السيدة آمنه بنت وهب، أم النبي محمد صلي الله عليه وسلم، هي من أجلبت لنا خير الخلق أجمعين لتلك الدنيا كي نرتقي بأخلاقه ونؤمن بدينه، توفيت شابة ف مقتبل العمر لايزيد عن ٢٥ سنه، ودفنت فوق جبل بالابواء ف السعوديه، وتحديداً منطقه الأبواء لأنها عاليه عن الأرض حتى يحفظ قبرها من جرف السيول.
تعالى أحكيلك ع كام حاجه كده:
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، خاتم الأنبياء و الرسل، و رسول الله إلى البشرية بالدين الإسلامي الحنيف ليخرجهم من الظلمات إلى النور. معجزته الكبرى القرآن الكريم و عن أقواله و أفعاله و صفاته اخذت عنه السنة النبوية.
ولد سيدنا محمد (صلى الله عليه و سلم) في 12 ربيع الأول من عام الفيل (ما يوافق حوالي عام 571 من السنة الميلادية) في مكة في شعب أبي طالب.
النبي لما كان طفل كانت حاضنته ومربيته السيده أم أيمن زوجه الصحابي زيد بن حارثه رضي الله عنهم، وهو طفل قالتله:
"هيا يامحمد" عاوني نحفر قبر أمك، والنبي عليه الصلاة والسلام يحفر ويبكي، وأم أيمن تبكي وتصد بوجه النبي عليه الصلاة والسلام عن القبر، مش عايزاه ينظر إلى قبرِ أمه.
وضعوا آمنة ف القبر وحثَّوا عليها التراب وقامت أم أيمن ممسكةً يد النبي عليه الصلاة والسلام، قاصدة الذهاب عن المكان، فيقول النبي عليه الصلاة والسلام وهو يبكي : "أمي أمي" يعني ناخد أمي معانا منسبهاش لوحدها.
فتبكي أم أيمن من بكائه وكلام الطفل اللي جه الدنيا فاقد أباه وهو الآن يتيم للمرة الثانية بفقد أمه.
إشتغل محمد (صلى الله عليه و سلم) كراع للغنم لمساعدة عمه ثم بعد ذلك بالتجارة. و عرف بين أهل قريش بأمانته فكانوا يلقبونه بالأمين.
روي عن الرسول (صلى الله عليه و سلم) أنه لم يسجد لصنم قط كما أنه لم يكن صاحب لهو و لعب.
تزوج خديجة بنت خويلد و سنه خمس وعشرون سنة بينما كانت تبلغ من العمر أربعين سنة. و كانت خديجة رضي الله عنها ذات تجارة و مال، و هي من عرض على محمد الزواج لما رأت منه من أمانة.
كانت خديجة أول من تزوج الرسول (صلى الله عليه و سلم) و لم يتزوج بغيرها حتى ماتت و مكث معها خمسا و عشرين سنة، و هي أول من أسلم.
كان محمد (صلى الله عليه و سلم) قد اعتاد أن يخرج إلى غار حراء للتعبد، فيأخذ معه الطعام والشراب و يمكث هنالك لمدة. و حين بلغ من العمر أربعين سنة، جاءه جبريل عليه السلام و هو بغار حراء، وهناك جاء نزول الوحي لأول مرة، و أول ما نزل بداية سورة العلق: { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ }. و استمر الوحي بعد ذلك في النزول مدة ثلاثة و عشرين عاما.
بدأت دعوة النبي (صلى الله عليه و سلم) إلى الإسلام سرا خوفا من قريش و بطشهم بالمسلمين، و بعد مرور ثلاث سنوات نزل الوحي يأمر بالجهر بالدعوة.
بدأ الإسلام بالإنتشار شيئا فشيئا في مكة، و بدأ مع ذلك النزاع بين قريش و المسلمين، و اشتدوا عليهم لسنوات مما جعل محمد يخرج بالمسلمين إلى يثرب بعد أربعة عشر عاما من الدعوة. و هكذا جاءت الهجرة النبوية عام 622 من الميلاد، و استقبله مسلمو المدينة بفرح شديد و سموا بالأنصار لنصرتهم للرسول (صلى الله عليه و سلم)، و سميت يثرب بالمدينة (مدينة الرسول) أو المدينة المنورة.
و من المدينة تأسست دواعم الدولة الإسلامية و استمر نشر الإسلام و فتحت مكة و أسلمت معظم قبائل العرب.
دامت الدعوة إلى الإسلام حوالي ثلاثة و عشرين عاما، نزل فيها القرآن الكريم هاديا و مشرعا للمسلمين حتى نزلت آخر آية في حجة الوداع : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلاَمَ دِيناً}.
وبعد ٥٥ سنة من الحادثه دي والنبي عليه الصلاة والسلام راجع لمكة فاتحاً ليها، وراءهُ عشرات الآلاف من الصحابة، مر بمنطقة الأبواء ورجعله شريط الذكريات المؤلم، فيأمرُ الصحابة رضوان الله عليهم بالجلوس، وبدأَ رسول الله عليه الصلاة والسلام ينظر في المقابر وتخطى القبور كأنه بيدور عن قبر معين لحد ما أنتهى إلي قبر أمه.
فجلس وقعد يتكلم ويناجي القبر طويلا لحد ما أرتفع نحيب رسول الله عليه الصلاة والسلام فبدأ يبكي بكاء شديد جداً.
حينها سمع الصحابة رضوان الله عليهم بكوا لبكاء رسول الله عليه الصلاة والسلام
وبعدها رجع رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو حزين يبكي، فتلقاه عمر بن الخطاب رضى الله عنه فقال: "يارسول الله" ..ما الذي أبكاك؟ فقد أبكانا وأفزعنا.
فجلس عند الصحابة وقال :أأفزعكم بكائي؟
قالوا الصحابة: ن"عم يارسول الله".
قال: "إن القبر الذي رأيتموني أناجيه قبر آمنة بنت وهب أمي"، وإني استأذنت ربي في زيارتها فأذن لي، واستأذنت ربي في الاستغفار لها فلم يأذن لي فيه، فأخذني ما يأخذ الولد للوالدة من الرقة، فذلك الذي أبكاني.
فقد بكى النبي عليه الصلاة والسلام، وبكوا الصحابة جميعًا حتى لم يُرَ يومًا بكوا فيه أكثرَ من اليوم هذا، وفتح النبي عليه الصلاة والسلام مكة ف اليوم ده، وبين زحام الناس هذا يبايع، وهذا يعاهد وهذا يبارك حتي رأى النبي عليه الصلاة والسلام عجوز طاعنة في السن تمشي من بعيد وتقترب إليه، حتى أصبحت عنده ثم بدأت العجوز تنظر إلى النبي ﷺ مبقتش بتشوف كويس، تتأمل ف وجهه والنبي ﷺ لايعرفها، فقال للصحابة: من هذه؟، قالوا:
هذه حليمة السعيدة يارسول الله، فبكى رسول الله ﷺ وحضنها، ومسح على رأسها وباس على يدها فاستغرب الصحابة، رضوان الله عليهم، فقال رسول الله ﷺ:
ما بكم؟ هذه أمي، أمي حليمة.
فخلع رداءهُ وفرشه لها وجلس معها والنَّاس حوله، فقال: د"عوني دعوني أنا وأمي ولو لساعة"، وكأنه يقول "دعوني أحدِّثُها، دعوني أبكي أمامها دون خجل
مثلما كنت أبكي عندما كنت رضيع".
توفي الرسول (صلى الله عليه و سلم) بعد فترة وجيزة من حجة الوداع بعد أن ألم به المرض. و كان ذلك يوم إثنين من ربيع الأول سنة 11 هـ، الموافق ل 8 يونيو من سنة 632م ، مات الرسول (صلى الله عليه و سلم) و عمره ثلاثة و ستون عاما على حجر زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و هو يقول: " بل الرفيق الأعلى".
فخاف أبو بكر أن تقوم الفتنة بين المسلمين فخرج اليهم قائلا: «ألا من كان يعبد محمدًا ، فإنّ محمدًا قد مات، و من كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت»، و قرأ {وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَ سَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ}. و هو من تولى الخلافة من بعد الرسول الكريم.