تل أبيب على صفيح ساخن حتى إشعار آخر..وخبراء: "إسرائيل" ستستفز غزة لامتصاص الغضب

الاربعاء 19 يوليو 2023 | 08:26 مساءً
مظاهرات دولة الاحتلال الإسرائيلي
مظاهرات دولة الاحتلال الإسرائيلي
كتب : أحمد عبد الرحمن

تجددت المظاهرت في دولة الاحتلال الإسرائيلي بعد إعلان 100 طيار في السلاح الدفاع الجوي في دولة الاحتلال الإضراب عن العمل احتجاجًا على خطة رئيس الوزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو التي تضم تعديلات لقوانين القضاء والنقابات والجامعات والمجتمعات العلمية والتكنولوجيا والعديد من الهيئات الحكومية.

وقال خبراء لـ «بلدنا اليوم» إن أزمة دولة الاحتلال الإسرائيلي ستستمر وتسفر فى النهاية عن حالة انقسام كبيرة في إسرائيل في ظل توتر العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، كما دعوا الجانب الفلسطيني وقطاع غزة إلى معالجة الأمور بحكمة والابتعاد عن أي عمليات استشهادية أو إطلاق صواريخ حتى لا يتم توحيد الطوائف الإسرائيلية مرة أخرى ويتمكنوا من القضاء على حالة الانقسام التي حدثت.

الفرا: ما يحدث في إسرائيل يكشف عورة الدولة الصهيونية

وقال السفير الفلسطيني السابق لدى القاهرة، بركات الفرا، إن ما يحدث في إسرائيل يكشف عورة هذه الدولة الصهيونية المارقة التي تدعي الديمقراطية ووحدة طوائفها، كما أصبح في إسرائيل دكتاتور اسمه نتنياهو لا يعبأ إلا بمصلحته الشخصية وحماية نفسه من تهم الفساد الموجهة إليه، بحيث لا يحاكم وتكون له حصانة تحميه، وهو ما يعكس إصرار نتنياهو لتطبيق خطة الإصلاح القضائي.

وأضاف السفير الفلسطيني لدى القاهرة في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» وإصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على تطبيق هذه التعديلات القضائية يدفع المعارضة إلى مظاهرات العارمة في تل أبيب وحصار منزل رئيس الوزراء وخروج أصوات تهدد بحرب أهلية صهيونية تؤدي إلى تفكيك الدولة وتكتب نهاية لدولة عمرها ثمانين عام.

وأكد "الفرا" أن هذه الأحداث أرغمت الدكتاتور في النهاية أن يؤجل الموضوع ليلتقط الأنفاس ويجد طريقة للخروج من المأزق ويحقق أهدافه في نفس الوقت، لافتًا إلى أن الأحداث أثبتت هشاشة النظام الصهيوني العنصري، وأن هذه الدولة أضعف بكثير حيثمما يتخيل البعض وخاصة من طبع أو من يحاول التطبيع مع الكيان الصهيوني العنصري.

وأشار السفير الفلسطيني إلى أن ما تشهده إسرائيل له انعكاسات سلبية على الشعب الفلسطيني، مؤكدًا لجوء رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى شن حرب على قطاع غزة، والقيام بالمزيد من المداهمات والاتصالات والقتل بدم بارد كما حدث في نابلس وجنين وحوارة، والذي يعد خير شاهد على الإرهاب الصهيوني في الضفة.

وتابع قائلًا:" إن هذه الانعكاسات تتمثل أيضًا في بناء مزيد من المستوطنات ومزيد من الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وزيادة حدة الاعتداء على القدس والمسجد الأقصى من قطعان المستوطنين، في محاولة للقفز للأمام للخروج من المأزق الذي تعيشه الدولة العنصرية بسبب سياسات الدكتاتور نتنياهو واليمين المتطرفة والإرهابيين أمثال بن غفير وسيموشريتش."

أبو الهيجاء: إسرائيل منذ قيامها بلا دستور بسبب عدم تحديد حدودها

ومن جانبه، أكد الدكتور زياد أبو الهيجاء الكاتب والمحلل السياسي الأردني، أن ما يحدث في دولة الاحتلال لم ولن ينته، رغم الهدنة التي تمت والحوار الذي بدأ.

وأوضح المحلل السياسي في تصريح خاص لجريدة «بلدنا اليوم» أن المشكلة عميقة وخطيرة، والحكومة اليمينية تحاول كسب الوقت ولن تتراجع عن ما تسميه إصلاحات قضائية، وموافقة بن غفير على تأجيل طرح الاصلاحات المزعومة جاء مقايضة مع نتنياهو الذي وافق على إنشاء "الحرس الوطني" بميزانية ضخمة وبإشراف بن غفير، وهذا الحرس سيكون ميليشيا اليمين لقمع الفلسطينيين والمعارضة الإسرائيلية أيضا.

وأكد الدكتور زياد أن المعارضة الإسرائيلية بزعامة لبيد تدرك أن نتنياهو يريد كسب الوقت فقط ولذلك طالب لبيد بإقرار دستور لإسرائيل، وهذه الدولة منذ قيامها بلا دستور، مؤكدًا أن الدستور يجب أن يحدد هوية الدولة هل هي علمانية أم دينية؟ ولم يتم الاتفاق على ذلك حتى الآن.

محلل أردني: الأزمات في تل أبيب بداية تهديد وجودي حقيقي لإسرائيل

وأضاف المحلل الأردني أن الدستور يجب أن ينص بالتفصيل حدود الدولة، التي لم يتم الاتفاق عليها حتى الآن، لأن اليمين المتطرف يؤمن بأن الأردن وجزء من سوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 هي جزء من خريطة إسرائيل، ولذلك أرى أن الأزمات ستتفاقم في إسرائيل وستكون بداية تهديد وجودي حقيقي لها.

وذكر أن تصريح بايدن خلال الفترة الماضية، وتصريحات الأمريكيين والإسرائيليين، تكشف عن أزمة حقيقة في العلاقات ولن تعود هذه العلاقات كما اعتدنا أن نراها دوما، لأن بايدن رغم إقراره بصهيونيته ، إلا أنه لا يستطيع دعم الانقلاب اليميني ضد القضاء والديمقراطية الصهيونية، ولكن لايمكن تغيير نتنياهو أو تبديل سياسته إلا بالتهديد بوقف الدعم المالي لإسرائيل.

فهمي: ما يجري في إسرائيل يحتاج إلى معالجة فلسطينية حكيمة

وأوضح الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن الأوضاع الإسرائيلية خلال الوقت الراهن تعمل لصالح القضية الفلسطينية وليس العكس، لأن هناك حالة من الانقسامات والتظاهرات منتشرة في المجتمع الإسرائيلي وتقدم صورة للعالم أن إسرائيل دولة منقسمة وليس لديها ما تقدمه لإحلال السلام في المنطقة.

وأكدت أستاذ العلوم السياسية في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن ما تشهدت إسرائيل يجعل القضية الفلسطينية تتصدر الوجهة الدولية، ولذلك في حال حدوت عمليات استشهادية فلسطينية أو أطلقت صواريخ من قطاع غزة ستتحول مجرى الأحداث، وتعود بفائدة دولية على إسرائيل في توحيد الشعب الإسرائيلي مرة أخرى والقضاء على عملية الانقسام التي تحدث الآن، مشيرًا إلى أن ما يجري في إسرائيل خلال الوقت الراهن يحتاج إلى معالجة فلسطينية حكيمة.

ودعا الدكتور طارق فهمي الدول العربية إلى إعادة تقديم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، مطالبًا بضرورة توحيد المواقف الفلسطينية بين قطاع غزة ورام الله.

أستاذ العلوم السياسية: التعديلات القضائية كشفت عن أزمة حقيقة بين واشنطن وتل أبيب

وأوضح أن الأحداث الإسرائيلية لن تسفير عن تنحي نظام نتنياهو الحالي بل سيستمر النظام ولكنها ستصبح دولة تعاني من الانقسامات الداخلية بشكل مستمر، مشيرًا إلى أن اندلاع المظاهرات الإسرائيلي من قبل جميع طوائف الشعب جاء بسبب أن خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي للإصلاح تشمل 13 قانون وتصدر المشهد قوانين القضاء والتي يأتي بعدها قوانين الجامعات والنقابات والعمال والهيئات والمجتمعات العلمية والتكنولوجيا وغيرها من طوائف المجتمع الإسرائيلي، مؤكدًا أن الاعتراض ليس فقط على قوانين القضاء كما منتشر داخل القنوات والجرائد العربية.

وذكر أن هذه التعديلات تشمل المجمتع المدني بأكمله انتفاضه الشعب الإسرائيلي جاءت مبكرة ليسجل اعتراض من هذه التغيرات المستقبلية، لأنها تشريعات تخدم في المقال الأول القيادات الإسرائيلية. 

اقرأ أيضًا| إلى أي مدى ذهبت العلاقات بين مصر وإيران؟.. دبلوماسيون يجيبون

اقرأ أيضا