"الشيء أما يزيد عن حده ينقلب ضده", يعتبر هذا أكثر مثل ينطبق على هذا التوقيت الزمني الذي نجده بالتزامن مع تصدر "التسمم المائي" التريند، سوف نستعرض لكم, هل شرب القليل جدًا من الماء أو الكثير منه الأكثر صحة أم لا؟.
تعتبر المياه هي الوسيلة الوحيدة التي قال الله سبحانه وتعالى عليها في كتابه العزبز: "وجعلنا من الماء كل شيء حي", لأنها من الطرق السهلة والبسيطة لإعطاء جميع الفوائد لجسم الإنسان، كما ينصح بها جميع الأطباء, ويوجد بها فوائد للبشرة والمعدة والقلب وجميع أعضاء الجسم، ولكن سيطرت الحيرة على الكثير بعدما "توفت آشلي سمرز"، صاحبة الـ 35 عاما أثناء تواجدها في إجازة مع أسرتها في بحيرة "فريمان" بأمريكا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
يعتبر تسمم الماء من الأشياء الأقل شيوعًا، ولكن حدوثها يكون خطيرا على حياة الإنسان, بسبب ظهور أعراضها سريعًا, بسبب اختلالات الإلكتروليت الحرجة، ويحدث تسمم الماء أو الإفراط في الماء عندما يستهلك الفرد كمية زائدة من المياه، وذلك يؤدي لتخفيف الإلكتروليتات الأساسية في مجرى الدم، كما يؤدي عدم التوازن هذا إلى تعطيل التوازن الدقيق للجسم، مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة مختلفة, وقد تشمل الأعراض الخفيفة عند الإصابة: "الصداع والغثيان والارتباك"، والتي يمكن أن تتفاقم إلى مظاهر أكثر شدة مثل القيء والنوبات وحتى الغيبوبة في الحالات القصوى.
ويُعد هذا بسبب وجود واحد من المعادن هو الصوديوم، خارج وداخل الخلية بدرجات مختلفة يسهل حركة المواد من وإلى الخلية، في حالة استهلاك كميات ميه كبيره، عندها يحدث تخفيف لنسبة الصوديوم وينتج عنه خلل في وظائف الخلية, وبالتالي يزيد حجم الخلي لتأخذ مساحه أكبر, لكن عندما تكون في مساحة صغيرة تؤثر على العضو وتفقده وظائفه.
وعلى الرغم من أهمية الماء إلا أن هناك حالة واحدة فقط يعتبر فيها شرب المياه خطرا يهدد حياة الإنسان, وتسمى بـ" التسمم المائي" وهي حالة نادرة جدا, لأنها عبارة عن اضطراب في وظيفة الدماغ ناتج عن الإفراط في شرب الماء، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة كمية الماء في الدم، الذي بدوره يخفض الصوديوم، فإذا انخفضت مستويات الصوديوم عن 135 ميلي مول في اللتر، فإن هذه الحالة تعرف من قبل الأطباء بنقص الصوديوم في الدم, وتسبب الآتي:-
▪تسبب مشكلة صحية كبيرة فيتعرض لها الأشخاص الذين يشربون كمية هائلة من الماء دفعة واحدة، ما يؤدي إلى اختلال الإلكتروليت التي تحتوي على أيونات حرة تشكل وسطًا ناقلًا للكهرباء، وينجم عن هذا اضطراب شديد في عمل المخ قد يؤدي إلى الوفاة.
▪وتتسبب كميات المياه الهائلة التي تشرب على دفعة واحدة في انخفاض تركيز الأملاح بالدم، ما يؤدي إلى اندفاع الماء في الخلايا، خاصة خلايا المخ، ما يؤدي إلى تضخمها، ومن ثم تضغط على السطح الداخلي للجمجمة، مؤدية إلى صداع شديد وغثيان وقيء.
▪وفي حال كان التسمم المائي شديدا فقد يؤدي إلى الغيبوبة والوفاة، وأكثر الناس عرضة لذلك هم الجنود والرياضيون الذين غالبا ما يتم الخلط في حالتهم بين أعراض التسمم المائي والجفاف، ما يتسبب في موتهم بعد بذل جهود مفرطة لإعادة ترطيب أجسامهم.
▪وتتراوح كمية الماء القادرة على تهديد حياة الإنسان من 10 إلى 20 لترا خلال ساعات قليلة، ويختلف ذلك من شخص لآخر حسب كفاءة الكلى، فالكلى البشرية الطبيعية تستطيع تصفية لتر واحد من الماء كل ساعة، الأمر الذي يختلف لدى المصابين بأمراض الكلى.
ماذا يحدث بسبب قلة تناول المياه؟.
يحدث جفاف عندما يفقد الجسم سوائل أكثر مما يأخذ، مما يؤدي إلى عدم كفاية الماء لدعم وظائف الجسم الطبيعية، و يمكن أن ينتج الجفاف عن عدة عوامل مثل "التعرق المفرط أو الإسهال أو القيء أو عدم كفاية تناول السوائل", وقد تشمل الأعراض الأولية للجفاف" العطش وجفاف الفم والدوخة والتعب"، والتي يمكن أن تتطور إلى مضاعفات خطيرة بما في ذلك فشل الأعضاء إذا تم تركه دون علاج.
نقص المياه وكثرة تناول المياه يسببان أخطر أمراض:
يمكن أن يكون كل من تسمم الماء والجفاف أمرين خطرين، ولكن تختلف شدتهما واحتمالية الوفاة بناءً على مدى الاختلال، حيث يمكن أن يتسبب الجفاف الشديد في اختلال التوازن والفشل الكلوي ومضاعفات أخرى تهدد الحياة، كما إنه يشكل خطرًا كبيرًا، بالنسبة للفئات الضعيفة مثل الرضع وكبار السن والأفراد المصابين بأمراض مزمنة.
وتسمم المائي يمكن أن يكون أكثر خطورة على الحياة بسبب ظهوره السريع لاختلالات الإلكتروليت الحرجة، فعندما تنخفض مستويات الإلكتروليت بشكل خطير يمكن أن يؤدي ذلك إلى فشل الأعضاء وتورم الدماغ، مما يؤدي إلى غيبوبة وفي النهاية يتسبب في الموت، لأن عندما يقوم شخص باستهلاك كمية زائدة من الماء وتبدأ خلايا دماغه الانتفاخ يزداد الضغط على الجمجمة، مما يسبب أعراض التسمم المائي, ونجد بذلك أن الجفاف أقل ضررًا, بسبب عدم السرعة في التعرض للوفاة على علي عكس تناول الكثير من المياه، ولكن يجب الاعتدال في الأمر