كرة القدم ليست عبارة عن هز شباك الخصوم فقط، أو تحقيق البطولات، ورفع الكؤوس، أو ارتداء الميداليات، هناك جانب خفي مظلم لكرة القدم أيضًَا، وهو تدخل رجال المافيا والجريمة.
لعل أبرز تلك الدول التي تتدخل فيها المافيا بشأن كرة القدم هي إيطاليا، فبعد أن كان الدوري الإيطالي هو أقوى دوري على المستوى العالم، تحوّل الأمر تمامًا وسقط من القمة؛ بسبب التدخل المستمر من جانب رجال المافيا.
مافيا نابولي وماردوناتمتلك مدينة نابولي الإيطالية، أحد أشهر العصابات الإجرامية على مستوى العالم، وهي عصابة كامورا، التي سيطرت على كافة مدينة نابولي.
ومن ضمن الأمور التي تدخلت فيها عصابة كامورا، هي كرة القدم، لكن هنا السؤال، متى بدأت عصابة الكامورا في التدخل في شئون كرة القدم؟
قبل ذلك نسرد لكم وضع اللاعب الأرجنتيني ماردونا مع الكرة الإيطالية.
انضم ماردونا إلى نابولي، في بداية موسم ( 1986 / 1987)، كان الفريق يصارع لعدم الهبوط لدوري الدرجة الثانية في إيطاليا، إلا أنه بفضل المهارة الكبيرة لماردونا، استطاع الفريق البقاء في الدوري والفوز به أيضًا.
هكذا كان حال نابولي في ذاك التوقيت، والآن نرجع إلى سؤالنا الأساسي، متى تدخلت عصابة كامورا في الكاليتشو
استطاع ماردونا حسم لقب الدوري الإيطالي لصالح نابولي؛ وذلك لأول مرة في تاريخ نابولي، لكن النادي خسر أمولًا طائلة؛ لأنه لم يتوقع أحد فوز نابولي باللقب، وكانت جميع المراهنات تصب لصالح الفرق الآخرى.
وكانت عصابة الكامورا، التي ذكرنا أنها تسيطر على نابولي، تعتمد بشكل أساسي في دخلها، على المراهنات التي تأتي من مباريات كرة القدم، مما أدى إلى تعرض العصابة إلى خسائر كبيرة.
وبسبب ما حدث أردات المافيا تعويض الخسائر الفادحة التي تعرضت لها، يذكُر أنه توصَّل محقق شرطة إيطالي في ذلك الوقت، أنه في حالة إحتفاظ نابولي باللقب، ستتعرض مافيا كامورا للإفلاس الحتمي.
وذلك يرجع إلى مراهنة مواطني مدينة نابولي على فريقهم، للاحتفاظ بلقب الكاليتشو الإيطالي، لكن أحداث ذلك الموسم الكروي كانت غريبة.
ففي الموسم الكروي (1987 / 1988)، كان نابولي يتصدر جدول ترتيب الدوري الإيطالي بفارق 4 نقاط عن ميلان صاحب المركز الثاني، مع بقاء 5 مباريات فقط على نهاية الكاليتشو.
الغريب ليس هنا، بل في كون خساراة رفاق ماردونا 4 مباريات من أصل 5 مباريات متبقية للفريق؛ مما أدى إلى خسارة اللقب لصالح ميلان.
كيف ساهمت مافيا الكامورا في خساراة نابولي لقب الكاليتشو؟
قامت العصابة باستهداف نجم الفريق الأول ماردونا، الذي كان مقربًا لأحد قادة مافيا كامورا، الذي كان يغدق عليه بالأموال الكثيرة، ويعطيه السيارات الفارهة، ويمده بالمخدرات، التي كان ماردونا مدمنًا عليها.
مما تأثر مستوى اللاعب بشكل كبير عن الموسم الذي سبقه، ولم يكن ماردونا هو اللاعب الوحيد المستهدف، بل تم استهداف باقي اللاعبين الآخرين.
فقامت العصابة بتوصيل رسائل غير مباشرة للاعبين؛ على سبيل المثال تحطيم سيارة ماردونا، وسرقة منزل أحد اللاعبين مرتين، وبالطبع وصلت تلك الرسائل المشفرة للاعبين، وخسروا اللقب.
مافيا نابولي و كفاراتسيخيليا
بعد الموسم المميز الذي قدمه اللاعب الجورجي كفاراتسخيليا مع نابولي، قامت المافيا توجيه تهديدات لإدارة الفريق، بضرورة عدم التفريط في اللاعب الجورجي؛ حيث كانت الرسائل تحتوي على رسائل شديدة اللهجة، منها على سبيل المثال، "لن يغادر كفارا نابولي إلا على تابوت.
وكان اللاعب الجورجي قد ساهم في تتويج نابولي بالدوري الإيطالي، للمرة الثالثة في تاريخ النادي الجنوبي.