في مثل هذا اليوم 4 يوليو 1187، انتصار المسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي على الصليبين، بقيادة غي دي لوزينيان ملك بيت المقدس، في معركة حطين.
في مثل هذا اليوم كانت بداية معركة حطين والتي حققت فيها أمتنا نصرا ساحقا على الفرنجة، وكانت بداية تحرير فلسطين من إحتلال الفرنجة الأوروبيين.
بدأت المعركة في 24 ربيع الثاني 583 هجري،الموافق في 1187/07/03 م، وتحقق النصر يوم 2023/7/4، على يد سلطان مصر والشام السلطان صلاح الدين الايوبي والذي إستطاع خلال حوالي 13 عاما قبل هذه المعركة أن يوحد مصر والشام ليحقق حصارا كاملا حول الفرنجة، وليتوج إنتصاراته وإنجازاته بإنتصاره في معركة حطين وتحرير القدس، وذلك في عهد الخليفة العباسي الرابع والثلاثون احمد الناصر لدين الله.
دعونا نذهب سويا في جولة إلى تلك الزمن لكي نقُص عليكم، "ما فعله ذلك الملك العظيم وما أسبابه؟"
ينتمي الملك صلاح الدين الأيوبي إلى الأسرة الروادية أي أنه من نسل القائد رواد بن المثنى الأزدي والي أذربيجان، في عهد الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، وعاشت الأسرة الروادية بين العجم لمئات السنين، وذلك بسبب أن العباسيين جعلوها مسؤولة عن حماية وحكم تبريز ومراغة وأردبيل، فأدى طول مدة بقاء الرواديين بين العجم لإختلاطهم بالأكراد فسكنوا بينهم وتزوجوا منهم، وهذا ما ذكره ياقوت الحموي والذي كان في زمانه، وكان قول الأمراء الأيوبيين: «إنما نحن عرب، نزلنا عند الأكراد وتزوجنا منهم».
وهو الناصر أبو المظفر يوسف بن أيوب ، والذي نعرفه اختصارا باسم صلاح الدين الأيوبي وهو مولود في 1138 ، وتوفى في 1193، وهو مؤسس الدولة الأيوبية في مصر والشام، وقضى طفولته في دمشق، وشبابه في بلاط الملك العادل نور الدين محمود بن زنكى ملك دمشق، وقد أرسله إلى مصر مع عمه أسد الدين شيركوه، وبعد موت عمه شيركوه، فرض العاضد نفسه وزيراً، ولما مات العاضد في 1171 نادى صلاح بالمستضىء العباسى خليفة ، لتنهى بذلك الخلافة الفاطمية.
*حدث قبل ما نروي لكم قصة موقعة "حطين"، أحداث ترتب عليها قيام المعركة أو حرب حطين وهي:-
كان صلاح الدين في مصر ينتظر الفرصة لتوحيد جبهة المسلمين، وعندما تلقى دعوة أمراء دمشق هب إليها وتسلمها في 1174، ثم ضم حمص وحماة وحلب والموصل ووقع هدنة مع الصليبيين، غير أن أرناط حاكم الكرك نقض الهدنة باستيلائه على قافلة تجارية للمسلمين، كانت متجهة إلى دمشق، وأسر حاميتها ورجالها ونساءها في حصن الكرك،ولم يستجب لأى تسويات أو تحذيرات من صلاح الدين،ورد قائلاً: «قولوا لمحمد يخلصكم»، فلم يبق سوى خيارالحرب .
فاتجه صلاح الدين في 1187 إلى حصن الكرك، فحاصره ثم إلى الشوبك ثم بانياس بالقرب من طبرية لمراقبة الموقف.
بداية معركة حطين:-
٠قاد السلطان صلاح الدين الأيوبي جيش المسلمين عدده 20000 مقاتل ووصل به إلى منطقة حطين الواقعة بين الناصرة وطبريا في شمال فلسطين، فأتى جيش الفرنجة وعدده 30000 مقاتل بقيادة ملك الفرنجة غي دي لوزينيان، فأمر صلاح الدين في 24 ربيع الثاني 583 هجري الموافق في 1187/07/03 م ببدء الهجوم على الفرنجة، وحصل إشتباك في السهل الواقع بين لوبيا وحطين وكان واضحا أن القوة في صالح الجيش الأيوبي، فانسحب الفرنجة وصعدوا إلى تلال حطين، وهذا الأمر في غير صالح صلاح الدين، لأن الفرنجة أخذوا الموقع الأفضل، ولأن صلاح الدين أصبح مقيدا بهم ولا يستطيع التحرك.
فأمر صلاح الدين بحرق الأعشاب والشجيرات في ساحة المعركة، واستولى على عيون الماء، عملا على تعطيش الفرنجة لإجبارهم على النزول للاشتباك معه، وذلك إستغلال لمناخ فلسطين الحار في شهر يوليو.
وسرعان إشتدت المعركة، في اليوم التالي 4 يوليو 1187م وفي حر شديد ونقص في مياه الشرب إشتدت معركة حطين، حيث نزلت الجيوش الفرنجية من على مرتفع حطين، بعد أن نظموا صفوفهم، فالتحم الجيشان على بُعد ميلين من حطين، فأنفصلت صفوف الفرنجة، حيث إن صلاح الدين الأيوبي قد جهز لهم فخا من السهام التي أهلكتهم، ثم شن هجوم بالسيوف والرماح، فقتل وجرح وأسر الكثير، واستسلم الألوف منهم.
عندما رأوا ذلك فقام الفرنجة بمناورة، فتقدم قائد الفرسان ريمون الثالث أمير طرابلس بأمر من غي دي لوزينيان ملك الفرنجة، وزحزح بهجومه قوة يقودها تقي الدين عمر، فظن الفرنجة أنهم فتحوا ثغرة في صفوف صلاح الدين فاندفعوا فيها، فقام جيش صلاح الدين بمحاصرة جزء من الجيش الفرنجي فشطره إلى شطرين.
ثم دامت المعركة نحو 7 ساعات على التوالي، سقط فيها الآلاف بين جرحى وقتلى، ووقع الملك غي دي لوزينيان ملك الفرنجة في الأسر، بالإضافة إلى العديد من القادة والبارونات، ولم ينج إلا بضع مئات فروا إلى صور واحتموا وراء أسوارها، لتنتهي المعركة بنصر ساحق للأيوبيين، ليحرروا القدس الشريف بعد أقل من 3 أشهر، وكان التحرير لبيت المقدس في 12أكتوبر 1187. .