تشمل الطرق الكهرباء وتوصيلات المياه، فهى بالفعل متهالكة وتمثل أولوية للدولة خلال الفترة المقبلة، لذلك هذا أفضل وقت للمقاولون العرب وغيرها من الشركات المصرية للاستثمار في مشروعات البنية التحتية بجامبيا.

-ما هى أهم الحوافز والتسيرات التي تقدمها الدولة للمستثمرين؟

الحوافز والتيسيرات تتحدد وفق نوع الاستثمار فالزراعي والصناعي لديهم تيسيرات كبيرة، وتتمثل في الإعفاء الكامل من الضرائب لمدة 5 سنوات وأكثر، بجانب تقديم أراضي المشاريع بدون مقابل أو بسعر رمزي، فمناخ الاستثمار في جامبيا متميز ومن أسهل الدول التي لديها أنظمة استثمار مريحة لأي مستثمر.

-ما نسبة المستثمرين العرب بجامبيا؟

النسبة الأكبر في المستثمرين العرب في أفريقيا أو في غرب أفريقيا هى للشعب اللبناني المتواجد منذ سنوات، حيث ظلت الجالية اللبنانية تشكل 40%، وهناك جنسيات أخرى تهتم بالاستثمار في أفريقيا أكثر من العربية.

-وماذا عن استثمارات الخليج في أفريقيا؟

بالطبع الخليج لديه استثمارات كبيرة في أفريقيا، ولكن لا يزال يحتاج إلى استثمارات أكثر خاصة وأنها أفريقيا لديها العديد من الفرص الاستثمارية والموارد الطبيعية غير متاح في دول أخرى.

-ماذا عن استعدادات جامبيا لتنظيم قمة التعاون الإسلامي... وعدد الدول المقرر مشاركتها في هذه القمة.. وما هى أهم الملفات المطروحة على طاولة هذه القمة؟

جامبيا مستعدة ولكن خلال السنوات الماضية أزمة كوفيد- 19 أجلت مشاريع البنية التحتية الخاصة باستقبال والوفود وزعماء الدول الإسلامية، وتم التأكيد الآن على انعقاد القمة الإسلامية في منتصف ديسمبر المقبل بمشاركة جميع بلاد العالم الإسلامي التي تقدر بـ 57 دولة، وسوف يتم خلالها مناقشة جميع الملفات الإسلامية، ولكن أجندة القمة لم تطرح بعد، فجامبيا كدولة مستضيفة للقمة في أتم الاستعداد.

-كيف تحقق دولة جامبيا الاستفادة من استضافة القمة الإسلامية؟

بالطبع جامبيا استفادت من خلال المشاريع التي تم تنفيذها في البنية التحتية بمساهمة دول العالم الإسلامي، وأيضًا ستكون الاستفادة أكبر فور وصول الوفود إليها، وسوف نرى دولة إسلامية مضيافة لديها إرادة كبيرة للتطوير، بشعب مسلم ومحب للدول العربية والإسلامية.

-هل هناك جالية جامبية في مصر؟

الأزهر الشريف يقدم منح للطلاب، فأغلب الجالية الجامبية الموجودة في مصر طلابًا في جامعة الأزهر والجامعات الأخرى.

-عددهم كام تقريبًا؟

عدد طلاب جامبيا في مصر يتراوح بين 500 إلى 1000 طالب منهم أشخاص تخرجوا من الجامعة ولا يزالون في مصر، وهذا العدد في زيادة سنوية بسبب استمرار وزيادة المنح المقدمة سنويًا من الأزهر.

-ما عدد المنح التي يقدمها الأزهر لدولة جامبيا سنويًا؟

نحو 18 منحة من الأزهر سنويًا ومرشحة للزيادة، والجامعات المصرية الوطنية كانت تقدم منح في السابق ولكن الآن متوقفة.

-من منطلق أننا نعيش في قارة واحدة..ما موقف دولة جامبيا من الأزمة السودانية.. وكيف السبيل لإنهاء الصراع؟

للأسف كل يومًا تزداد الأزمة تعقيدًا، وكما طالت أشتد التعقيد أكثر فأكثر، والأخبار التي وصلتنا من أشقاؤنا السودانيين غير مطمئنة فقوات الدعم السريع للأسف مسيطرة على الخرطوم العاصمة بشكل كبير.

ولا أرى أي بصيص أمل للحل العسكري الموجود حاليًا فلا بد من مائدة الحوار وحل دبلوماسي سريع فلكما طل الوقت ازدادت الأزمة تعقيدًا.

-هل الأزمة السودانية أثرت بشكلًا أو بآخر على دولة جامبيا؟

المسافة الكبيرة بين جامبيا والسودان جعلها بعيدة عن هذه الأحداث، والتأثير المباشر كان على طلاب دولة جامبيا الموجودين في السودان، والذي يقدر عددهم 64 طالبًا بجامعة الأفريقية التي تقدم منح لجميع دول القارة الأفريقية، وتم إجلاؤهم بمساعدة المملكة العربية السعودية.

-برأيك هل تغيرت نظرة مصر إلى أفريقيا بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي قيادة البلاد؟

كان هناك تراجع كبير في حكومة الرئيس السابق محمد حسني مبارك في التعامل مع أفريقيا في جميع المجالات، وظهر هذا بوضوح شديدًا، ولكن منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي شهدت أفريقيا تغيرًا ملحوظًا في التعامل مع مصر على مستوى التصدير والاستثمارات والشركات المصرية التي تقوم بمشاريع في أفريقيا.

نتيجة الدعم السياسي من الرئيس عبد الفتاح السيسي بنفسه، والمنتديات التي عقدت والزيارات الرئاسية المتبادلة بين الزعماء الأفارقة، ولأول مرة نرى رئيس مصري يذهب إلى الغرب الأفريقي والشرق، فهناك تقارب أفريقي واضح على جميع المستويات السياسية والتجارية والدبلوماسية.

-هل هناك أي مشاريع كبرى قامت بها مصر في جامبيا؟

أكبر استثمار نفذته مصر بدولة جامبيا كان في مجال الصحة من خلال بناء أكبر مستشفى باستثمار 100% مصري وأطباء وكوادر بشرية مصرية، فهو مشروع مهم لجامبيا.

-هل يمكنك أن تحدثنا عن دولة جامبيا... عدد سكان الدولة أهم العادات والتقاليد أشهر المحاصيل وأبرز المنتجات التي تصدرها؟

عدد سكان جامبيا يبلغ نحو 2.5 أو 3 ملايين نسمة طبقًا لآخر إحصائية، منهم 96% مسلم شعب ودود مضياف جدًا، وجامبيا هى دولة صغيرة في غرب أفريقيا كانت مستعمرة بريطانية، أغلب اعتمادها على السياحة.

وأهم المحاصيل الفول السوداني والكاجون، فيها بعض المعالم السياحية مثل كونتا كنتي أول سلاف عبد في العالم خرج من دولة جامبيا فصنعوا له جزيرة التي تعد من المعالم السياحية المعروفة التي يحرص السياح على رؤيتها، وهناك أيضًا محمية للطيور من أجمل المحميات في العالم بالإضافة إلى بحر ونهر جامبيا ما يجعلها في موقع متميز.

-ما هى رسالتك للمستثمرين المصريين حول فرص العمل في دولة جامبيا؟

رسالتي إلى المستثمرين أن جامبيا يمكن أن تكون بوابة لدول غرب أفريقيا وبداية سهلة وبسيطة للاستثمار، فهى محطة للدول الأخرى المجاورة بسبب الموقع المتميز، وقربها من مالي التي لا تمتلك ميناء يجعل حركة تجارتها من خلال جامبيا.

-كم عدد السفن التي تستقبلها موانئ جامبيا؟

جامبيا تعاني من مشاكل في الميناء كالعديد من دول غرب أفريقيا، فالميناء متكدس بالسفن؛ لأنها تخدم بجانب جامبيا جنوب السنغال ومالي وغنيا، وحاليًا هناك ميناء جديدة يجري بنائه لحل أزمة تكدس السفن التي بدأت منذ أكثر من عام.

ويعاني الميناء خلال الوقت الحالي من نقص غير طبيعي لدرجة أن السفن يمكن أن تقف ليوم أو اثنين حتى يمكنها الدخول إلى الرصيف، لذلك أصبح وجود ميناء جديد من أولويات الدولة، ونتيجة لذلك تم الاتفاق مع شريك استراتيجي وتوقيع العقود لبناء ميناء جديد سيتم الانتهاء منه خلال سنتين أو 3 سنوات.

-كيف تقلدت منصب سفير متجول لجامبيا وأنت مصري الأصل؟

أسرتي حصلت على الجنسية الجامبية في 1998، بحجم استثمارات ولدي هناك، والتحقت بالجامعة الوطنية لدولة جامبيا، وتخرجت في 2006، وكانت هذه أول دفعة وطنية تتخرج من هذه الجامعة، لذلك كانت محل تقدير واعتزاز من الرئيس السابق للدولة، لأنها أول جامعة قام بتأسيسها.

وفي عام 2015 تم تعييني بوزارة الخارجية الجامبية في منصب قنصل شرفي، وفي 2018 منحني الرئيس الحالي صلاحيات سفير متجول لدولة جامبيا.

-كلمة أخيرة للإعلام المصري؟

أولًا تحياتي لك أنت؛ لأنك قمت بدراسة الدولة موقعها ومواقفها قبل إجراء الحوار، وربنا يوفقكم وبرافو عليكم اهتمامكم بأفريقيا الفترة المقبلة، سيكون له مردود على الناس في تغير نظرتهم القديمة تجاه أفريقيا