مع تزايد انتشار الشائعات بشكل مرضي بحيث أصبح من غير الممكن حصرها في ظل تنافس التكنولوجيا على إنتاج تطبيقات لخدمة مواقع التواصل الاجتماعي مما عزز حب الظهور و الشهرة لدى أغلب مستخدميها ، وهو مالفت نظر الاجهزة الاستخباراتية التي بدأت في أستغلال تلك التطبيقات بغرض إطلاق شائعات ضد دول معادية بهدف خدمة أغراض معينة ، او ضد دول حليفة بغرض جس النبض وجمع المعلومات .
ولكن هناك غلط و خلط لغوي بين عموم الناس في إستخدام مصطلح إشاعة و شائعة وجب توضيحها .
الشائعة :
تعني المنتشرة وكثيرة التردد بين الناس و قد تكون كاذبة أو صادقة ولكنها مذاعة بين الناس وهي مشتقة من الفعل «شاع» الشيء يشيع شيوعاً وشياعاً ومشاعاً ظهر وانتشر، ويقال: شاع بالشيء : أى أذاعه.
الاشاعة :
وتعرف على أنها الأفكار أو المعلومات التي يتناقلها ويتبادلها الناس، دون أن تكون مستندة إلى مصادر أو مصدر موثوق به يشهد بصحتها، أو هي الترويج لخبر مختلق لا أساس له من الواقع، أو يحتوي جزءاً ضئيلاً من الحقيقة، وهى أيضاَ كل قضية أو عبارة، يجري تداولها شفهياً، وتكون قابلة للتصديق، وذلك دون أن تكون هناك معايير أكيدة لصدقها، كما تُعد أيضاَ كلام هام أو أفكار عامة، انتشرت بسرعة، واعتقد فيها، وليس لها أي وجود أو أصل , وهي مشتقة من الفعل " أشاع" .
وتنقسم الأشاعة الى 3 أنواع رئيسية :
الأشاعة البيضاء :
هي أشاعة يكون معروف فيها الجهة الصادرة عنها، حيث تنبثق من دولة أو جهة معروفة ومعلنة؛ لإحداث الأثر على شعب أو جيش دولة. وتستند في بثّ أخبارها بمصدر صحيح ومعروف، إذ تعتمد على الحجة والبرهان والمنطق في تسويق أخبارها؛ بحيث تظهر بشكل مقنع أكثر من أيَّة جهة أخرى.
ومثال على ذلك نوع من الأشاعات التي تصدر عن دولة ما تعلن عن نفسها بوضوح، لكنها تستخدم لغة الدولة الخصم. وتستخدم الأساليب التي تجذب شعبها؛ كالأغاني والمواضيع المفضلة لهم أيضاً، بحيث تدسّ بين هذا وهذا بعض الأخبار التي ربما تكون صحيحة أو غير ذلك.
فالأشاعة البيضاء عبارة عن النشاط العلني من أجل هدف معين. وتستهدف إعلام الشعوب الأخرى بنواحي التقدّم في البلد بشتى المجلالات، كذلك إيجاد نوع من التقارب القائم على أساس معرفة الشعوب؛ ولذلك تقترب الأشاعة البيضاء من الإعلام وإن اختلفت عنه من حيث وجود أهداف تأثيرية.
الأ شاعة الرمادية :
قد تنطوي على خطورة أكبر لاعتمادها على زيف مغلّف ببعض الحقائق، مما يصعب اكتشافها ويسهل من مهمة الخداع التي ترمي إليها. وتعرف الاشاعة الرمادية على أنها الاشاعة التي تستند إلى حقيقة أو مجموعة حقائق، مضيفةً إليها بعض الأكاذيب بحرص شديد يصعب على المتلقي غير المدقق اكتشاف ما فيها من تضليل وخداع، فهي تدمج بين مخاطبة العقل ومخاطبة الغرائز، وتكشف عن مصدرها في وقت تظل نواياها غامضة للجمهور أو مضللة له.
الاشاعة السوداء :
هي شكل من أشكال الاشاعات التي تهدف إلى خلق الانطباع بأنها من صنع أولئك الذين من المفترض أن تشوه سمعتهم. تتناقض الدعاية السوداء مع الدعاية الرمادية التي لا تحدد مصدرها، والدعاية البيضاء التي لا تخفي أصولها على الإطلاق. عادة ما تستخدم الدعاية السوداء من أجل تشويه سمعة العدو أو إحراجه من خلال تحريف الحقائق.
يعد عدم إدراك الجمهور بوجود شخص ما يؤثر عليهم السمة الرئيسية للأشاعة السوداء، بالإضافة إلى أنهم لا يشعرون بأنهم مدفوعون في اتجاه معين. تزعم الدعاية السوداء أنها تنبع من مصدر آخر غير المصدر الحقيقي. يرتبط هذا النوع من الدعاية بعمليات نفسية سرية. في بعض الأحيان، يُخفى المصدر أو يُنسب إلى مصدر في سلطة كاذبة ثم ينشر الأكاذيب والافتراءات والخداع. الدعاية السوداء هي (الكذبة الكبرى)، بما في ذلك جميع أنواع الخداع الإبداعي. تعتمد الدعاية السوداء على استعداد المتلقي لقبول مصداقية المصدر. إذا كان منشئو أو مرسلو رسالة الدعاية السوداء لا يفهمون بشكل كاف جمهورهم المقصود، فقد يُساء فهم الرسالة أو تبدو مشبوهة أو قد تفشل في تحقيق غايتها تمامًا.
تقوم الحكومات بدعاية سوداء لأسباب عدة تشمل: أ) إخفاء مشاركتها المباشرة، قد يكون من المرجح أن تنجح الحكومة في إقناع الجمهور المستهدف بشيء معين، و ب) هناك أسباب دبلوماسية وراء استخدام الدعاية السوداء. الدعاية السوداء ضرورية للتعتيم على تورط الحكومة في الأنشطة التي قد تكون ضارة بسياساتها الخارجية.
وينقسم الغرض من الاشاعات الى أكثر من نوع أبرزها :
1-الإشاعة الزاحفة «البطيئة» : وهي إشاعة تروج ببطء، وهمسا وبطريقة سرية، وهذا التكتم يجعل المتلقي يجعله يعتقد بصدقها.
2-الإشاعة السريعة «الطائرة»: وهى إشاعة سريعة الإنتشار، وسريعة الاختفاء أيضا.
3-الإشاعة الراجعة: وهي إشاعة تروج ثم تختفي، ثم تعود وتظهر من جديد إذا تهيئات لها الظروف، أو في الأوقات التي يريدها مطلق الإشاعة.
4-الإشاعة الاتهامية «الهجومية»: وهى إشاعة يطلقها شخص بهدف الحط من مكانة منافس له.
5-الإشاعة الاستطلاعية: ومحاولة لاستطلاع ردة فعل الشارع، لذلك يطلقها منشئوها للتعرف ماذا يكون رد فعل الشارع لو تم اتخاذ قرار ما .
6-إشاعـة الإسقاط: وهي الاشاعة التي يسقط من خلالها مطلقها صفاته الذميمة على شخص أخر، واغلب الإشاعات المتعلقة بالشرف هي من هذا النوع، وقد أشارت بعض النصوص إلى إلي هذا النوع من الإشاعات وصفات مطلقها.
7-إشاعـة التبرير: وهى الإشاعة التي يهدف مطلقها إلى تبرير سلوك الغير أخلاقى تجاه شخص أو جماعة معينه.
8-إشاعـة التوقع: وهي الاشاعة التي تنتشر عندما تكون الجماهير مهيأة لتقبل أخبار معينة أو أحداث خاصة، مهدت لها أحداث سابقة .