يبدو أن الواضح من عنوان هذا اليوم أنه يوم لتقدير قيمة العمل الإنساني وجهود العاملين في هذا المجال الذين لا غاية لهم سوى إنقاذ الأرواح, وتوفير مستلزمات الحياة الأساسية لمحتاجيها، وقد اختارته الأمم المتحدة، لأنهم يقفون جنبًا إلى جنب مع أبناء المجتمعات التي يخدمونها, ويجلبون لها الأمل.
كما قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة باختيار هذا اليوم "19 أغسطس" من كل عام ليحتفل به المجتمع الإنساني, ويجتمع فيه الناس لتكريم العاملين في هذا المجال وتقدير جهودهم من جميع أنحاء العالم, الذين يسعون جاهدين لتغطية الاحتياجات العالمية المتزايدة, بغض النظر عن الأخطار أو المشقة، بل ويغامرون في عمق المناطق المنكوبة وعلى الخطوط الأمامية للنزاع فقط لإنقاذ الأشخاص, ومساعدة المحتاجين في أنحاء العالم وحمايتهم فما قصة اختيار هذا اليوم بالأخص؟.
الحادث المأساوي في "19 أغسطس" :
في مثل هذا اليوم "19 أغسطس" من عام 2003م في دولة العراق, وبعد أشهر قليلة من الغزو, قام بعض الأفراد المنتمين لتنظيم يسمى بالتوحيد والجهاد بزعامة "أبو مصعب الزرقاوي" (والذين تبنوا الحادث فيما بعد في أبريل 2004م) بتفجير مبنى الأمم المتحدة الواقع في فندق القناة ببغداد في هجوم انتحاري لأحدهم مستعملًا سيارة مفخخة.
ما أسفر عن مقتلِ 22 شخصًا من بينهم البرازيلي "سيرجو فييرا دي ميلو" الممثل الخاص للأمم المتحدة في العراق (والذي كان قد عمل لأكثر من ثلاثة عقود لمساعدة ضحايا الحروب والنزاعات), وجرح ما يزيد عن 100 شخص من بينهم المحامي والسياسي "أمين مكي مدني".
أثر تفجير "19 أغسطس" على على الأمم المتحدة :
وقد استهدف الانفجار بعثة الأمم المتحدة, والتي كان قد تم إنشاؤها قبل خمسة أيام فقط، مما أدى الى انسحاب معظم موظفي الأمم المتحدة البالغ عددهم 600 موظف من العراق في خلال أسابيع، كما كان لهذه الحوادث تأثير كبير وطويل الأمد على الاحتياطات الأمنية للأمم المتحدة على مستوى العالم.
سبب اعتماد الأمم المتحدة لهذا اليوم كيومٍ عالمي للعمل الإنساني:
منذ ذلك الوقت اعتبرت المتحدة يوم التاسع عشر من أغسطس يوم الاحتفال بالعمل الإنساني حول العالم، وذلك للتوعية بأهميته في حياة الأشخاص، والدعوة إليه في كل الدول، كما توجه إلى ضرورة احترامه وإبعاده عن الصراعات المسلحة في الدول التي تشهد توترات عسكرية.