في عام 1869 وبدون سابق إنذار أو سبب معروف ،قرر الخديوي اسماعيل إهداء مسلة كليوباترا إلي مدينة نيويورك الأمريكية
فقد اعتقد الخديوي أن ذلك يدعم العلاقات التجارية معها ،وكانت تلك المسلة تُزين ميدان محطة الرمل بالأسكندرية.
ولكنها مُنحت رسميا بخطاب موقع فى 1879 بواسطة ابنه الخديوي توفيق ،وقد استغرقت رحلة النقل اربعة اشهر كاملة،لتستقر عام 1881 في حديقة سنترال بارك بمانهاتن،وطبقًا للنقوش تنتسب المسلة للملك تحوتمس الثالث.
كما يوجد عليها بعض الاضافات من عهد رمسيس الثاني
وكانت المسلة قد تم نقلها فى العهد البطلمي من مكانها الأصلي.
حيث كانت إحدي مسلتين تزين معبد الألة رع فى عين شمس للأسكندرية،ولسبب مجهول تم انتسابهم للملكة كيلوباترا
تزن مسلة كليوباترا 220 طنًا وقاعدة تزن 50 طنًا،ويبلغ ارتفاعها أكثر من 69 قدمًا وقاعدة ارتفاعها 8 أقدام،كأضخم قطعة أثرية حجرية في نيويورك.
في عام 1878 بدء البريطانيون بتحريك مسلة لأقامتها في لندن
ما دفع ويليام هنري هيرلبرت المحرر صحيفة The New York World
للبدء في حملة للحصول على مسلة في نفس الوقت تقريبًا كجزء من الهيبة،والحقيقة القوميين المصريين كانوا رافضين لفكرة التنازل عن إرث الأمة.
وهدد أحد دائني الحكومة المصرية بفرض الحجز على المسلة
يومها كتبت صحيفة نيويورك عنوان غريب الشكل
"لم يعد هناك أي أمل في أن نهرب من مسلة الإسكندرية"
ولكن فجأة ودون سابق انذار وقعت حكومة الخديوي توفيق أمر بالموافقة.
ولنقل آمن للمسلة قامت الحكومة الامريكية بتعيين ضابطًا في البحرية،وهو الملازم القائد Henry Gorringe،والذي تعهد بإطلاق النار على أي دائن يحاول الاستيلاء على المسلة.
وفي 12 يونيو 1880 أبحر من الإسكندرية،ووصل إلى جزيرة ستاتن في 20 يوليو من نفس العام وقام بتفريغ حمولته.
وقد سُمح للزوار بزيارة المسلة الموجودة في المخزن رغم تغطيتها بالخشب ،والأكثر من ذلك قيام البعض بالمتاجرة بالمسلة المصرية
فظهرت مسلات ورقية ومأكولات كليوباترا ومشروب المسلة
وفي 16 سبتمبر وصلت المسلة شارع ويست 96 ،واستغرق عبور خطوط السكك الحديدية على طول نهر هدسون نحو 80 دقيقة
وفي 22 ديسمبر وصلت إلي حديقة أمام متحف متروبوليتان.
وفي 5 يناير 1881 تم وضعها في موقعها الحالي في حديقة سنتر بارك،وكان القائد Henry Gorringe قد أحضر من مصر جهاز تدوير ضخم،وهو جهاز يشبه المنجنيق ذو الذراعين
وفي 22 يناير تم تدوير المسلة 90 درجة في 5 دقائق وسط هتاف المتفرجين.
هذه الرحلة استغرقت 112 يومًا
لقد صمدت مسلة تحوتمس الثالث أكثر من 3400 عام في مصر
ولكنها بعد أقل من 100 عام في نيويورك تعرضت للتلوث
فقد أثر التلوث والأمطار الحمضية على سطحها بشدة
وفي عام 2010 أرسل الدكتور زاهي حواس رسالة تحذيرية
إلى رئيس سنترال بارك كونسيرفانسي وعمدة مدينة نيويورك
وأصر على ضرورة تحسين جهود الحفظ،وأنه إذا لم يتمكنوا من رعاية المسلة بشكل صحيح،فأنه سيضطر لاتخاذ الخطوات اللازمة لإحضارها إلي مصر وإنقاذها،وهو ما أجبر بلدية نيويورك للبدء في ترميمها ووضع خطة للحفاظ عليها.