ظاهرة السراب | ما هي أسباب حدوثها وأنواعها؟

يبحث الناس عن تفسيرات لرؤيتهم مياه علي مسافة بعيدة، وعند الاقتراب إلي الماء يكتشفوا عدم وجوده، ولايوجد دليل علي وجود ماء في هذا المكان من قبل، وتزداد غرابتهم وتكثر دهشتهم أكثر لما شاهدوه، وهو ما يجعلهم يتساءلون ما هذه الظاهرة وما هي أسبابها؟.

ما هي هذه الظاهرة؟

ظاهرة السراب : هي ظاهرة بصرية وهمية،  تحدث نتيجة الارتفاع  في درجة الحرارة وشدتها، وسبب حدوثها بسبب الظروف البيئية المحيطة بالمنطقة، بوجود الأرض المستوية، واختلافات في معامل الانكسار، مما تبدو كالماء الموجود علي الأرض، حيث تعكس صورًا غير حقيقة للأجسام وكأنها مُنعكسة عن سطح مرأة، وقد سميت الظاهرة السراب، لأن الضوء يسرب "يجري" كالماء.

أسباب " ظاهرة السراب "

تحدث الظاهرة بسبب مرور الضوء من الهواء البارد عبر حدود حادة إلي جو أكثر دفئًا، فالهواء البارد أكثر "ثقلاً "أو كثافة من الهواء الساخن، مما يزيدو  مساعدة علي الإنكسار، فتنحني الأشعة الضوئية بعيدًا عن اتجاه الانحدار في درجة الحرارة، وعند مرور أشعة الضوء من السخونة إلى البرودة ينحني الضوء باتجاه الانحدار، أما إذا كان الهواء القريب من سطح الأرض أكثر دفئًا من الأعلى في المستوى، هنا ينحني الضوء في شكل (مسار صاعد).

 وعند وصول شعاع الضوء إلى عين المشاهد، تفسرها العين كأنه تسير في خط مستقيم تمامًا على طول خط الأفق إلى أن يصل إلى العين، ولكن هذا الخط هو في الحقيقة ميلان لمسار الأشعة، التي تأخذها العين عند تلك النقطة، و في هذه الحالة التي يكون فيها الهواء قريبًا من سطح الأرض يكون أكثر برودة من المستوى الأعلى منه، لذلك تنحني أشعة الضوء إلى الأسفل، لتنتج الصورة العلوية.

مثال في القرأن الكريم عن ذكر"  ظاهرة السراب" 

قال تعالي { وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّىٰ إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ ۗ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ}  سورة النور

وتفسيرها { والذين كفروا بالله أعمالهم التي عملوها لا ثواب لها مثل السراب بمنخفض من الأرض يراه العطشان فيظنّه ماءً، فيسير إليه حتى إذا جاءه ووقف عليه لم يجد ماءً، وكذا الكافر يظن أن أعماله تنفعه حتى إذا مات وبُعِث لم يجد ثوابها، ووجد ربه أمامه فوفّاه حساب عمله كاملًا، والله سريع الحساب }.

التفسير العلمي " لظاهرة السراب "

وعندما تسطع أشعة الشمس في أيام الصيف الحارة سواًء في الصحراء أم على الطرق المرصوفة، حيث ترتفع درجة حرارة الأرض، كما ترتفع درجة حرارة الطبقة الهوائية القريبة من سطح الأرض، فتتمدد وتقل كثافتها، كذلك كثافتها الضوئية ومعامل انكسارها، وإذًا  يزداد معامل انكسار الهواء تدريجيًا كلما ارتفعنًا إلى أعلى حيث الهواء البارد.

أنواع " ظاهرة السراب " 

- السراب المحدود :

السراب السفلي أو السراب الأدنى : تكون الصورة المشاهدة تحت الصورة الحقيقية، وتكون الصورة الحقيقية صورة السماء الزرقاء، أو شيء في الأفق، أي أننا نرى صورة لشيء لامع على الأرض على مدى البصر، 

ومنه نوعان :

• السراب الصحراوي : ويحدث هذا النوع من السراب في الصحراء نتيجة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة والتي بدورها تنعكس على رمالها، فتصبح في حالة متوهّجة، لتأخذ في شكلها سطحاً مائياً أمام الناظر إليها، ليعكس صورًا وهمية تمثل انعكاس المسافة الممتدة أمامه، وذلك لأن كثافة الهواء القريبة من الأرض أقلُ من كثافة الطبقة العلوية، مما يجعل الضوء المنعكس على شكل قوسٍ منحنٍ، ويمتد أمام الشخص إلى المالانهاية بسبب الحرارة الشديدة، فكلما اقترب منه يبتعد عنه.

• السراب في المدن : يحدث السراب في المدن، وخصوصاً على الطرق المعبّدة بالإسفلت، نتيجة ارتفاع درجة حرارتها عند تعرّضها لأشعة الشمس الساطعة، لكنّ هذا النوع يظهر فيه الإسفلت كأنه مغطّىً ببركة ماء، لأن لونه أسودُ داكنٌ، فيُدرِك الناظر أنّها خدعةٌ بصريّة، فكلما اقترب منها ابتعدت عنه، إلا أنّ المسافة تكون ثابتة بينهما.