نتناقل يوميا عدد من الأمثال الشعبية فيما بيننا، وعندما يسأل أحد ماذا تقصد به، تكون الإجابة لا أعرف لكنهم يقولون ذلك، مشيرا إلى أجداده وآبائه، لذا نتحدث عن بعضها في السطور التالية.
«دخول الحمام مش زي خروجه»
دائما ما نقول في أحد المواقف هذا المثل، دون أن نعرف حكايته، وهي أن قديما افتتح أحد الأشخاص حماما عاما وأعلن أن دخوله بالمجان دون رسوم، وعندما كان الزبائن ينتهون من حاجاتهم، يقوم صاحبه باحتجاز ملابسهم ومقتنياتهم ولا يفرج عنها إلى بعد الحصول على المال.
وعندما تسأله الزبائن «ألم تقل أن دخول الحمام مجانا»، تكون إجابته «دخول الحمام مش زي خروجه، ومن هنا بدأ الجميع يتناقلون هذا المثل بينهم.
«مسمار جحا»
هو مثل عربي شهير وتعود قصته إلى أن قديما كان هناك رجل يُدعى (جحا)، وكان لديه دارا يريد أن يبيعه دون أن يفرط فيه، فعندما جاء أحد ليشتريه، قال له (جحا)، أبيعه لك لكن بشرط وهو أن تضع مسمارا في حائط المنزل، فوافق الرجل دون أن يلمح ما يخطط له (جحا).
وفي اليوم التالي، تفاجأ الرجل الذي اشترى المنزلب (جحا)، يدخل عليه فسأله الرجل عن سبب مجيئه، فأجاب (جحا)، أنه جاء للاطمئنان على مسماره، فرحب به الرجل وأطعمه، لكن زيارته طالت، فضاق الرجل منه، حتى فوجئ ب(جحا)، يخلع جبته ويفترشها على الأرض لينام، وعندما سأله الرجل عن سبب ذلك أجاب «أنام في ظل مسماري»، وأصبح «جحا»، يشارك الرجل في جميع مواعيد الطعام والشراب، حتى فاض بالرجل وترك المنزل تماما.
«ماحنا دافنينه سوى»
يُقال هذا المثل بشكل شبه يومي تقريبا، وتعود قصته إلى رجلين كانا يبيعان الزيت على حمار لديهما وفي يوم مات الحمار، فحزن صاحبه عليه حزنا شديدا، فصاح فيه الآخر قائلا: «اسكت وكف عن البكاء».
واستكمل: «فقد جاءت لي فكرة إذا قمنا بتنفيذها جنينا من ورائها مكسبًا كبيرًا، ليس علينا إلا أن نقوم بدفن الحمار، ونبني عليه ضريحًا، ونقول أن هذا مزار أحد الصالحين، ونحكي للناس قصصًا وأخبارًا معلنين فيها فضائل هذا الصالح وكراماته التي ظهرت مع الكبار والصغار، فيأتي إلينا الناس ويتباركون بما أخفينا فتنهال علينا النذور والهدايا».
وبالفعل نجحت الخطة، وأقبل الناس على زيارة الحمار، وتقديم الهدايا والنذور والأموال إليهم، وفي يوم زادت أطماع أحدهما، فقرر أن يقنع صاحبه بأنه رأى صالحا في منامه يخبره بضرورة مغادرة صاحبه للضريح وإلا تحل عليه لعنة، وعندما سأله صاحبه عن الصالح الذي رآه، أخبره الحمار بأنه الصالح المدفون في الضريح، فضحك منه صاحبه قائلا له: «ماحنا دافنينه سوى».