يُعد مؤتمر المناخ من أهم الفاعليات التي يشهدها العالم كل عام؛ وذلك لأنه يناقش قضية هي الأخطر على كوكب الأرض وهي الحد من التدخل البشري في المناخ وتداعيات التغيرات المناخية وكيفية التصدي لها والحد من مشكلاتها والتي من أبرزها الاحتباس الحراري .
وتستضيف مصر مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP 27 " والذى من المقرر عقده فى مدينة شرم الشيخ نوفمبر المقبل خلال الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر، ويكمن الدور المصري في المؤتمر تمثيل القارة الأفريقية واحتياجاتها بصورة واضحة.
ومن المتوقع أن تشهد مصر إقبالًا كبيرًا من أعداد المشاركين في قمة المناخ للعام الحالي 2022، مقارنة بالعاميين الماضيين، حوالي 30 ألف شخص من 196 دولة حول العالم، وفقاً لتقرير للأمم المتحدة.
استعدات مصرية على قدمٍ وساقٍ
تستعد مصر لاستضافة هذة الفاعلية الهامة بمجموعة من الإجراءات في جميع المجالات، حيث تفقد رئيس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي مدينة شرم الشيخ الواقعة جنوب سيناء بتكليف من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والذي شدد على ضرورة أن تكون مدينة شرم الشيخ مستدامة وخضراء؛ لتعكس أهداف القمة.
وفي ظل استعدادت الدولة المصرية المكثفة، استهل مدبولي زيارته في 10 من شهر سبتمبر الجاري بتفقد أعمال التطوير التي شملت مطار شرم الشيخ الدولي، والذي أضيف له صالة جديدة؛ لكي يستوعب العدد الضخم والذي قد يصل لأكثر من 10 ملايين سائح على مدار العام، وتقديم الخدمات لهم منذ الهبوط وحتى المغادرة من المطار.
كما تفقَّد مدبولي، برفقة عدد من الوزراء والمسؤولين، منطقة مركز المؤتمرات، والذي ستنعقد فيه قمة المناخ المقبلة، وشملت أعمال التطوير رفع كفاءته بالإضافة إلى المنطقة الزرقاء الخاصة بسكرتارية الأمم المتحدة، التي ستضم تمثيل كل الدول والمؤسسات الرسمية.
وتشهد مدينة شرم الشيخ تطورات واضحة حيث تتحول إلى مدينة ذكية، وتعمل على توفير الخدمات وأقصى درجات الأمن للسائحين، خاصة مع منظومة (التاكسي) الجديدة، التي تضم 717 سيارة، ترتبط بنظام تتبّع يتصل بوحدة مركزية، وذلك لمتابعة خط سير كل سيارة داخل المدينة من خلال آلة تصوير داخلية، بالإضافة إلى إمكانية التواصل المباشر مع السائق لحل المشكلات.
كما أعلن رئيس الوزراء عن تنفيذ خدمة أخرى للسائحين وهي الدراجات التشاركية والتي ستسير في مسارات محددة، حيث بإمكان السائح استخدامها والدفع عن طريق بطاقة الائتمان، وتركها لسائح آخر للاستفادة منها.
منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائى Egypt-ICF
وعلى هامش استضافة مصر لقمة مؤتمر المناخ COP27 والذي من المقرر انطلاقه في شهر نوفمبر القادم، انطلقت النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائى Egypt-ICF واجتماع وزراء المالية والبيئة الأفارقة، والذي عقد في الفترة من 7-9 سبتمبر تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى في العاصمة الإدراية الجديدة،
وتضمن المنتدى العديد من الجلسات النقاشية من بينها، سبل الانتقال من التعهدات إلى التنفيذ وترجمة الالتزامات المالية إلى فرص استثمارية فى قارة أفريقيا، الأولويات الوطنية لدول قارة أفريقيا فى أجندة العمل المناخى، آليات خفض تكلفة التمويل الأخضر والمستدام، مبادلة الديون من أجل الاستثمار المستدام، الطريق إلى يوم التمويل بالدورة 27 من قمة المناخ تعزيز التمويل المناخي المبتكر، بالإضافة إلى الاستثمار فى البنية التحتية المستدامة لتحقيق الانتقال العادل.
أهداف متماثلة
تطابقت أهداف منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي، مع الهدف الرئيسي لقمة المناخ COP27، في:
• دفع جهود المجتمع الدولي للانتقال من التعهدات إلى التنفيذ.
• تعزيز القدرة على الوصول إلى التمويلات من أجل تسريع وتيرة أجندة العمل المناخي وتنفيذ اتفاق باريس، وتحفيز مشاركة القطاع الخاص في تمويل المناخ لاسيما في قارة أفريقيا.
• تمويل جهود التخفيف والتكيف مع التغيرات المناخية ومناقشة آليات توفير الموارد اللازمة.
• استكشاف الإجراءات المطلوبة على المستوى الوطني لتسريع وتيرة التنمية والتحول إلى الاقتصاد الأخضر في ظل الارتباط الشديد بين المناخ والتنمية وتصدر العمل المناخي لأجندة التنمية العالمية في الوقت الحالي.
تحديات راهنة
هناك العديد من التحديات الراهنة التي تواجه الدولة المصرية، من بينها، الأعداد الضخمة الراغبة في المشاركة في مؤتمر المناخ، إلا أن الرئيس المصري قد وجه بضرورة توفير أماكن لجميع المشاركين، فضاعفت الدولة من عدد المسطحات سواء الدائمة أو المؤقتة والتي من الممكن التخلي عنها عقب انتهاء المؤتمر.
وفي تصريحات تلفزيونية، لرئيس الوزراء المصري عقب انتهاء زيارته لمدينة شرم الشيخ في 11 سبتمبر، أكد على أن كثرة الراغبين في المشاركة في المؤتمر تدل على سمعة مصر الطيبة وقدرتها على تنظيم الفاعليات المهمة.