تعد العشر الأواخر من رمضان من الليالي المباركة التي اختصها النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث النبوية، ويتحرى المسلمون ليلة القدر في هذه الأيام بما لها من مكانة، قال الله تعالى: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾.
وتزايدت العديد من التساؤلات على محرك البحث "جوجل"، بالتزامن مع أيام العشر الأواخر من رمضان، حول علامات ليلة القدر ومواصفاتها، إذ كثرت الآراء بين الفقهاء وعلماء الدين الإسلامي حول علامات هذه الليلة المباركة.
علامات ليلة القدر
جاء بحديث الإمام البخاري رضي الله عنه، والإمام مسلم رضي الله عنه أنَّ سيدنا أبا سعيد الخدري رضي الله عنه سُئلَ هلْ سَمِعْتَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ، يَذْكُرُ لَيْلَةَ القَدْرِ؟ قالَ: نَعَمِ، اعْتَكَفْنَا مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ العَشْرَ الأوْسَطَ مِن رَمَضَانَ، قالَ: فَخَرَجْنَا صَبِيحَةَ عِشْرِينَ، قالَ: فَخَطَبَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ صَبِيحَةَ عِشْرِينَ فَقالَ: إنِّي أُرِيتُ لَيْلَةَ القَدْرِ، وإنِّي نُسِّيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ في وِتْرٍ، فإنِّي رَأَيْتُ أنِّي أسْجُدُ في مَاءٍ وطِينٍ، ومَن كانَ اعْتَكَفَ مع رَسولِ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ فَلْيَرْجِعْ، فَرَجَعَ النَّاسُ إِلَىٰ المَسْجِدِ وما نَرَى في السَّمَاءِ قَزَعَةً، قالَ: فَجَاءَتْ سَحَابَةٌ، فَمَطَرَتْ، وأُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَسَجَدَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّىٰ اللهُ عليه وسلَّمَ في الطِّينِ والمَاءِ حتَّىٰ رَأَيْتُ أثَرَ الطِّينِ في أرْنَبَتِهِ وجَبْهَتِهِ".
وورد في حديث آخر، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه «أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فِى صَبِيحَةِ يَوْمِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا» (رواه مسلم).
كما أوضحت دار الإفتاء المصرية أن العلماء اختلفوا في تحديد ليلة القدر، مشيرة إلى أن بعض العلماء جمعوا بين هذه الروايات، فقيل أنها تنتقل في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.
دار الإفتاء توضح علامات ليلة القدر
واستشهدت دار الإفتاء المصرية بما روى عن النبى صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر:«هِى طَلْقَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، كَأَنَّ فِيهَا قَمَرًا يَفْضَحُ كَوَاكِبَهَا، لَا يَخْرُجُ شَيْطَانُهَا حَتَّى يَخْرُجَ فَجْرُهَا» (ابن حبان).
فضل ليلة القدر والأدعية المستحبة
وفي العشر الأواخر من رمضان، تكثر الأدعية والعبادة في المساجد، إذ علَّم رسول الله -صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة -رضي الله عنها- دعاءً تُكثر تكراره ليلة القدرِ في حديث روته السيدة عائشة حيث قالت: (يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو؟ قالَ: تقولينَ: اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي)، ويمكن للمسلم أن يدعو بهذا الدعاء في جميع الأحوال، وفي أي وقت شاء.