«الأعلى وللآباء والمعلمين»: البوكلت سيمنع التسريب نهائيًا والسر في العلامة المائية
المركز القومي للامتحانات: البوكليت سيحقق نتائج ممتازة تصل إلى 90%
لجنة التعليم بالبرلمان: تسريب الامتحانات نوع من أنواع الهجوم على مصر
خبير تعليمي: تطبيق نظام البوكليت سيعود بالضرر على الطالب في هذا الحالة
خبير: البوكليت أثبت فشله في دول عديدة
أثارت امتحانات الإعدادية بمختلف المحافظات حالة من الارتباك والحيرة بين الطلاب وأولياء الأمور هذا العام، بعد تداول أسئلة امتحانات الإعدادية على بعض صفحات مواقع التواصل قبل أداء الطلاب الامتحان وسط ذهول عدد كبير من أولياء الأمور، متسائلين كيف لوزارة التربية والتعليم والمديريات التعليمية لا تنجح في في التصدي ومواجهة الغش الالكتروني في امتحانات الاعدادية هذا العام كما حدث في امتحانات الثانوية العامة السنوات القليلة الماضية.
حيث أن امتحانات الشهادة الإعدادية لا تقل أهمية عن الثانوية العامة، فهي سنة فارقة في تحديد مستقبل الطلاب لأن مجموع الدرجات النهائية تحدد إن كان الطالب سيلتحق بالثانوية العامة أم غيرها، فكان لابد من وضع خطة محكمة بالتنسيق مع المديريات التعليمية بمختلف المحافظات للتصدي لأي عملية غش يمكن أن تحدث ومعاقبة المتورطين فيها.
وبناءًا على ذلك، قرر الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، تطبيق نظام البوكليت على امتحانات الشهادة الإعدادية بدءًا من العام المقبل، وهو عبارة عن 20 ورقة أسئلة يتم فتحه داخل اللجنة بالمدارس فقط كمحاولة من الوزارة لمنع الغش الالكتروني وتداول أسئلة الامتحان كما حدث في العام الحالي.
بالاضافة إلى تطبيق عدد من الاجراءات الأخرى الصارمة لمنع تداول الامتحانات ومنها تخصيص علامة مائية تخص كل إدارة تعليمية، ومنع اصطحاب الهواتف المحمولة للملاحظين والمراقبين بالاضافة إلى الطلاب داخل اللجان منعًا باتًا.
ولكن ما زال السؤال مطروحًا هل نجح تطبيق نظام البوكليت في امتحانات الثانوية العامة السنوات الماضية الأخيرة ليتم تطبيقه بامتحانات الشهادة الإعدادية؟، فهذا السؤال أثار جدلًا واسعًا ما بين أراء المسئولين وخبراء التعليم.
علام: البوكليت أثبت نجاحه بالثانوية العامة
من جانبه، أشاد عبد الرؤوف علام، رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين، بقرار وزارة التربية والتعليم بشأن تطبيق نظام البوكليت على امتحانات الشهادة الإعدادية، مؤكدًا على أنه نظام أثبت نجاحه عندما تم تطبيقه على امتحانات الثانوية العامة منذ ما يقارب من 6 سنوات عام 2017.
وأوضح، خلال تصريحات خاصة، أن تطبيق نظام البوكليت يعتبر أفضل الحلول الفعلية والعملية لضبط امتحانات الشهادة الاعدادية وهذا هو الوقت المناسب لتطبيقه وهو بدءًا من العام المقبل حتى يكون أمام الطلاب عام كامل للتدريب على نظام امتحانات البوكليت.
أما عن كيفية حماية نظام البوكليت الامتحانات من التسريب أو الغش، أشار علام إلى أن من خلال نظام البوكليت يعتبر الغش صعب للغاية أو شبه مستحيل، موضحًا أن ورقة الامتحان الإعدادية هذا العام يسهل تصويرها ونشرها، أما نظام البوكليت يكون متعدد صفحات الأسئلة فلا يمن تصويرها كلها.
وأكد رئيس المجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين، على أن تخصيص علامة مائية لكل مديرية تعليمية ووضعها على ورق الأسئلة يمنع تداول أو تسريب الامتحان تمامًا، لأن في هذه الحالة فسيتم كشف مكان تسريب الامكان بكل سهولة وبالتالي يتم التعامل مع مسربي الامتحان بكل حزم.
وأشار الدكتور محمد فتح الله، أستاذ القياس والتقويم بالمركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي، خلال تصريحات صحفية خاصة، إلى أن فكرة تطبيق البوكليت على الإعدادية فكرة ممتازة وستكون الحل الأمثل لمنع تسريب الامتحانات ويمنع الغش الالكتروني بين الطلاب وبذلك سيأخذ كل الطالب المجموع الذي يستحقه.
وأكد فتح الله، أن نظام البوكليت بشكل عام يعتبر نظام عالمي ويتبعه الكثير من الدول، متوقعًا أنه سيحقق نتائج ممتازة تصل إلى 90%.
وأوضح، أن نظام البوكليت كما أعلنته وزارة التربية والتعليم سيقيس مدى فهم الطالب لمناهج دراسته وهذا سيعمل تطويرًا وطفرة في التعليم الإعدادي خلال الفترة المقبلة وسيجعل الطالب يعتمد على التفكير الذهني لا الحفظ والتلقين.
لجنة التعليم بالبرلمان: الوزارة تبذل قصارى جهدها للتصدي لتسريب الامتحانات
ومن جهتها، أكدت النائبة جيهان البيومي عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، في تصريحات صحفية خاصة، على أن تطبيق نظام البوكليت على المرحلة الإعدادية من مصلحة الطالب أولًا، مشيرة إلى أن وزارة التربية والتعليم تعمل جاهدة وتبذل قصارى جهدها لمنع تسريب الامتحانات والتصدي للغش الالكتروني.
وأشارت عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، إلى أن تسريب الامتحانات بشكل عام يعتبر نوع من أنواع الهجوم على مصر، والتصدي إلى أي تطوير يحدث في منظومة التعليم، بالاضافة إلى أن تسريب الامتحانات يعمل على تعطيل خطط وزارة التربية والتعليم مما يضر بمصلحة الطالب.
مستشار تعليمي يشيد بتطبيق فكرة البوكليت
وأشاد رؤوف بكر، مستشار تعليمي، خلال تصريحات صحفية خاصة، بخطط الدكتور رضا حجازي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، التي تسعى إلى تطوير التعليم سواء في المناهج أو نظام الامتحان، ولكنه انتقد أن تلك خطط تطوير التعليم يتم تنفيذها دون تجهيز المجتمع ككل سواء المعلم أو ولي الأمر أو طالب.
وأكد، على أن البوكليت سيحد من الغش والتسريب الالكتروني للامتحانات، مشيرًا إلى أن أي تطوير بالتعليم لابد أن يتم تطبيقها على مرحلة محددة لاختبار مدى نجاحها أو فشلها، فإذا تم نجاحها فبالتأكيد سيتم تعميمها على مختلف المراحل.
لم تنل فكرة تطبيق البوكليت على امتحانات المرحلة الإعدادية استحسان الجميع، بل انتقدها أحد خبراء التعليم مؤكدًا على أنها أثبتت عدم نجاحها في عدد من الدول الأخرى.
من جانبه، انتقد أحمد سلامة خبير متخصص في شؤون تطوير التعليم، في تصريحات صحفية خاصة لـ بلدنا اليوم، فكرة تطبيق البوكليت على امتحانات الاعدادية بداية من العام المقبل، مؤكدًا على أنه لم يمنع التسريب كما حدث في الثانوية العامة من قبل.
وناشد، بضرورة أن تكون وزارة التربية والتعليم لديها نظام الكتروني حديث لتأمين الامتحانات منذ خروجها من الكنترول حتى وصولها المدارس، بالاضافة إلى أنها لابد أن تكون تحت إشراف مركزي كامل حتى يصل الامتحان للطالب دون تسريب.
وأكد سلامة، على أن البوكليت أثبت فشله بشكل كبير عند تطبيقه على نظام الثانوية العامة، متسائلًا عن كيفية تطبيقه على المرحلة الإعدادية رغم أنه لم يحقق الهدف المرجو منه في الثانوية العامة من قبل.
خبير تعليمي: تسريب الامتحانات يضر الطالب المجتهد
وأشار، إلى أن تطبيق نظام البوكليت على المرحلة الإعدادية سيعود بالضرر على الطلاب خلال عام أو أثنين كحد أقصى وذلك إذا تم تسريب للامتحانات كما حدث في الثانوية العامة من قبل، موضحًا أن الضرر سيتمثل في المساواة بين الطلاب ودخولهم كليات لا يستحقوها.
وأكد الخبير التعليمي، على أن الانتقاد ليس له أي هدف إلا من أجل البناء ليس الهدم، فتطوير التعليم سواءالمناهج أو الامتحانات من مصلحة الطالب والمجتمع كله.
واقترح سلامة، أن تكون الامتحانات موضوعية ومقالية لتقيس درجة فقهم واستيعاب الطلاب وليس الحفظ والتلقين، مؤكدًا على أن في هذه الحالة سيجيب الطالب بناء على فهمه ولا يكون في داعي لتسريب الامتحان، لان الامتحان يقيس مدى فهم الطالب ووجهة نظره التي تختلف بين الطلاب.
وأشار إلى أن دولة الإمارات كانت قد طبقت نظام البوكليت من قبل وأثبت فشله، فأضطروا إلى تغييره، فناشد الوزارة بتطبيق نظام تقييم يعطي الطالب المجتهد حقه حتى لا يُصاب بالإحباط فيتحول إلى وسيلة تخريب ويتحول إلى فرد غير صالح في المجتمع.
إرشادات لحماية الامتحانات من التسريب
وأعطى أحمد سلامة الخبير التعليمي، خلال تصريحات صحفية خاصة لـ بلدنا اليوم، عدد من الإرشادات لتأمين نظام الامتحانات وحمايته من التسريب، لافتًا إلى أنه لابد من وجود نظام تأمين قوي ومحكم لتأمين الامتحانات ووضع كاميرات مراقبة داخل سيارات نقل أوراق الامتحانات داخل اللجان.
وأضاف، أن إذا تحولت اللجان إلى الساحات الخارجية غير المغلقة مثل: الملاعب والحدائق والساحات وغيرها، وتكون مؤمنة بالكاميرات، مؤكدًا على أن هذا الاقتراح سيعطي نتيجة ممتازة ولا يحدث تسريب لأي امتحان.
وأشار، إلى أن تطوير التعليم لا يبدأ بتطوير نظام الامتحان بل لابد أن يبدأ في تطوير المنظومة على رأسها تطوير المعلم ماديًا ومعنويًا أولًا، بالاضافة إلى إلغاء مجانية التعليم بشرط توافر جودة في التعليم تجعل الطالب يستغنى عن الدروس الخصوصية التي ترهق أولياء الأمور.
وأكد سلامة، على أن بهذه الخطوة سيتم تغيير نظام المعلم والطالب وولي الأمر وكل ذلك سيصب في مصلحة المجتمع، بالاضافة إلى تطوير عقلية الطالب والانتقال من البسيط إلى المعقد ثم إلى السهل الممتع بما يتناسب التطورات التي تحدث حولنا من ظواهر وطبيعة وتطورات تكنولوجية وغيرها بشكل عملي وليس نظري مصمت.