"أميرة العود".. يراود الكثير من المتصفحين على جوجل فضولًا حول الشخصية المحتفى بها اليوم، وقد كان واضحًا من هيئتها أنها مسلمة عربية، ومن أفريقيا، وبالفعل أسماء حمزة سودانية، ومُحبة لأصولها وجذورها العربية، وكثيرًا ما تحدثت عن غرامها بالكثير من أعلام الملحنين والمطربين العرب.
من هي "أميرة العود"؟
هي أسماء حمزة بشير، وُلدت بمدينة "الحلفايا" أو "حلفايا الملوك" في عام 1936، كانت وحيدة والديها ولديها بنت واحدة ودرست بالمدرسة الإنجيلية بالخرطوم بحري، وعملت في سلاح الموسيقى السوداني لمدة ثلاثة عشر عامًا، عشقت الموسيقى في نشأتها الأولى وكان حلمها أن تصبح مطربة، لكن دومًا لا تحالفنا الحياة في أكبر أحلامنا، فكانت "أسماء" تعاني من مشكلة في حبليها الصوتيين، لكن أذنيها كانتا مرهفتين، لذا لم تستسلم وأخذت تعبر عن نفسها بالصفير، وعندما سمع والدها صفيرها المتناغم اشترى لها آلة عود حتى تتدرب.
أسماء حمزة
وعلّمت أسماء نفسها عزف الأغاني، التي كانت تسمعها، على العود من الذاكرة، بتشجيعٍ ودعمٍ من والدها منذ البداية، لكن للأسف لم يكن إبداع النساء في مجال الموسيقى شيئًا مقبولًا بشكلٍ اجتماعي في السودان، ولذلك أول مقطوعة موسيقية ألفتها كانت سرية.
وبمرور الوقت ازداد إنتاج أسماء الموسيقي مع تقدمها في السن، وألفت عددًا من الألحان لكثيرٍ من الفنانين العرب الموهوبين، وأصبحت تُعرف بأنها أول مُلحنة وعازفة عود مُدربة رسميًا في عام 1946.
نبذة عن المطربين الذين تغنوا بألحان "أسماء حمزة"
وتُعد "أميرة العود" من النساء الرائدات في مجال التلحين في السودان بل الوطن العربي بأكمله، تغنى بألحانها عدد من المطربين السودانيين مثل “خالد عبد الرحمن” “سمية حسن” “عابدة الشيخ” “محمد عمر” “هشام درماس” “عماد أحمد الطيب” "محمد ميرغني” ”عبد الكريم الكابلي”.
وقالت “أسماء” في حوار صحفي أُجري معها سابقًا: أن أول لحن لحنته هو أغنية ”يا عيوني” من ديوان “ليالي الملاح التائه”، وهو من تأليف "علي محمود طه" عام 1957، وأن أول لحن قدمته للجمهور كمُلحنة كان لحن أغنية “الزمن الطيب”، من كلمات “سيف الدين الدسوقي”، وآداء الفنانة “سمية حسن”.
أسماء حمزة
مطربين عرب كانت تحبهم "أسماء"
كانت معضلة عدم تقبل المجتمع للمُلحنات النساء واحتكار المهنة على الرجال خصيصًا من أكبر العوامل المؤثرة على أسماء، لذا بجانب تلقيبها بـ "أميرة العود" لُقبت أيضًا بـ "عاشقة أم كلثوم" دعمًا لبني جنسها، وتقول أسماء في مقابلة صحفية عن حبها لأم كلثوم: "عندما لاحظ والدي ولهي بالست، فأجاني بتذكرة لدخول إحدى حفلاتها عندما زرنا القاهرة سنة 1963".
ولم يكن تأثرها حكرًا على كوكب الشرق فحسب، فتأثرت أسماء بالفنانين المصريين، مثل "محمد عبد الوهاب" "عبد الحليم حافظ" و"شادية"، هذا وتتلمذ على يديها الموسيقار والعازف السوداني الشهير "بشير عباس".
لماذا يحتفي جوجل بـ "أسماء حمزة" اليوم؟
ويحتفي محرك جوجل للبحث اليوم بعازفة العود والملحنة السودانية أسماء حمزة، لأنه في مثل هذا اليوم عام 1997، كانت أسماء من بين الفائزين في مسابقة ليلة القدر الكبرى للموسيقى في السودان، وكان فوزها نقطة بداية التحول في حياتها المهنية، إذ ساعدها في الحصول على اعتراف الموسيقيين بها في مجال يسيطر عليه الذكور.
أسماء حمزة
تاريخ وفاة أسماء حمزة
ورحلت عنا أميرة العود في يوم21 مايو 2018، بنفس المدينة التي ولدت ونشأت بها، المدينة التي شهدت على أحلامها، ضحكاتها، حزنها، بكائها، وانتصاراتها التي حققتها وتتويجها "ملكة العود" ونيلها ما تستحق.. مدينة "الحلفايا".