قال الدكتور أحمد عبدالرحمن من علماء الأزهر الشريف تهل علينا كل عام ذكرى ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم وللأسف يأتي معها الجدل الموسمي والسؤال الذي لا أعلم سبب تكراره كلما أهلت علينا هذه الذكرى العطرة، (ما حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟) ونرى من يصدر الفتاوى بالتبديع والتجهيل وكأن الاحتفال بسيدنا رسول الله أصبح شيئاً يعاب على المسلم.
وأشار الدكتور أحمد عبدالرحمن في تصريحات خاصة لـ «بلدنا اليوم» بعد سماع الكثير من الآراء من أناس لم يبحثوا ولم يدققوا فى نقلهم وكل ما علموه مجرد سماع أراء المانعين نعرض نقطة فى بحر العلماء الذين أجازو الإحتفال بالمولد النبوي الشريف.
قال الشيخ محمد الفاضل بن عاشور "واستحسن الاحتفال بالمولد النبوي أئمة منهم الإمام السيوطي والإمام ابن حجر العسقلاني و الإمام ابن حجر الهيتمى واستندوا إلى قول الله تعالى ((وذكرّهم بأيام الله)).
وقد أخرج النسائي وعبد الله بن أحمد فى زوائد المسند والبيهقي فى شعب الإيمان عن أبيّ بن كعب عن النبى ((صلى الله عليه وسلم)) أنه فسّر الأيام بنعم الله والائه.
ولاشك أن مولد النبى(صلى الله عليه وسلم) من أكبر النعم التي أنعم الله بها على البشرية كلها.
واستكمل: قد جاء فى صحيح مسلم عن أبى قتادة الأنصاري قال سُئل النبي ((صلى الله عليه وسلم)) عن صوم يوم الإثنين فقال ((هذا يوم ولدت فيه وبعثت فيه)) فوضح أن لهذا اليوم ميزة عن بقية الايام فميزه وعظمه لكونه (صلى الله عليه وسلم)قد ولد فيه.
ثم إننا لا نجد من الصحابة من أنكر صيام الإثنين الذى صامه النبى (صل الله عليه وسلم) احتفالا بمولده الشريف، بل كانو أكثر الناس تمسكا به وبتنفيذه اقتداء بالنبي (صلى الله عليه وسلم).
ولفت؛ إذا ذهبنا إلى فتاوى الأزهر الشريف نجد قول فضيلة الشيخ عطية صقر "رحمه الله" فى ذلك ونصه مايلى -(وأرى أنه لا بأس به فى ذلك العصر الذى كاد الشباب ينسى فيه دينه وأمجاده فى غمرة الاحتفالات التى كادت ان تطغى على الاحتفالات الدينية))، والذى رواه البخاري عندما فرح ابو لهب بمولد النبي (صلى الله عليه وسلم) وأعتق جاريته -ثويبة- لأنها بشرته بهذا الخبر أن الله خفف عنه فى ذلك اليوم.
قال الإمام الزرقانى فى شرح المواهب للقسطلانى أن الإمام ابن الجزري- إمام القراءات المعروف - علّق على خبر أبي لهب فقال ((اذا كان هذا حال الكافر إذا فرح بميلاد النبى (صلى الله عليه وسلم) بما حال المسلم الموحد اذا فرح !! فللمسلم أن يفرح بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته فى محبته.
وقال الحافظ شمس الدين محمد بن ناصر:-
إذا كان هذا كافرا جاء ذمه
وتبّت يداه فى الحجيم مخلدا
اتى أنه فى يوم الإثنين دائما
يخفف عنه بالسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذى كان عمره
بأحمد مسرورا ومات موحدا !!
وإذا جاز للإنسان أن يحتفل بيوم مولده ويفرح ويسعد به، فالفرح والسرور برسول الله (صلى الله عليه وسلم) أكبر وأكثر.
وقال الدكتور أحمد عبدالرحمن من علماء الأزهر الشريف؛ أمّا عادات الأكل والشرب والحلوى والتهادي فلا بأس بها بل إنه شئ محبب إلى القلوب بل وحث عليه الإسلام إذا استطاع أن يفعله وهذه الافعال تدخل تحت قول الله تعالى ((كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله )والحديث ((تهادوا تحابوا) وأيضا هو من باب صلة الأرحام التى حث عليها الدين الاسلامي.
واستكمل: فللمسلم أن يفرح ويحتفل بميلاد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فميلاده ميلاد الرحمة ومولد الشفاعة ،وبداية الاصطفاء لهذه الأمة من الله _تبارك وتعالى _ ويزور أقاربه ويتهادى ويهنئ غيره، كل ذلك شريطة أن لا يفعل المسلم شيئا محرما إذ العبرة من كل هذا التقرب إلى الله سبحانه وتعالى وحبا في رسول الله صلى الله عليه وسلم.