هل ستستعيد أسعار النفط زخمها في عام 2023؟

الاثنين 12 يونية 2023 | 08:41 مساءً
أسعار النفط
أسعار النفط
كتب : بلدنا اليوم

تراجعت أسعار النفط منذ ذروتها في أبريل 2023 في أعقاب إعلان أوبك بلس تخفيضات الإنتاج، حيث انخفضت الأسعار وسط مخاوف من الركود العالمي وبيئة أسعار الفائدة المرتفعة والمخاوف المحيطة بسقف الديون الأمريكية.

وقد بلغ سعر خام برنت ذروته عند 86.96 دولار في 12 أبريل، ومنذ ذلك الحين، انخفض بأكثر من 13% اعتبارًا من 22 مايو، وبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط (WTI) ذروته عند 83.11 دولار قبل أن يتراجع بنسبة تزيد عن 11%، ومع وجود العديد من العوامل التي تسحب أسعار النفط في اتجاهات مختلفة، هل ستستعيد الأسعار زخمها؟

أساسيات سوق النفط

يعتبر تداول خام برنت وغرب تكساس الوسيط سوقين رئيسيين للنفط في العالم، يُستخرج نفط خام برنت من بحر الشمال بينما يُستخرج خام غرب تكساس الوسيط في الولايات المتحدة وبشكل أساسي من تكساس.

على الرغم من احتوائه على نسبة كبريت أقل من خام برنت، فإن نفط غرب تكساس الوسيط عادة ما يكون أرخص من خام برنت، وذلك لأن مورد الإمداد الرئيسي لبرنت (حقول نفط بحر الشمال) سوف يستنفد على المدى الطويل، من ناحية أخرى، تعمل أمريكا الشمالية على زيادة إنتاج خام غرب تكساس الوسيط من الصخر الزيتي والرمال الزيتية.

يتم تداول العقود الآجلة للنفط الخام في بورصات السلع الأساسية: يتم تداول خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال (ICE)، بينما يتم تداول خام غرب تكساس الوسيط في بورصة نيويورك التجارية (نايمكس).

ما الذي يدفع أسعار النفط في عام 2023؟

ارتفع سعر النفط إلى أكثر من 130 دولار للبرميل في مارس 2022 مدعومًا بمخاوف نقص الإمدادات مع الغزو الروسي لأوكرانيا وما ترتب على ذلك من قيود استيراد النفط من قبل الدول الغربية، بعد تداوله عند مستويات مرتفعة انخفض سعر الذهب الأسود تدريجيًا ليصل إلى أدني مستوياته في عام بحلول نهاية عام 2022 حيث أضر الركود بمعنويات المستثمرين.

1 .عقوبات على النفط الروسي

كانت العقوبات على النفط الروسي العنصر الرئيسي في أخبار سوق النفط لأكثر من عام، دخل حظر الاتحاد الأوروبي على الواردات المنقولة بحراً من النفط الخام الروسي حيز التنفيذ في ديسمبر 2022، جنبًا إلى جنب، وضع الاتحاد الأوروبي ومجموعة الدول السبع وأستراليا سقف للسعر قدره 60 دولار للبرميل، تبع ذلك حظر على المنتجات النفطية المكررة في فبراير 2023.

حظرت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي والدول الشريكة أيضًا تقديم الخدمات البحرية لشحنات النفط الخام الروسي ومنتجات النفط الروسية، ما لم يتم شراء النفط بسعر أو أقل من السعر المحدد.

بينما أضرت العقوبات بصادرات روسيا البحرية، تعافت أحجام تداول النفط مع إعادة توجيه روسيا تجارتها إلى دول لا تفرض عقوبات في آسيا وإفريقيا، بالإضافة إلى ذلك، أظهرت أسعار النفط تقلبًا محدودًا على الرغم من العقوبات.

وردًا على العقوبات أعلنت روسيا عن خفض إنتاج النفط اعتبارًا من مارس 2023، بما يعادل 0.5% من إمدادات النفط الخام العالمية، كما أن الحظر المفروض على المنتجات النفطية المكررة قد يضيف ضغوطًا إضافية مع مرور الوقت.

2 .تخفيضات إنتاج أوبك بلس

في أوائل أبريل أعلن منتجو أوبك بلس خفضًا غير متوقع في إنتاج النفط بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا، وقدرت رويترز أن هذا سيرفع الخفض التراكمي لإنتاج النفط من قبل أوبك بلس التي تتألف من أوبك وروسيا وحلفاء آخرين إلى 3.6 مليون برميل يوميًا والتي تمثل 3.7% من إجمالي الطلب.

وتأتي هذه الخطوة المفاجئة وسط مخاوف بشأن الركود العالمي والتزام أوبك بلس بدعم أسعار النفط من خلال الحد من العرض، وربما كان ذلك السبب في تزايد التوترات بين واشنطن والمملكة العربية السعودية وإفراج الوكالة الدولية للطاقة (IEA) عن مخزونات النفط قبل عام.

ارتفع سعر خام برنت بنسبة تزيد عن 6% بعد الإعلان مسجلاً ذروته عند 86.96 دولار للبرميل في منتصف أبريل، ومع ذلك، تراجع السعر بأكثر من 12% اعتبارًا من 22 مايو.

3 .تزايد المخاوف بشأن تراجع النمو أثرت على أسعار النفط

وفي الوقت نفسه، أدت المخاوف بشأن استمرار التضخم وتراجع النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة إلى تزايد القلق بشأن الطلب على النفط، كما أثر أزمة القطاع المصرفي ومخاطر التخلف عن سداد الديون الأمريكية بشكل سلبي على ثقة المستثمرين في النفط.

لا تزال توقعات الطلب على النفط الخام ضعيفة بسبب هذه المخاوف على الرغم من انخفاض المخزونات في الولايات المتحدة، ستكون التوقعات حول إمكانات النمو المستقبلية في الاقتصاد الأمريكي أساسية لتحديد الزخم في النفط الخام، قد يقود البنك الاحتياطي الفيدرالي المتفائل إلى زخم صعودي متجدد في الدولار الأمريكي مما قد يعيد خام غرب تكساس الوسيط نحو علامة 68 دولار، في المقابل، إذا لاحظ المستثمرون بعض الضعف في قدرة البنك المركزي على إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة طوال عام 2023 فمن المرجح أن يعكس الدولار مكاسبه الأخيرة حيث من المحتمل أن تدفع الرغبة في المخاطرة خام غرب تكساس الوسيط إلى ما فوق 75 دولارًا للبرميل.