مع اقتراب فصل الشتاء ووجود العديد من المنخفضات خلال هذه الفترة، يتساءل البعض عن دعاء المطر مستجاب، وكذلك أدعية البرق والرعد التي تضرب البلدان العربية بصورة خاصة خلال هذه الأيام، وهو ما سوف نقدمه خلال هذا التقرير.
حكم دعاء المطر وصحة استجابة الدعاء في هذا الوقت
أحد أهم الأسئلة الشائعة لدى الكثير من المسلمين في توقيت هطول الأمطار، هو مدى صحة استجابة الدعاء في وقت المطر؟ وما إن كان قد ورد في القرآن أو السنة أم لا؟ ومن خلال الرجوع إلى المصادر الإسلامية الموثوق منها، يتضح وجود حديث صحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، يشير خلاله إلى أن وقت هطول الأمطار من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء، وحثنا الرسول الكريم على تكثيف الدعاء في ذلك الوقت، وجاء نص الحديث، كما يلي:
عن سهل بن سعد الساعدي -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: " اطلبوا إجابة الدعاء عند التقاء الجيوش وإقامة الصلاة ونزول المطر". (صحيح أبي داوود: 2540).
دعاء المطر مستجاب 2022 من القرآن والسنة
على الرغم من وجود حديث صحيح قد ورد في السنة النبوية الشريفة يوضح أن أوقات نزول الأمطار من الأوقات التي يجب أن يتحرى فيها المسلم الدعاء؛ لأنه من الأوقات التي يُجاب بها. وذكر خاتم المرسلين "صلوات الله عليه وتسليمه"، دعاء يستحب قوله في هذا الوقت، ولكنه لم يحدد الدعاء بعينه فقط.
بل يستحب أن يدعو المسلم بكل ما يرغب فيه، ولكن خير الدعاء هو ما ورد في القرآن الكريم، وعن لسان رسول الله في السنة. لذلك يفضل قول مثل هذه الأدعية التي تجمع بين مطالب الدنيا والآخرة.
- "اللَّهُمَّ صَيِّبًا نَافِعًا، اللَّهُمَّ صَيِّبًا هَنِيئًا، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أرسلت به"،"مطرنا بفضل الله ورحمته".
- "اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، اللهم اسقينا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضار، اللهم انت الله لا إله إلا أنت الغنى ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حين،اللهم إنى أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها ، وشر ما أرسلت به، اللهم لا تقتلنا بغضبك، ولا تهلكنا بعذابك، وعافنا قبل ذلك، سبحان الذي يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته".
- ﴿رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 286].
- ﴿رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ [آل عمران: 147].
(رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [الأعراف: 23].
- ﴿ رَبِّ لَا تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ﴾ [الأنبياء: 89].
دعاء المطر
أدعية البرق والرعد مستجابة من القرآن والسنة
مثلما ورد في السنة النبوية الشريفة حديث صحيح عن استجابة الدعاء في وقت المطر، فإن القرآن والسنة قد جاء بهما الدعاء الذي يجب قوله عن سماع صوت الرعد ورؤية البرق، والذي يكون مصاحبًا للمطر في بعض الأحيان، فيقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : {وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَال}. (سورة الرعد: آية 13).
ومن الآية الكريمة جاء نص الدعاء "سبحان الذي يسبح الرعد باسمه، والملائكة من خشيته"، الذي يقال وقت حدوث الرعد والبرق، والذي ورد أيضًا في أكثر من حديث شريف، والتي منها:
كان عبد الله بن الزبير -رضى الله عنهما- إذا سمع الرعد ترك الحديث؛ وقال: (سبحان الذي يُسَبح" الرعد بِحَمْدِهِ وَالـْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ"2]).
وجاء عن عبد الله بن عباس -رضى الله عنهما-، أنه قال: (أتت يهود إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسألوه عن الرعد ما هو؟ قال: ((ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نور، يسوق بها السحاب حيث شاءالله تعالى))، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: ((زجرة السحاب، يزجره إلى حيث أمره))، قالوا: صدقت([3]).
بعض الأدعية المستحبة في وقت الأمطار والرياح
يجب على المسلم تحري أوقات الإجابة في اليوم، والتي منها وقت الآذان، والوقت بين الآذان والإقامة، وكذلك الثلث الأخير من اليوم، وهذه الأوقات تتكرر كل يوم، كما يوجد أوقات إجابة دعاء أخرى تأتي بين الوقت والآخر، مثل وقت نزول المطر، وفي ليلة القدر ويوم عرفة، وغيرها من الليالي المباركة، ومن الأدعية المستحب قولها وتردديها دائمًا في هذه الأوقات.
- اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا، ولَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ علَى الآكَامِ والجِبَالِ والآجَامِ والظِّرَابِ والأوْدِيَةِ ومَنَابِتِ الشَّجَرِ.
- ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].
﴿ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [الأحقاف: 15].
(اللهم إني ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت؛ فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني؛ إنك أنت الغفور الرحيم)؛ (البخاري حديث: 834 ، 6326).
(اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو؛ فاعفُ عني)؛ (البخاري حديث: 3294).
(اللهم إني أعوذ بك من الهمِّ والحزَن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضَلَع الدَّين، وغلَبة الرجال)؛ (البخاري حديث: 6363).
(اللهم اغفِرْ لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلمُ به مني)؛ (البخاري حديث: 6399).
(اللهم إني أعوذ بك مِن جَهد البلاء، ودرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء)؛ (البخاري حديث: 6347).