في الوقت الذي يحل فيه عيد شم النسيم على المصريين، تزداد التساؤلات حول تاريخ وأصل قصة الاحتفال بهذا اليوم بدءًا من عصور القدماء المصريين حتى الآن، حيث يعد يوم شم النسيم من الأعياد الرسمية في جمهورية مصر العربية، وتتعدد مظاهر الاحتفال به عند المواطنين مثل تناول الفسيخ والرنجة وتلوين البيض.
ووفقًا لخبراء الآثار، يرجع تاريخ وأصل عيد شم النسيم إلى فترة المصريين القدماء، الذين كانوا مرتبطين بأراضيهم لدرجة تصل إلى أنهم كانوا يحتفلون برجوعها خضرة بعد فصلي الشتاء والخريف، لذلك كل فصل ربيع يحتفلون بحصاد أراضيهم.
أصل تسمية عيد شم النسيم بهذا الاسم
وكان المصريون القدماء يطلقون على عيد شم النسيم اسم "تشوم ني سيم"، وكلمة "تشوم أو شوم" معناها باللغة الهيروغليفية المصرية القديمة "البعث أو الخلق"، أما "ني سيم" يقصد بها مروج خضراء أو مزارع، بمعنى بعث الحياة الخضراء من جديد.
عيد شم النسيم عند المصريين القدماء
وذكرت الصفحة الرسمية للمتحف القومي للحضارة المصرية على موقع "فيسبوك" أن عيد شم النسيم من الأعياد المصرية القديمة والذي كان يحتفل به إعلانًا بانتهاء موسم الزراعة وبداية موسم الحصاد مع مطلع فصل الصيف.
وكان موسم الحصاد يمتد لعدة أشهر، ويحتفل فيها بعدد من أعياد آلهة الخير والنماء فكان الملك يطوف بالأراضي الزراعية بصحبة تماثيل الآلهة الكبرى في موكب كبير ثم يقوم بحصاد باكورة الزرع ليقدمها للآلهة لكي تبارك الأرض.
مظاهر احتفالات المصريين القدماء بعيد شم النسيم
كما استخدم المصريين القدماء البيض في احتفالات شم النسيم مثلما يحدث في عصرنا الحالي، حيث كانوا يجمعون البيض في ليلة شم النسيم، ويتم تلوينه بأوراق الصفصاف باللون الأخضر، وأوراق الكركديه باللون الأحمر، ويكتبوا عليه أمانيهم، وبعد ذلك يضعوه في سلال من سعف النخيل فوق مبانيهم، أو على الأشجار.
ويرجح علماء الآثار أن البيض كان يرمز للحياة الجديدة عند قدماء المصريين، حيث كانوا يعتقدون أن من الشيء الميت يولد كائن حي وهو رمز للأمل.
واحتفل المصريون القدماء بعيد شم النسيم بتناول الأسماك المملحة والمدخنة، كما يحدث الآن، حيث كانوا يتناولون السمك المملح، والبصل، والتوت، والخس، والملانة الخضراء وكانوا يضعون البصل تحت وسادتهم ليلة العيد، ويقوموا بتعليقه على أبواب منازلهم لطرد الأرواح الشريرة.
وامتدت الاحتفال بمظاهر شم النسيم بعد ظهور المسيحية ودخول الإسلام في مصر حتى عصرنا الحالي، كما اتخذ المصريون نفس الطرق التي احتفل بها أجدادهم بهذا اليوم، والتي لم تتغير منذ أكثر من 4700 عام.