خاص| إحياء عملية المصالحة الوطنية.. أبرز أهداف قمة الرئيس السيسي وأبو مازن

الاثنين 31 يوليو 2023 | 06:15 مساءً
الرئيس السيسي ونظيره الفلسطيني
الرئيس السيسي ونظيره الفلسطيني
كتب : أحمد عبد الرحمن

بحث الرئيس عبد الفتاح السيسى مع نظيره الفلسطيني الرئيس محمود عباس، سبل تنسيق المواقف والرؤى إزاء عدد من الموضوعات المرتبطة بالقضية الفلسطينية، بعد استضافة مدينة العلمين الجديدة، اجتماع مؤتمر الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية بدعوة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وبمشاركة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس, لبحث إنهاء الانقسام، وتوحيد القوى الفلسطينية لمواجهة المخططات التي تعمل على تنفيذها حكومة نتنياهو.

وأكدت بعض القيادات الفلسطينية على هامش حوارهم لجريدة «بلدنا اليوم» أن الفصائل الفلسطينية اتفقت خلال المؤتمر على تشكيل لجنة من كافة الفصائل لمتابعة المناقشات وكافة القضايا لإنهاء الانقسام الذى نتج عن انقلاب حركة حماس عام 2007.

وأشاروا إلى أن زيارة الرئيس محمود عباس إلى تركيا جاءت لإحياء ملف المصالحة الوطنية، وتقريب وجهات النظر بين الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية للتوصل إلى نتائج ملموسة لاجتماع الأمناء العاملين للفصائل الفلسطينية الذي عقد بالقاهرة.

الحرازين: يجب إعلان المصلحة وانطواء الجميع منظمة التحرير الفلسطينية

وقال الدكتور جهاد الحرازين، القيادي في حركة فتح، إن انعقاد لقاء قادة الفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين بجمهورية مصر العربية يأتي فى سياق الدعوة التي وجهها الرئيس أبو مازن لقادة الفصائل للالتقاء بمصر وكانت الاستجابة المصرية السريعة لعقد هذا اللقاء.

وأضاف الحرازين في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الظروف والمنعطفات التي تمر بها القضية بحاجة إلى وحدة وطنية وموقف فلسطيني موحد قادر على مواجهة المخططات التي تعمل على تنفيذها حكومة نتنياهو على الأرض وخاصة أننا أمام حكومة يمين متطرف تضع نصب أعينها ضرورة السيطرة الكاملة على القدس والضفة وتهويدها بالكامل.

وأشار القيادي بحركة فتح إلى أن هذه التحديات تتطلب اجتماعًا الموقفال فلسطيني، مضيفًا أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة من كافة الفصائل لمتابعة المناقشات وكافة القضايا لإنهاء الانقسام الذى نتج عن انقلاب حركة حماس عام 2007.

ودعا إلى إعلان المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية وانطواء الجميع تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف بميثاقها واتفاقياتها وفق حالة من الوحدة الفلسطينية مع التأكيد على ضرورة وجود حكومة وحدة وطنية تعمل على تلبية متطلبات الشعب الفلسطينى وإزالة آثار الانقسام والعمل على توحيد مؤسسات السلطة والنظام الفلسطيني وليس أن تجلب حصارًا جديدًا على الشعب الفلسطيني.

وأوضح الدكتور جهاد الحرازين، أن المصالحة الوطنية تتطلب تجاوبًا من الفصائل مع رؤية الرئيس أبو مازن الذى يسعى بكافة السبل لتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني والحصول على حقوقه الوطنية المشروعة دون تنازل أو تفريط بالثوابت الوطنية الفلسطينية.

وذكر أن المصالحة الوطنية مشوار كبير من العمل ويتطلب المزيد من الجهد والتوافق من قبل الفصائل لتحقيق الوحدة وسحب الذرائع من نتنياهو وحكومته المتطرفة بعدم وجود شريك فلسطيني، مشددًا على ضرورة أن يكون هناك سلطة شرعية واحدة وحكومة وسلاح واحد ضمن إطار القانون مع ضرورة مواصلة المقاومة الشعبية كسبيل فى مواجهة الاحتلال.

وقال إنه يمكن البناء على هذا المؤتمر ومخرجاته والعمل عليها وتطويرها بحالة من النضوج والوعي السياسي بالمخاطر المحدقة بشعبنا الفلسطينى ومواجهة التحديات ضمن آليات وطنية بحتة قادرة على تحقيق الوحدة ومساندة المسار السياسي والقانوني والدبلوماسي الذي تقوده القيادة الفلسطينية لإنهاء الاحتلال ومحاسبته على جرائمه التى ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني.

تيم: زيارة الرئيس الفلسطيني لأنقرة لتزليل العقبات أمام اجتماع القاهرة

وبدوره قال زيد تيم أمين سر حركة فتح في هولندا، إن زيارة محمود عباس لتركيا جاءت من أجل تقريب وجهات النظر بين الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لتزليل العقبات أمام اجتماع الأمناء العاملين للفصائل الفلسطينية الذي عقد بالقاهرة وطالب بضرورة تحقيق المصالحة الوطنية.

وأضاف أمين سر حركة فتح في هولندا في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن زيارة الرئيس محمود عباس لأنقرة تأتي في توقيت هام على صعيد القضية الفلسطينية، لتأخذ تركيا دورًا أكبر تجاه فلسطين في التصدي لاعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني.

وأكد أمين، أن الزيارة تهدف إلى مساندة تركيا لفلسطين في ملف محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية من أجل محاكمة دولة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي تقوم بها خلال الفترة الحالية والسابقة، مشيرًا إلى أن إسماعيل هنية يقيم الآن في تركيا ما يشير إلى تقارب وجهات النظر بين أنقرة والرئيس الفلسطيني ليكون اجتماع القاهرة ذا نتائج مهمة في ظل صعوبة الوضع العربي والعالمي.

وأشار زيد تيم إلى أن الزيارة الفلسطينية لأنقرة تحمل بعدًا اقتصاديًا لدعم السلطة ومنظمة التحرير الفلسطينية في ظل صعوبة الأوضاع العالمية الاقتصادية بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

وأوضح أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية جاء بناءًا على طلب هنية، مشيرًا إلى أن الرئيس عباس أكد خلال اللقاء على ضرورة انضمام جميع الفصائل الفلسطينية لمظلة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويكون خيار المقاومة السلمية هو القائمة، وشرعية السلطة الوطنية الفلسطينية هى الشرعية الواحدة فقط لفلسطين.

وأشار إلى أن الرئيس الفلسطيني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس استعرضا خلال اللقاء بتركيا جميع القضايا الهامة بين الطرفين من أجل أن يكون هناك وحدة فلسطينية وتحضير جيد لاجتماع الأمناء العاملين للفصائل الفلسطينية الذي عقد بالقاهرة وطالب بضرورة إنهاء الخلافات بين الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا أن قوة فلسطين في وحدة جميع الفصائل وتفرقهم ضعف.

هواش: الزيارة تأتي في سياق إعادة نظر تركيا لسياساتها الإقليمية

ومن جانبه قال محمد هواش المحلل السياسي الفلسطيني، إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى أنقرة تأتي في المقام الأول في سياق إعادة نظر تركيا لسياساتها الإقليمية بعد إعادة انتخاب أردوغان وحزب الحرية والعدالة.

وأضاف المحلل السياسي الفلسطيني في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» إن أردوغان يعمل على التوازن في العلاقة مع طرفي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بدعوته عباس ونتنياهو، مشيرًا إلى أن اللقاء يؤكد تمسك أردوغان بالتسوية التفاوضية على أساس حل الدولتين والتحذير من أي تغيير في الوضع الراهن للأماكن الإسلامية المقدسة.

وأشار محمد هواش إلى أن فلسطين تطلب من كل الأصدقاء والدول التي ترغب ولديها القدرة على مساندة رام الله في ملف محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية لمحاسبة دولة الاحتلال الإسرائيلي على الجرائم التي ارتكبتها في حق أبناء الشعب الفلسطيني.

وقال المحلل السياسي، إنه لا أبعاد اقتصادية خاصة أو ذات وزن للزيارة الفلسطينية إلى تركيا، مشيرًا إلى أن أنقرة تقدم عادةً مبادرات للاقتصاد الفلسطيني كمنح تصدير أو استيراد سلع وبناء مدن صناعية.

ويرى محمد هواش المحلل السياسي الفلسطيني، أن حركة حماس لديها أزمة اقتصادية في قطاع غزة وتريد علاقة مع السلطة الفلسطينية تمكنها من إدارة اللجنة الحكومية في غزة من خلال دمج قطاعات خدمات للسلطة الفلسطينية في رام الله، ومحاولة التوافق على تشكيل حكومة فلسطينية بعد اجتماع الأمناء العامين في القاهرة المقرر انعقاده خلال الفترة المقبلة.

الرقب: إحياء علمية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني هدف زيارة عباس

وبدوره قال الدكتور أيمن الرقب، القيادي في حركة فتح، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى تركيا جاءت بناءًا على دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمناقشة ملفين هامين.

وأضاف القيادي في حركة فتح في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الملف الأول هو إحياء علمية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني خاصة أن هناك دعوة أرسلت إلى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة أنقرة قبل نهاية هذا الشهر، مشيرا إلى أن الملف الثاني يتمثل في المصالحة الوطنية الفلسطينية.

وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، أن ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية كان حاضرا بقوة خلال الزيارة حيث تمت دعوة وفد من حركة حماس للقاء الرئيس الفلسطيني في مقر إقامته وتمت مناقشة إحياء عملية المصالحة وإنجازها مشيرا إلى أن موقف حماس كان واضحا.

وحول رد حماس على المصالحة أكد الدكتور أيمن الرقب أن الرد هو: "نحن لن نقبل بتشكيل حكومة تعمل على أساس الشرعية الدولية لأن الاعتراف بالشرعية الدولية هو اعتراف بدولة الاحتلال".

وأشار إلى أن حركة حماس أصرت على رفض تقيد المقاومة والاستقرار على المقاومة الشعبية فقط، مضيفا أن الحركة أكدت أن كل أشكال المقاومة شرعية.

ونوه القيادي بحركة فتح أن موقف الأحرار في فتح وجميع الفصائل الفلسطينية هو عدم تقيد المقاومة الفلسطينية، مشيرا إلى ضرورة شرعنة كافة أشكال المقاومة للتصدي للهجمات الإسرائيلية على أبناء الشعب الفلسطيني.

وأضاف الدكتور أيمن أن فلسطين تدرك أن تركيا ليست المساند القوى لها في المحافل الدولية، وبالتالي لن تطلب دعمها عندما تتوجه إلى محكمة الجنائية الدولية، مشيرا إلى أن الموقف العربي هو الداعم لفلسطين في الجنائية الدولية.

وأكد القيادي بحركة فتح، أن فلسطين لم تتقدم حتى هذه اللحظة بأي ملف للجنائية الدولية نتيجة ضغط أمريكي إسرائيلي؛ معللا السبب إلى دفع فلسطين الثمن بمزيد من الحصار والضغط على الشعب الفلسطيني، لذلك السلطة لم تقدم حتى الآن أي ملف ضد الاحتلال للجنائية الدولية.

وأشار إلى أن الزيارة الرئيس الرئيس محمود عباس إلى تركيا كان لها بعد اقتصادي؛ لأن الدولة الفلسطينية تعاني من نقص كبير جدا في الموازنة العامة، والحكومة تعجز عن دفع رواتب الموظفين بشكل كامل.

وأوضح أن ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية مرهق؛ لذلك دعت مصر إلى اجتماع للفصائل الفلسطينية للتوصل لحل نهائي، مضيفا أن تركيا ليست اللاعب الأقوى في ملف المصالحة، وأنما الجغرافيا تفرض الدور القوى لمصر.

اقرأ أيضًا| القمة الروسية الأفريقية 2023 وسيناريوهات المواجهة الغربية والأمريكية لها

اقرأ أيضا